[جدس البأس]

سلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أحبتي الكرام
تكلمنا في مشاركة سابقة عن طرف أو جزئية بسيطة من هذا الموضوع الشائكة وكانت تحت العنوان والرابط التالي :


متى يجد هذا الصديق صديقه يا ترى؟


وإليكم المشاركة التالية والتي عنوانها:


[c]الصداقة مرة أخرى
[/c]
[c]

إن النسق السلوكي الذي يسير عليه المسلم اليوم ضميمة تحوي جوانب عدة لابد من التركيز عليها كل على حدة إذا أردنا أن نستنطق معالم الفكر التربوي الإسلامي .
فلاريب أن المناحي السلوكية والأخلاقية التي يتحتم على المسلم إتباعها كثيرة وفيها أوليات مقدمة ،التركيز عليها يفي بأغراض تربوية متعددة ...
ولعل من أوْلها مفهوم الصحبة والصداقة ، والتي هي بلا شك قضية هامة يصعب تحديد مرتكزاتها و منطلقاتها في زمن إختلت فيه الموازين وفسدت .

إن علاقة المحبة الصادقة والأخوة المخلصة تبدو أحياناً هدفاً مثالياً وليس واقعياً ...
وتفسير ذلك يكمن في عدة وجوه منها :

= أن الحب والكره من العواطف التي يمكن أن تتغير وتتبدل فينقلب الحب كرهاً أو الكره حباً.

= أن الإنسان لايعيش بالصداقة وحدها ، أي أن الحياة اليومية للإنسان لها متطلبات ومسؤليات وقواعد لاتسمح لمثل هذه العلائق بالإستحكام والتحكم في الحياة وبالتالي فإن طبيعة المجتمع والإرتباطات والثقافة السائدة ترسم أشكالاً مختلفة من العلاقات الإنسانية لانستطيع ضبطها بميزان معين أو تحديدها ضمن إطار محدد فهي إما إلى زوال أو إلى أفول إذ أن السبب في وجودها زائل أو مضمحل .

ولعل فيما نقله أبو حامد الغزالي في الإحياء عن الحريري (2/179)
ما يؤيد ذلك حيث قال :

(تعامل الناس:
في القرن الأول بالدين
حتى رقّ الدين

وتعاملوا
في القرن الثاني بالوفاء
حتى ذهب الوفاء

وفي الثالث
بالمرؤة
حتى ذهبت المرؤة

ولم يبق إلا الرهبة والرغبة )

ولعل مقصد الحريري من الرهبة والرغبة
قضية المصلحة المسيطرة على علائق الناس في هذا الزمان والتي كانت سبباً رئيساً في وضع الصداقة والإخوة أمام نظارة سوداء
[/c]



المشاركة القادمة
رفع مشاركة قديمة بل هي أول مشاركة لي في المنتدى بعنوان:

الصديق خلف منظار أسود

لها صلة بهذا الموضوع.


حبي وتقديري للجميع
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته