[مثلث برمودا]

روح المبادرة

يحتقر البعض منا أعمالاً يرى أنها أموراً لا تستحق إعطائها جانباً من الاهتمام أو حتى الالتفات لها بحجة أنها أمور بسيطة لا تستحق الذكر ، فما هي إلا مدة من الزمن حتى تتراكم هذه الأمور التي كنا نحتقرها .. فتتحد مع بعضها صانعة ما يسمى بالــ ( المشكلة ) التي قد يصعب حلها بالكلية وقد يسهل حلها وتجاوزها بتكلفة ومدة قليلة أو عكس ذلك وهو الأغلب ..

وسأكتفي بطرح مثال على ذلك .. ( وأمل منكم التكرم بطرح ما لديكم من تعليقات وإضافات وشواهد من واقع الحال ) :

في الحياة الزوجية لو حدث وأن كانت الحياة بين الزوجين جامدة وخالية منذ بدايتها من تبادل العبارات الجميلة ، وعدم حرص كل من الزوجين على فعل ما يدخل السرور على الطرف الآخر ، نرى أن العلاقة بين الزوجين ستنعكس بعد ذلك سلبياً على تربية ابنائهما وبعد فترة من الزمن قد يحدث الانفصال والطلاق والسبب افتقاد كل من الزوجين " لروح المبادرة " ..


و لا يقتصر روح المبادرة على ذلك فحسب .. فهناك أعمال نقوم بها للغير كمبادرات صغيرة نجني ثمرتها عاجلاً أو آجلاً بصورة مباشرة أو غير مباشرة .. فالبعض منها تقدم كإحسان للآخر وبعضها أشبه بفرض الكفاية إذ لابد أن يقوم بها أصحاب المبادرات لكيان معين و إلا رجع أثره بالسلب على باقي أصحاب هذا الكيان .. وهناك مقولة تردد في مجتمعنا مفادها " أن الأخوة أو الأعمام أو الأخوال أو حتى الأصحاب هم عبارة عن مجموعة نجد أن البعض منهم هم رأس المال والباقون هم أرباح ـ مكسب ـ " ...
فمن المبادرات الصغيرة على سبيل المثال :
- اعطاء مصحف لمن يجلس بجانبك قبيل خطبة الجمعة دونما طلبه .. كم سيكون لها من الأثر الإيجابي عليه و عليك ..
- توصيل شخص إلى محطة الوقود قد تعطلت به سيارته على أحد الطرق بسبب نفاذ وقودها ..
- تقديم قلم لزميلك في قاعة الدراسة بعدما شاهدت قلمه يلفظ أنفاسه الأخيرة حتى توقف ..
- تقديم خدمة لأسرتك أو عائلتك ـ أيما كان نوعها وشكلها ـ تدخل بها الفرح والسرور عليهم وتكون سباً في زيادة صلتهم وتقاربهم ..
وأخيراً ...
فهناك أمور لو تركناها جميعنا ورمينا الملامة على غيرنا فسنخسر أموراً كثيرة .. فمثلاً : وتعقيباً على المثال الأخير لو قال كل فرد من أفراد العائلة " أنا لست المسئول عن ترتيب الاجتماعات العائلية أو السعي لتنسيق مواعيدها " .. سنجد أن أفراد العائلة كباراً وصغاراً رجالاً و نساء سيفقدون هذه الاجتماعات .. مع أنها أمور يستطيع معظم أفراد العائلة وبجهد بسيط القيام بها .. فحدث كل ذلك بسبب افتقاد روح المبادرة ...

لا تحقرن صغيراً ...

ودوماً على دروب الخير والعلم والنور نلتقي ...