[الـصـمـصـام]

بسم الله الرحمن الرحيم

أعلم أنني قد أكثرتُ الكتابة ، و لكن هنا أكتب و نفسي تأطرني على الكتابة أطراً ، و تقسرني عليها قسراً ،وذلك بعد اطلاعي على ما نُقل عن صحيفة لوس انجلوس تايمز الامريكية بتاريخ 12/8/2009م حيث نُشر تقرير مرفق معه تقرير سابق لقناة العربية عن استياء المجتمع القطري من اقتحام المرأة السعودية لمهنة خادمة في قطر.

حيث أثار القطريون قضيةً في الإعلام حول عمل 30 امرأة سعودية كخادمات يعملن في ظروف سيئة ومهينة ولايقبل بها إلا العمالة الأجنبية المهاجرة. و أعمارهن كما جاء في التقرير تتراوح بين 20 إلى 45 سنة .! و البلد في أوج رخائها و انتعاشها الاقتصادي و مع ذلك لم نرى حلولاً لمشاكل الفقر و البطالة ، و هذا مؤشر خطير ..

و قد أبدت الصحفية موزة المالكي ( متخصصة في علم النفس ) خيبة الأمل تجاه عمل المرأة السعودية كخادمة في وقت يعم فيه الرخاء الاقتصادي و في دولة تمتلك المخزون النفطي الأعلى في العالم ، ثم تضيف : أن قلبها تفطر ألمًا لمُجازفة المرأة السعودية ، لأنها ستتعرض لأصناف الهوان .

و هذا يقودنا إلى أن قطر قد واجهت في الآونة الأخيرة انتقادات من حقوق الإنسان و من كثير من وسائل الإعلام تجاه معاملتهم لخدامهم الذين يُعاملون كعبيد و يتعرضون للإهانة .!

رأيت جزء من التقرير ( الموجع ) بنفسي ، و هو من قناة العربية ، مع عدم ثقتي بهذه القناة ولا موقعها ، إلا أنني لا أستبعد هذا بعدما رأيت بعيني من يسكن حضيرة أسوأ حالا من حضائر الدجاج اللتي في استراحاتنا و مزارعنا ، أناسٌ يعيشون حياةً بدائية للغاية ، يسكنون عششًا لا تقيهم من الحر و البرد ، مشاهد موغلة في الأسى و الكآبة .. و مع تصريح وزير العمل غازي القصيبي المبتهج بشأن توظيف الخادمات السعوديات في جدة ،و مؤخراً يكشف محافظ المؤسسة العامة للتدريب الفني والمهني عن توجه المؤسسةلتأهيل كوادر نسائية للعمل في الصيانة والسباكة والكهرباء .. في انتهاك سافر لحقوق المواطنين و المواطنات و مشاعرهم ، هنا تتألم أكثر و أكثر ..

و لك أن تعرف أيها القارئ الكريم أن الذين يملكون منازلهم في المملكة العربية السعودية يقدر عددهم بـ 40 في المائة فيما بقي 60 في المائة من المواطنين مستأجرين أو ساكنين مع آبائهم حسب ما ذكرته صحيفة الاقتصادية الموافق 07 أغسطس 2007 العدد 5048 و في تقرير لرويترز : 65% من السعوديين لا يملكون منازل ، وفي دراسة حكومية حديثة في السعودية أعدها معهد الإدارة العامة بالرياض : أن ما يزيد على 61 بالمائة من موظفي الدولة لا يملكون منزلا خاصا بهم، فيما يقطن نحو 66 بالمائة منهم في شقق أو أدوار صغيرة أو مع والديهم.

.

فسادُ عريض وقانا الله و إياكم شرّه ، و مسلسلات امتهان مؤذية تتوارد على مسامعنا بين كل حين و حين ، و في المقابل ملياراتٌ تُضخ إلى لبنان و مدارس لُبنان ، مبالغ خيالية لا يصدقها العقل تصب في مصبات أخرى لا تعود للبلاد بالنفع مع مسيس حاجة سكان البلا إليها .

هنا أكتفي برفع يدي إلى خالقي لأدعو بما أشاء لمن أشاء و على من أشاء ..
و حسبنا الله وحده وهو نعم الوكيل .

أخوكم / عبدالله