[الواقعي 9]

عندما نتقصى حال المجتمع لدينا فلا شك أننا سنجده مجتمعا محافظا من الناحية الفكرية والعقدية بغض النظر عن حاله
من حيث البعد عن المعاصي أو الإسراف فيها لأن اللب والثمرة هي العقيدة والاعتقاد أما المعاصي فكلنا ذو خطأ ،
وأيضا هذه سنة الله في الحياة فعن أبي هريرة رضي الله عنه:عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" والذي نفسى بيده لولم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم" رواه مسلم

وتبرز تلك المحافظة جلية وخصوصا مع الأحداث الأخيرة وكيف انشغل المجتمع بصراع أهل الإسلام مع الليبراليين والعلمانيين
ومانتج عنه من انتصار للأسف لتلك الحثالة وهو انتصار مؤقت بإذن الله

مايهمني هنا هو كيف انتصر الباطل على الحق ؟؟
مع أن المجتمع بمختلف أطيافه ساند الحق فكيف تغلبت قوى الشر
إنها انتصرت باستخدام السلاح الفعال واستطاعت أن تقلب الطاولة في وجه المجتمع
نعم سيطر الباطل على الإعلام فاستطاع أن يكسب الجولة
وبقينا نحن نصرخ ونشجب وننكر ولكن بلا مجيب
وصدق من قال : (أعطني إعلاما أعطيك انتصارا )

وللأسف فقد تربع على هرم الإعلام لدينا شرذمة من المتعلمنين وأذنابهم
فأصبحوا يفسحون المجال لكل ناعق ويمنعون كل ناصح
فأصبحنا غرباء في وطننا فطوبى للغرباء

وكم يؤسفني جدا وأنا أتذكر ذلك الموقف عندما كنت طالبا في السنة الأخيرة من الدراسة وكنا نتحاور مع دكتور المناهج ـ وقد كان
أحد أعضاء مجلس الشورى ورئيسا لإحدى المؤسسات الخيرية في أمريكا لما يزيد عن 15 عاما وعضوا في تطوير المناهج ـ
عن المناهج وتغييرها وحذف مواضيع الولاء والبراء وغيرها مما فيه تقرب الى الغرب ومسح للهوية الإسلامية فأنكر ذلك بأعلى صوته
وقال أن هذا هراء وإشاعات مما دعاني إلى توثيق ذلك وبأرقام الصفحات المحذوفة ومواضيعها وعند خروجنا من المحاضرة واجهته بالأمر
فأذعن واعترف  ومن ثم سألني متعجبا : وهل بوش هو من دعانا لذلك ؟
ثم أردف قائلا ( وهذا مربط الفرس ) يابني يجب أن تعلم أن الإعلام في كل دول العالم هو إعلام ليبرالي ويجب أن يبقى هكذا ،
عندها أسقطت في يدي وكبرت أربعا على مناهجنا وإعلامنا وأيقنت أننا نخوض حربا خفية قذرة تحاول سلخنا من هويتنا