بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » هل حقاً شباب المجتمع فاشل ؟!

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

 
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 22-10-2009, 05:28 PM   #1
اليراع الأبيض
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2006
المشاركات: 712
هل حقاً شباب المجتمع فاشل ؟!

بسم الله الرحمن الرحيم

عبارات كثيراً ما نقرأها أو نسمعها أو نتحدث بها جميعها تصب في نهر واحد و لكنها تختلف في الأسلوب و البيان ( مجتمع فاشل , شباب فاشل .. إلخ ) وقد تناقش صاحبها فتستنتج من حديثه أن الفكرة قد تأصلت فيه و آمن بها و ذلك بناء على رؤى و تصورات و أحاديث سلبية يسمعها من بعض أفراد المجتمع و بعض المربين أو النشأة التي نشأ عليها أو غيرها من الأسباب .

وعند النظر في هذا الأمر و التثبت من الحقائق الذي نقرأ و نسمع عنها نجد خلاف ذلك , نجد أن هناك طاقات و عقول منتجة رائعة نرى مظاهرها في أمور بسيطة حتى ممن صدّق هذا الأمر و اطمأنت له نفسه لكن عند إبداء إعجابك بما لديه من إبداعات ترى احتقاراً شديد للنفس و تقليل من القدرات التي وهبه الله و قناعات تحبط منها أنت .

مثلاً لو طُلب من شاب في المتوسطة بأن بخرج أمام زملائه في الصف و يقول و بثقة ( أنه يستطيع صنع طائرة تحطم الرقام القياسي العالمي في السرعة ) ماذا سيكون الرد من زملائه ؟!

للبيئة و المجتمع و المربين تأثير كبير في تكوين طموحات الشاب و سمو أهدافه كما يذكر الباحثون في النجاح و مقوماته و مع ذلك فلا أدعوك لأن تقتنع بأقوال هؤلاء الباحثين أو أصحاب علم النفس أو البرمجة اللغوية العصبية أو غيرهم مع ما فيها من الحقائق الكثيرة و المفيدة لكن استطيع إخبارك بأن باستطاعتك أن تحقق ما تريد ما دام غيرك يستطيع ذلك بل قد تتفوق و تبدع و تحطم الأرقام القياسية كما فعل الشاب المسلم السعودي مهند أبو دية .

ذكر ياسر الحازمي في شريط له أنه كان هناك شاب يحضر كعادته لمحاضراته في الجامعة و في أحدها كان متعباً فأتى إلى المحاضرة و ذهب في نوم عميق , شرح الدكتور المحاضرة و ألقى ما لديه من مادة في مدة ليست بالقليلة ثم أفاق هذا الشاب على نهاية المحاضرة و خروج الطلاب فوجد أن الدكتور قد كتب ثلاثة أسئلة على السبورة , فقال هذا الواجب المنزلي ( فكتبها ) ثم خرج .

و بسبب نومه أثناء المحاضرة اضطر إلى أن يبذل جهود مضاعفة لفهم ما فاته حتى يستطيع بعد ذلك حل أسئلة الواجب واصل جهده و ذهب يبحث في كتب أخرى وواصل حتى مضى أسبوع و لم يستطع أن يحل سوى سؤال واحد فقط منها , ذهب إلى الدكتور و قال له : هذا الواجب و آسف لم أستطيع سوى حل سؤال واحد منها , فقال الدكتور أي واجب : فنظر ثم بدت علامات الدهشة على وجهه ..!!
نظر إلى وجه الطالب و قال أنت حللتها بنفسك ؟! , فقال : نعم

قال له تعال معي إلى رئيس القسم و أخذه بيده و الطالب يقسم بأنه لم يغش و إنما حلها بنفسه و مضى به ثم أعطاها رئيس القسم و قال له الدكتور : تلك الأسئلة هي التي لم يوجد لها العلماء حلاً , و ذكر أن حله معلق في أحد الجامعات الأوربية (*) .

و في تعليق على هذه القصة أن أولئك الطلاب سمعوا من ذلك الدكتور تلك الجملة ( تلك الأسئلة هي التي لم يوجد لها العلماء حلاً ) بينما هو في نومه لم يسمع ما قال , علينا أن نجعل من كل كلمة سلبية مزيد تحدٍ لنا حتى نكسر المستحيل الذي وضعه أرباب التثبيط و الإحباط .

كما أن عدم مقدرة شخص ما على فعل شيء لا يعني أنك أنت غير قادر .

و لو نظرنا إلى سير القواد و العظماء في التاريخ وجدنا هذا الأمر جلياً و في مقدمتهم أعظم قائد في التاريخ محمد صلى الله عليه و سلم حيث لم يثنيه سباب قومه وشتمهم و افتراء الكذب عليه عن دعوته , و الشواهد في ذلك كثيرة جداً .

ثم إنه قد يكون لتحقيق ما نريد أموراً تعيقه أو انعدام المقومات المعينه و ذلك يشكّل تحدياً للطامح الجاد وبالتأكيد لن يكون الطريق مفروشاً بالورود , لذلك يجب أن يكسر كل هذه العقبات بالأصرار و الرغبة في تحقيق ما يصبو إليه حتى يعيش متعة النجاح و الإنجاز .

لأستسهلن الصعب أو أدرك المنى ** فما انقادت الآمال إلا لصابر

قبل أن أختم أحب أن أخبركم عن مهند أبو دية حيث أنه شاب قد اخترع غوّاصه حطمت الرقم العالمي في الغوص وهي ـ كما ذكر ـ في طور تشكيل نموذج لتجربته في بحر العرب و يتوقع هو أنها ستغوص أكثر مما يظهر له على اليابسة و له اختراعات أخرى غير هذه و قد قدر له الرحمن أن يصاب بحادث فيكف بصره و لم يثنه ذلك أبداً عن تحقيق طموحاته التي بناها منذ صغره و قصته عجيبة و رائعة كما أنه له مقابلة مع الدكتور محمد العوضي في برنامج ( بيني و بينكم ) ومن طموحاته التي ما زال يسعى في تحقيقها ( أن يخرّج مليون مخترع مسلم عربي ) .

وهذا نموذج برز و رأيناه فماذا عن البقية ؟!


الموضوع واسع لا توفيه تلك الكلمات لكن يكفي من القلادة ما أحاط بالعنق.
وحديثي للجميع شباب و شابات دون اسثناء.
__________________________

* القصة ليست نصاً و يمكن الرجوع إليها في شريط ( صعود بلا قيود ) لياسر الحازمي
__________________
جاهدتَ نفسكَ والنفوسُ جهادها ** إن لا يهون بعزمها الأصرارُ
.
.
قال السماء كـئيبة و تجهمـــا ** قلت : ابتسم يكفي التجهم في السماء
اليراع الأبيض غير متصل  


 

الإشارات المرجعية

أدوات الموضوع
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 03:28 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)