[العند ليب]

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


الله جلّ في عُلاه أمرنا بأن لا نظلم أنفسنا في كل الأزمنة والأماكن ، ولكنّه تعالى فاضَل بين الأزمان والأماكن والأشخاص والأشياء , وجعل لبعضها مزيَّةً على الآخر ؛ فمن الأزمان التي خصها الله تعالى ببعض الشرائع والأحكام : الأشهر الحُرُم ( مُحرّم ، رجب ، ذو القعدة ، ذو الحجّة )

حيث قال الله تعالى في حقّ هذه الأشهر :
" إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ "

يقول اِبْن عَبَّاس - رضي الله عنهما - : " إِنَّ عِدَّة الشُّهُور عِنْد اللَّه " الْآيَة فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسكُمْ فِي كُلّهنَّ ثُمَّ اِخْتَصَّ مِنْ ذَلِكَ أَرْبَعَة أَشْهُر فَجَعَلَهُنَّ حَرَامًا وَعَظَّمَ حُرُمَاتهنَّ وَجَعَلَ الذَّنْب فِيهِنَّ أَعْظَم وَالْعَمَل الصَّالِح وَالْأَجْر أَعْظَم .

وَقَالَ قَتَادَة فِي قَوْله " فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسكُمْ " : إِنَّ الظُّلْم فِي الْأَشْهُر الْحُرُم أَعْظَم خَطِيئَة وَوِزْرًا مِنْ الظُّلْم فِيمَا سِوَاهَا . وَإِنْ كَانَ الظُّلْم عَلَى كُلّ حَال عَظِيمًا وَلَكِنَّ اللَّه يُعَظِّم مِنْ أَمْره مَا يَشَاء وَقَالَ : إِنَّ اللَّه اِصْطَفَى صَفَايَا مِنْ خَلْقه اِصْطَفَى مِنْ الْمَلَائِكَة رُسُلًا وَمِنْ النَّاس رُسُلًا وَاصْطَفَى مِنْ الْكَلَام ذِكْره وَاصْطَفَى مِنْ الْأَرْض الْمَسَاجِد وَاصْطَفَى مِنْ الشُّهُور رَمَضَان وَالْأَشْهُر الْحُرُم وَاصْطَفَى مِنْ الْأَيَّام يَوْم الْجُمُعَة وَاصْطَفَى مِنْ اللَّيَالِي لَيْلَة الْقَدْر فَعَظِّمُوا مَا عَظَّمَ اللَّه . فَإِنَّمَا تَعْظِيم الْأُمُور بِمَا عَظَّمَهَا اللَّه بِهِ عِنْد أَهْل الْفَهْم وَأَهْل الْعَقْل .

وَقَالَ الثَّوْرِيّ عَنْ قَيْس بْن مُسْلِم عَنْ الْحَسَن عَنْ مُحَمَّد بْن الْحَنَفِيَّة بِأَنْ لَا تُحَرِّمُوهُنَّ كَحُرْمَتِهِنَّ وَقَالَ مُحَمَّد بْن إِسْحَاق " فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسكُمْ " أَيْ لَا تَجْعَلُوا حَرَامَهَا حَلَالًا وَلَا حَلَالهَا حَرَامًا كَمَا فَعَلَ أَهْل الشِّرْك فَإِنَّمَا النَّسِيء الَّذِي كَانُوا يَصْنَعُونَ مِنْ ذَلِكَ زِيَادَة فِي الْكُفر .


ممّا يُؤسَفُ له أننا نُشاهد وبصفة شبه يوميّة ممّن يُنافح عن الوطن والوطنيّة ويدّعي إحترام الآراء وطاعة وليّ الأمر يُخالف ما يرفعه شعارآ له في وجه كُلّ مُخالف لتوجّهاته ، بل وصل بهم الأمر إلى تأجيج الآخرين ضدّ الآراء التي لا تُوافق هذه التّوجّهات ، مُستغلّين بسط نفوذهم على الصحف اليوميّة ، ومُتسلّحين ببعض أعوانهم في الداخل والخارج ممّن يُساندون هذه التّوجّهات .

في الأيام الماضية أُقيمت فعاليات الأيام الثقافية في جدة وقامت ( الفنون الشعبية الكازاخستانية ) بإحياء تلك الفعاليات ، ومن الجميل بأن يكون هُناك تبادل للثقافات بين بلادنا وبين شعوب البلاد الأخرى ؛ فنحن لسنا بمعزلٍ عن دول العالم ، بل نُريد التواصل مع الآخرين بتبادل الخبرات ، والثقافات ، والمعلومات ، بما يُحقّق لُغة التواصل بين الشعوب .

ولكن المُفاجأة التي طالعتنا بها ( صحيفة الرياض ) هي تلك الصور التي تحكي جزء من تلك الفعاليات والتي تخرج فيها النساء الكازاخستانيّات مُغنّيات وراقصات ...!

قبل أيام أدّى المُسلمون في هذه البلاد ( صلاة الإستسقاء ) ، واستغفروا لذنوبهم ، طلبآ ورجاء من الله تعالى أن يرزقنا الغيث ، ولكنّنا بعد ذلك بأيام قلائل نعصيه بمثل ما يحصل في الصور التالية :









بالمناسبة ، سبق وأن أمر الملك عبدالله - حفظه الله - بمنع عرض صور النساء في الصحف ؛
فأين ذهب هذا الأمر ؟!

وأسفاه أننا في هذا الشهر الذي عظّم الله فيه الذنب ، وفي هذا الشهر الذي يُحْرِمُ فيه الحُجّاج بـ الحجّ ، وفي مكان قريب من بيت الله الحرام نُشاهد هؤلاء النسوة يُغنّين ويَتراقصنَ على أنغام المُوسيقى المُحرّمة ...!
فـ هل هذا من الإسلام في شيء ؟!




حفظ الله علينا إيماننا وأمننا
وحفظ لنا وليّ أمرنا ورزقه البطانة الصالحة
وندعوه ألا يؤاخذنا بما يفعله السفهاء منّا ‘‘




دُمتم سالمين ،،