 |
|
|
|
|
|
||
| ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
11-02-2004, 03:53 PM
|
#15 |
|
عـضـو
تاريخ التسجيل: Aug 2002
البلد: بريدة
المشاركات: 3,316
|
2- قال بأسلوب حازم : - التقارير والأشعة تدل على وجود ورم في رأسك , حجمه يزداد بسرعة مخيفة , وهو الآن يضغط على عروق العين من الداخل , وفي أي لحظة يمكن أن يزداد هذا الضغط .. فتنفجر عروق العين من الداخل .. فتصاب بالعمى .. ثم تصاب بنزيف داخلي في الدماغ ثم تموت !!.. إن قدر الله .. ثم سكت الطبيب .. نعم سكت .. لكن كلمته الأخيرة بدأت تتردد في أذني .. تموت .. تموت .. ياللهول .. ماأقسى هذه الكملة .. ماأشد وقعها على النفس .. أموت .. نعم أموت .. ولكن .. شبابي .. رواتبي .. وظيفتي .. أمي .. أبي .. أموت !!.. صحت بأعلى صوتي .. يادكتور !!.. ماذا ؟.. كيف ؟.. متى ؟.. ورم ؟.. كيف ورم ..؟ متى ظهر عندي ؟.. ماسببه ؟.. وأنا في هذا السن .. ورم .. سرطان ..! لاحول ولا قوة إلا بالله ..! - نعم ورم ولابد من علاجة بسرعة , كل دقيقة .. بل كل ثانية تمرّ .. ليست في صالحك .. الليلة ندخلك ونكمل التحليلات اللازمة , وفي الصباح -إن شاء الله - نفتح رأسك ونخرج الورم .. قال الطبيب هذه الكلمات بكل حزم .. وبرود .. قالها وهو يمسح نظاراته ويقلب نظره في أوراق بين يديه .. أما أنا فلم أكن أستمع إليه بأذني فقط بل أظن أن جسدي كله قد تحول في تلك الساعة إلى أذن تسمع وتعي .. أستمر الطبيب في كلامه .. - إصبر .. واحتسب .. لست الوحيد الذي تجرى له مثل هذه العملية .. أناس كثيرون أجريت لهم وشفوا بإذن الله .. وأنت شاب مؤمن وعاقل .. لايحتاج مثلك إلى تصبير وتثبيت .. واصل الطبيب كلماته وهو ينظر إلي .. أما أنا .. فقد كانت عيناي جاحظتين في عينيه .. نعم كنت أنظر إليه بتركيز شديد .. أما كلامه .. فقد أختلطت عباراته الأخيرة بعبارته الأولى .. ولم يثبت في ذاكرتي من كلامه إلا .. ورم .. سرطان .. عملية .. ماذا لو كتب الموت علي أثناء العملية ..؟ ماذا ستفعل أمي ..؟ أبي الذي جاوز السبعين .. أخواني .. أخواتي .. بل كيف سأدخل القبر وحدي ؟.. كيف سأمر على الصراط ؟ كيف ؟.. كيف ؟.. أين تخطيطاتي .. وشهاداتي .. والزواج .. والوظيفة الجديدة .. كيف يحصل هذا فجأة .. أسأله كثيرة تتردد في داخلي .. أخذت أصرخ في داخلي : ياحسرتا على مافرط في جنب الله ..؟ ياليتني قدمت لحياتي الآخرة .. كل المتع التي كنت أجمعها .. والمراكز التي أسعى لها .. تذهب فجأة .. هكذا بدون مقدمات .. ماأقصر هذه الحياة .. والله ماكنت إلا في غرور .. كيف كنت أتتبع الشهوات .. وأواقع اللذات .. وجهنم قد سعرت .. والأغلال قد نصبت .. والزبانية قد أعـدت !؟.. تباً لهذه الدنيا .. إن أضحكتك قليلاً أبكـتـك كثيـراً .. وإن أفـُـرحت أياماً أحـُـزنت أعواماً .. وإن متعت قليلاً أشقت طويلا .. وأخذت اعاتب نفسي الخاطئة أشد المعاتبة .. آآه ماأطول حزني غداً .. رحماك يارب .. رحماك يارب .. وفجأة .. - قال الطبيب: هذه أوراق العملية ! وقـّـع عليها حتى نحجز لك سريراً .. وننهي إجراءات إدخالك إلى المستشفى ! بقيت واجماً أنظر إليه .. فقال: - خذ !.. مابالك..؟ - لا .. لن أوقع على شيء ! - كيف ؟.. لن توقع .. مجنون أنت !؟.. المصلحة لك وليست لنا .. والمضرة عليك لاعلينا .. لاتظن أننا فارغون .. نبحث عن رأس نتسلى بإجراء عملية فيه !.. الأمر هام .. وخطير .. - لا لن أوقع على شيء .. - عموماً لانستطيع إلزامك ولكن وقع على هذه الورقة حتى نـُـخلـي مسؤليتنا منك لو حدث لك نزيف مفاجىء .. أخذت الورقة فإذا فيها .. .. .. تابعونا في الجزء الثالث .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
__________________
 
|
|
| الإشارات المرجعية |
| أدوات الموضوع | |
| طريقة العرض | |
|
|
النمط الأحادي