|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
18-02-2004, 05:53 PM | #1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Feb 2002
المشاركات: 260
|
@جمال خاشقجي وموقفه من حديث اخرجوا المشركين من جزيرة العرب
الثلاثاء 26/12/1424هـ
لابد من اجتهاد صريح لفهم حديث " أخرجوا اليهود والنصارى من جزيرة العرب" جمال خاشقجي سألت السفير البريطاني (ابحث عن اسمه) في دولة الإمارات العربية المتحدة: "كيف وضع الجالية البريطانية الكبيرة هنا من ناحية شعورهم بالأمن؟، وهل أشعرتكم العمليات الإرهابية التي تستهدف الأجانب عندنا في الرياض بالقلق من احتمال انتقال العدوى إلى هذا البلد الآمن؟" نظرت عبر الطاولة إلى مضيفنا وزير الإعلام الشيخ عبد الله بن زايد وأنا متأكد أنه لن يعجبه الجزء الثاني من سؤالي، ولكنه كان منشغلا بالحديث مع سمو الأمير تركي الفيصل السفير السعودي في لندن ورئيس الوزراء البريطاني السابق جون ميجور وجميعنا كنا من الضيوف المحاضرين في اجتماع مركز الإمارات للدراسات الاستراتيجية والذي عقد قبل أسابيع قليلة في أبو ظبي. أكد السفير أن الوضع عادي جدا للجالية الإنجليزية الكبيرة في الإمارات، ولا توجد أي أسباب للقلق، وأنهم لم يتأثروا بما حصل قريبا منهم في الرياض بعد أن أعرب عن أسفه واستنكاره للعمليات الإرهابية، و أشار إلى أنه انتابهم بعض القلق أثناء الحرب على النظام السابق في العراق ولكن زال القلق بانتهاء الحملة، الحقيقة أنني لم أحتج تأكيدا من السفير وكان يكفي أن أنظر من حولي، كان غداؤنا في فندق غير محاط بتلك البلوكات الأسمنتية القبيحة التي زرعها الإرهاب والتنطع وسط حياتنا بمدننا السعودية، والتي يجب أن نجاهد كي تعود آمنة وتبقى كذلك. عندما عدنا إلى فندقنا حيث المؤتمر مررنا بشوارع أبوظبي الأنيقة والتي تذكرك بشوارع جدة الفسيحة، دون أن نشهد نقاط التفتيش التي تذكرنا كلما وقفنا عند إحداها بفداحة الخسارة التي نخسرها كل يوم ما لم ننتصر على حفنة من الشباب الذين ضلوا الطريق أو نساعدهم لينتصروا على شيطانهم. تذكرت ذلك الحوار وذاك الاطمئنان وأنا أتفكر في ذلك الجيمس الأسود الأعمى الذي يتربص بنا في شوارع الرياض، أتخيل القلق الذي ينتاب كل من مر أمامه جيمس أسود، يجب أن يتوقف هذا القلق والخوف، فالأمن هو ميزة المملكة العربية السعودية منذ يومها الأول، بل قبل ذلك منذ زمن إبراهيم الخليل عليه السلام عندما دعا مولاه "رب اجعل هذا البلد آمنا". يجب أن نوقن في أنفسنا أن البلوكات الأسمنتية المحيطة بالفنادق والمجمعات السكنية والأسواق ونقاط التفتيش في الطرق، إنما هي مرحلة عابرة اقتضتها ظروف قاهرة وستزول، يجب أن نرفض التعود عليها ونشترك جميعا في حملة على الإرهاب والتطرف، لا نجامل فيه ولا نبرر ولا نبحث له عن أعذار. إنما نبحث عن أسبابه بكل شفافية وصدق، في دواخلنا، في بيوتنا، في تعليمنا، في كل شيء حولنا، لا نبرئ أنفسنا من المسؤولية، بل نتهم أنفسنا قبل غيرنا، فالمسألة حياة أو موت، لا نستطيع أن نحيا نخاف من كل جيمس أسود، ونتحرج من الاستجابة لصديق أمريكي أو بريطاني دعانا لبيته، نعم صديق فما من دين وما من أمة تسامحت مع الغير مثل المسلمين فلا يزايدن أحدا علينا بفهم ضيق وعنصرية بغيضة متغلفة في رداء دين هو بريء منها. بعد نهاية إحدى جلسات المؤتمر زارني صديق إماراتي منذ زمن الدراسة في أمريكا، كان ولا يزال نشطا في العمل الإسلامي والدعوي، سألته:"هل تتخوف أن ينتقل العنف ضد الأجانب إليكم وما أكثر الأجانب عندكم؟ " قال"لا، فنحن لا يوجد لدينا موقف ديني معاد للأجنبي، لا نتحرج من السلام عليه ومزاورته، الأجنبي والعلاقة به ليست قضية شرعية مثلما هي عندكم، نضيق أحيانا ببعض التجاوزات اللاأخلاقية فنتناصح مع أولياء الأمر عندنا". فهل هذه هي المشكلة؟ هل لدينا مشكلة مع الأجنبي؟ نعم، لدينا مشكلة وانظروا إلى هذا الحوار في صحفنا والذي افتتحه الكاتب خالد الغنامي في صحيفة "الوطن" رداً على فتوى الشيخ صالح الفوزان القائلة بكره الكافر لدينه حتى لو كان مع معاملته بالحسنى كحل توفيقي، وانتصار البعض لرأي الشيخ الفوزان بمنهج مبسط هو"أنه عندما يشق على الإنسان أمر فإنه يتوجه لسؤال العلماء الذين هم ورثة الأنبياء وهم الراسخون في العلم حتى لا يضل عن الهدى، ولا أعتقد أن رأيهم هو اجتهاد شخصي وإنما يستندون في أقوالهم إلى الكتاب والسنة "كما جاء في رسالة أحد القراء التي نشرتها "الوطن"، وهكذا يغلق باب التفكير والاجتهاد والبحث عن مخرج لأزماتنا. إن حقيقة أننا لا نزال نناقش موضوع العلاقة بين الكافر والمسلم على صحفنا هي إشارة صريحة لأزمتنا، ولو حللنا خطاب المتطرفين الذين خرجوا علينا، لوجدنا أن ثورتهم وجهادهم المزعوم يقوم على فكرة مركزية هي حديث "أخرجوا المشركين من جزيرة العرب"، وبالطبع لن يقبل من "كتاب الصحف" مناقشة حديث منسوب لرسول الله صلى الله عليه وسلم وإنما نترك ذلك "للراسخين في العلم" وعليهم إيجاد مخرج لنا أجمعين. ويجب أن يقول أحد بصراحة إننا لا نستطيع إخراج المشركين من جزيرة العرب، فهؤلاء نريدهم خبراء ومعلمين وأطباء ومستثمرين، بل إن لدينا هيئة عليا معنية بجذبهم هم وأموالهم وخبراتهم إلى جزيرة العرب، فلم لا يسعنا ما وسع خلفاء رسول الله الراشدين والأمويين والعباسيين إلى أئمة الزيدية في اليمن، وقد قبلوا ببقاء اليهود والنصارى يعيشون بل ويتعبدون في جزيرتنا بناء على اجتهاد ما؟ فهل نأتي نحن بعد 1400 عام لتصحيح ما نراه تقصيرا منهم. لماذا يتجاهل علماؤنا الأفاضل هذا الموضوع الحقيقي فيردوا على هؤلاء الشباب الضالين والذين يستشهدون بأقوالهم لتبرير ما ذهبوا إليه، فهذا هو أحدهم وقد تكنى بأبي بشار الحجازي يقول في رسالة له "فإن قالوا (العهد، والأمان) قلنا أي عهد وأمان؟، والنبي ( يقولأخرجوا اليهود والنصارى من جزيرة العرب) ، وأي عهد وأمان لهؤلاء الذين لم يقوموا بشيء من واجبات العهد والأمان؟بل إن العهد والأمان الذي يجيز لليهود والنصارى البقاء، والاستيطان في جزيرة العرب هو أمان باطل غير معتبر قال الشيخ العلاّمة بكر أبو زيد في كتابه (خصائص جزيرة العرب) ص31وليس للإمام عقد الذمة لكافر، بشرط الإقامة لكافرٍ بها، فإن عَقَدَهُ، فهو باطل).وقال أيضاً في نفس الصفحة: (وليس للكافر المرور والإقامة المؤقتة بها إلا لعدة ليال، لمصلحة، كاستيفاء دين، وبيع بضاعة، ونحوهما)".انتهى كلام أبي بشار. فهلا يخرج علينا فضيلة الشيخ العلامة الشيخ بكر أبو زيد عضو هيئة كبار العلماء شفاه الله ليرد على أبي بشار ويشرح له أنه ما قصد ما فهمه هذا التلميذ غير النجيب؟ * كاتب سعودي http://www.alwatan.com.sa/daily/200...s/writers04.htm ========================================== ملاحظة : المقال نشر أمس ... ولكن للأسف لم أتمكن من نقل البريد المكتوب أسفل المقال ... إذا أحد من الأخوة الأعضاء عنده جريدة الوطن أمس الثلاثاء ... فلينقل البريد ويضع هنا ... مشكوراً ========================================== ولد الديرة |
الإشارات المرجعية |
أدوات الموضوع | |
طريقة العرض | |
|
|