بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » همسات من الواقع (( للآباء والأمهات ))

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

 
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 18-12-2009, 09:57 AM   #1
لسـ المواطن ـان
عضو فعّال
 
صورة لسـ المواطن ـان الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Apr 2009
البلد: (( الصفراء ))
المشاركات: 2,239
همسات من الواقع (( للآباء والأمهات ))

بسم الله الرحمن الرحيم

عزيزتي الأم عزيزي الأب .. تحية إكبار وتقدير بعد سلام الله ورحمة منه وبركات.
أسعد سعادة ملهوف مغاث عندما أرى هذه السطور تُفيد إخوة وأخوات أرباب أسر الحاضر و المستقبل .. خصوصاُ أنني أحتسبه إسهاما انقل فيه صرخة لكل أب وأم نيابة عن كل طفل أو مجموعة أطفال ممن يقفون شاخصين أمام خلاف الآباء والأمهات وهم لا يستطيعون توبيخ الكبار بكلمات فرض عليهم صغر سنهم كتم جملها إلى أن يكبروا ويرى منهم الآباء والأمهات تلك الكلمات أفعالاً تجرعهم مرارة العقوق .. ! حتى تبين لهم سوءتهم انتقاماً أو نتاجاً لإهمالهم لهم ؟

لذا استأذنكم بهذه الهمسة مخاطباً بها كل أب وأم ولعلي أخص أحدهما دون الآخر مع عدم تبرئة الجميع . فأقول :
بداية أخي و أختي أعتذر لما قد يرد من إطالة أو شفافية أحس أنها قد تكون زائدة عن المطلوب بهذا الموضوع ولكن كل من يهمه أمر أبناء هذه الأمة ويخوض في خصوصيات الغير لغرض شريف ألا وهو إصلاح ما قد ينشأ من خلاف سواءً كان هذا الخلاف خلافاً متأزماً أو بسيطاً يتكون ويزول بلحظات أو أن يكون خلافاً بين زوجين وأخص خلاف الزوجين لأنه ليس كأي خلاف وليس الكل يستطيع الحوار فيه أو التدخل فيه ناهياً عن الخوض في تفاصيل هذه الأنواع من الخلافات لما لها من الخصوصية واتسامها بالحساسية التي قد لا تحتمل أي خطأ من الأخطاء خاصة ممن يريد الإصلاح فإن أي خطأ من المصلح قد يثير عصبية الزوج فينطق بكلمات يكون فيها هدم عرش أسرة بكاملها ...

لذا لعلي أكون هنا وفي هذه الكلمات واقف موقف المحايد لبعض الشيء بين جنسين أنا وأنت وأنتِ قد أكون أو تكون أو تكونِ احدهم ، ولكنني هنا ممثلاً لكلا الجنسين معاً الزوج والزوجة ، وأجعل نفسي هنا في ساحة محكمة أترافع وكل همّي ينصب تجاه كل ابن وبنت لزوجان سعى من سعى و استطاع من استطاع أن يشعل نار الخلاف والفتنة بينهم بسبب أو بدون ، ومجيباً هنا عن تساؤلات قد يسائلنها بعض النساء حتى ولو كانت هذه التساؤلات مكبوتة في نفوسهن لا يستطعن البوح بها ، والتي قد يكون الخلاف سبباً لأحد هذه التساؤلات ولكي أجعل الموضوع أكثر جدية وقرباً للواقع استعين بعد الله بقضية اجتماعية اطلعت على مجمل أحداثها .

كما أنني تصفحت بعض الكتب التي تحاكي تلك المشاكل الأسرية مقتبساً منها ما قد يفيد وهذا كله سعياً لعلاج أشهر القضايا الاجتماعية في مجتمعنا المسلم ، وأخص بهذا الموضوع أرباب وربات الأسر ممن لهم أكباداً تمشي على الأرض .. فكلي أمل بالله أن تصل هذه العبارات لمن هن بحاجة إلى أن يسمعن الحقيقة ويشاهدن سيناريو الأحداث بعد فوات الأوان لا قدر الله ، وحتى تتضح الصورة لمن لا يزال في أمره فسحة واسعة لتدارك هذه العواقب .

فالأم هنا (( سيدة )) في الثلاثينيات من العمر والأب كذلك ، وهما زوجان منذ أكثر اثنا عشر عاماً أخذت السعادة منهم في تلك الأعوام نصيباً لا بأس به وعاشوا سنين خضراً وأخر يابسات ،فهم أبوان لثلاثة أطفال ، كبيرهم في الثانية عشر ربيعاً ... فأنا هنا أستأذن الجميع بأن أبدأ هذا الموضوع متكلماً بلسان حال الأبناء , القائل للأب والأم ... "كفاكم تلاعب بمستقبلنا " , فأنت يا أبي وأنت يا أمي لم تنجبونا لكي نشقى بعدكم ... .

كما أنني كغيري ممن يهتمون بهذه القضايا أطالب وبهذه السطور جميع الآباء و الأمهات بأن يتحملوا حياتهم ، بل وتعاستهم إذا تطلب الأمر ذلك في سبيل المحافظة على استقرار حياة الأبناء وسعادتهم بين أبوين طبيعيين تحت سقف واحد ، وأنني أنكر على الأمهات والآباء تطلعهم إلى سعادتهم الخاصة إذا تعارضت هذه السعادة التي يحلمون بها مع سعادة أبناءهم واستقرارهم في ضل أبوين حقيقيين في أسرة فيها الأبوين معاً حتى لو كانت سماء الأسرة ملبدة بالغيوم ، كما أنني " أجلد وأحتقر بمقالي هذا " كل أم تنفصل عن زوجها وتضحي بمصلحة أبنائها الصغار لكي تتزوج ممن ترى أنه (( النصف الصحيح )) ، كما أنني أفعل أكثر من ذلك مع الأب الذي يسلك نفس المسلك ، وكأن مستقبل الأسرة في نظرهم فستان لم يعد مناسباً أو سيارة أصبحت من الطراز القديم يجب التخلص منها !!!.

فأول التساؤلات هنا هو "– أليس من حق المرأة أن تبحث عن سعادتها أيضاً وتضعها في الاعتبار إلى جانب أبناءها ؟ .. وليس من حقها إذا كشفت لها تجربة الزواج عن تعاسةٍ لا أمل في النجاة منها أن تبحث عن سعادتها مع رجل آخر ولو تحمل الأبناء بعض العناء والتشتت في سبيل تحقق هذا الحلم كما تحملت هي من أجلهم تعاسة الحياة لعدة سنوات ؟.

فالجواب هنا : بأن الباحث عن الحقيقة يؤمن دائماً بأن الأسرة في كل المجتمعات المتقدمة منها والمتخلفة ايضاً – اسر أمومية أكثر من أن تكون أسر أبوية وأن عمادها الحقيقي الذي يقيم بناءها ويحفظها من الانهيار هي الأم غالباً وليس الأب ، وأنه إذا كانت السلطة في يد الأب فإن ما يحفظ كيانها واستمرارها هي الأم في أغلب العموم ، لأن الرجل أكثر نزوية من الأم ، فالرجل أكثر استجابة لنزعاته وأكثر جرأة وتكيف مع متغيرات الحياة في حين أن المرأة أكثر ميلاً للاستقرار وأكثر ارتباطاَ بأبنائها وبمسؤوليتها العائلية عنهم من الرجل ، لذلك فقد يتشتت الأبناء الذين يفقدون أمهاتهم بأكثر مما يتشتتُ ويتفرق الأبناء الذين يفقدون أباهم لأن الأم – حتى في حالة رحيل الأب أو غيابه أو انفصاله عنها وانصرافه إلى ملذاته وحياته الشخصية - تكون الأم هي من يحتضن الأبناء وتفرد جناحيها عليهم وهم في بواكير العمر -

لذا على الأم أن تتذكر مسؤوليتها الخطيرة عن حماية الأبناء من التشتت والضياع إذا فقدت قدرتها على احتمال حياتها الزوجية وسعت إلى هدم مملكتها فوق رؤوس الصغار ، بسبب أخطاء وهفوات قد يسهل علاجها إن وجد العقل والحكمة وعرفت الأم أن مصلحة أبنائها فوق كل اعتبار وهذه المصلحة لا تتحقق إلا أن يعيش الأبناء بين أبوين طبيعيين ، وليست مسؤولية الآباء والأمهات فقط إعالة أبنائهم وكسائهم وتربيتهم ، وتعليمهم ، لكنهم مسئولون أيضاً عن إسعادهم حتى لو كانت سعادة الأبناء مبنية على تعاسة احد الأبوين أو كلاهما .

والمنطق في ذلك واضح وبسيط وهو أن أي أب و أم لم يستشيروا أبناءهم قبل إنجابهم ولم يستشاروا أيضاً في اختيار الزوجين لبعضهم البعض. !!

وعلى ذلك أنه ليس من العدل أن يدفع هؤلاء الأبناء ثمن أخطاءنا في التعامل مع بعضنا ، أو يعاقبوا على سوء اختيارنا لهم من البداية وهذا كله في علم الغيب كما أن السعادة مع هذا الزوج أو ذاك هي في علم الغيب .
لذا يجب على المرأة أن تتعامل مع متغيرات الحياة بكل حكمة و رزانة عقل وبدلاً من أن تسعى بتهورها إلى ما فيه شقائها بين أبناء من زوجين مختلفين وضياع أبناءها مع زوجة أب قد لا تهتم إن صلح أبناء زوجها أو لا والسبب بسيط ، وهو أن زوجة الأب هي أم أيضاً ومشغولة في تربيت أبناءها الذين هم بنفس الحال أبناء لهذا الأب المنفصل عن زوجته الأولى ، وربما كانت الزوجة تسعى لإشعار الأب مدى الفرق بينها وبين الزوجة الأولى وأن أبناءها خير لهذا الأب من أبناء تلك المرأة ، فكيف يستغرب هذا ؟ وبالفعل حدث ذلك بصورة أو بأخرى ، فهذا أمراً أشبه بالطبيعي خصوصاً عندما نرى ما تفعله الأمهات بأبنائهن وهن من حمل وأنجب وأرضع !! فهل يستغرب على من تكون زوجة أب أن لا تحرص على أبناء زوجها ؟ أو أن تكون بشيء من القسوة في تعاملها معهم وهي قد تحس بأن هؤلاء ألأبناء هم سبب شقائها في بيت من المفترض أن يكون خاص بها وأبنائها , علماً أن هذا الأمر ليس بالقاعدة ولكنه أيضاً في علم الغيب الذي يجب على الأبوين توخي الحذر منه والحرص على أن لا يجعلوا حيات أبنائهم تكون في غيبيات دون بذل ما يستطيعون بذله من أسباب ما دام الأمر في أيديهم ولم يفلت الزمام منهم فعلم الغيب يحمل لنا الكثير والكثير إما سعادة أو شقاء فل نسعى إلى ما يكون فيه الخير لنا ولأبنائنا بأن نحسن الضن ببعضنا البعض , وأن نسعى لأن يكون ما في الغيب رياض مزهرة وجنان خلابة ، فالرسول صلى الله عليه وسلم أمرنا بالتفاؤل وقال :" تفاءلوا بالخير تجدوه " ..؟

لذا فإن الأم التي تتبع نزوتها وأحلامها في وقت قد تغضب فيه من زوجها وتضن أنه يتوجب عليها البحث عن السعادة مع غيره دون التفكير في أبنائها وتضع نفسها في نقطة هي بداية لمسيرة طويلة فيها العناء والشقاء الحقيقيان لهذه الأم الباحثة عن السعادة الشخصية بعيداً عن أبناءها !! فالزوج الجديد لا يريد من ينغص عليه عيشه ، كما أن الأم لا تستطيع أن تنسى فلذات كبدها بل وتكون مشغولة البال فيهم عن زوجها الجديد التي ضحت بكل شيء بحث عن السعادة التي لن تتحقق وهي أم حرمت أبناءها منها وحرمت نفسها منهم فلن نتخيل حياة تلك المرأة وتأنيب والضمير وانشغال البال إن كانت أم بصحيح!؟ ، فالأمومة إعجاز خلقي تفضل الله سبحانه وتعالى به على بنات آدم .

كما أن قلق الأم على أبناءها لا ينتهي بل يتواصل بعد ذلك عليهم ويبدأ يدب فيها الندم حينما يصلون إلى عمر يكونون فيه أحوج إلى الأب الذي قد يكون همش هؤلاء الأبناء , وسعى هو بدوره إلى ما سعت له الأم وصار يبحث عن سعادته الخاصة ونسيا جميعاً أو تناسيا أن المسؤولية الملقاة على عاتقهم لن تنتهي أبداً لكون هذه المسؤولية مشتركة و مكملة لبعضها فهي تأتي على مراحل ابتداء بالأم ومن ثم الأب ومن ثم بهم جميعاً – فكيف يكون ذلك وكلا الأبوين عاش الحياة التي فرضها له الآخر وتركوا أبنائهم يدفعون ثمن أخطاءهم التي ليس للأبناء ذنب فيها ، علماً أن الأبوين كانوا يستطيعون تفادي كل هذه التبعات لو أن جعلوا مشاعرهم جميعها تنصب تجاه هؤلاء الأبناء ... .

فالإنسان الشريف هو من يتحمل صابراً تبعات أعماله ولا يطالب الآخرين بأن يدفعوا الثمن معه .. وإذا سلمنا بهذا المبدأ ونهج به الآباء والأمهات فلابد من أن يسعى الجميع إلى أن يحتوي كلاً منهم الآخر وتعالج جميع المشاكل الزوجية بعيداً عن انفصال الزوجين عن بعضهم البعض وأن يبذلا كل ما في وسعهم لإنجاح حياتهم الزوجية والحفاظ عليها من عبث العابثين سواءً كان هذا العبث من الأهل أو ممن يضعون أنفسهم موضع الصديق الناصح !! لأحد هذان الزوجان اللذان قد ينقادان أو أحدهما في لحظة من اللحظات خلف توجيهات عقيمة لا ينفع بعدها الندم عندما ينحل زمام الأمور ويخرج الأمر عن السيطرة ، ولكي لا يقع هذا يجب على الزوجين أن يضعوا نصب أعينهم أن جميع الخلافات يمكن أن تزول مهما كان مسببها أو حجمها لأن الإنسان من طبيعته النسيان حتى لو كان ذلك الخلاف مع أشخاص غرباء ، فالزمن كفيل بإصلاح ما أفسدنا، فكيف لا يكون هذا مع زوجين بينهما رباط قوي ومتين يستحيل أن ينقطع حتى بعد الانفصال ألا وهو رباط الأبناء .. إذن فلماذا لا نؤدي في ضل هذا الرابط واجبنا كواجب إنسانياً تجاه أقرب وأعز من مشى على هذه الأرض وهم أبناءنا الذين نؤمن أن نشأتهم بين أبوين حقيقيين هي منبع سعادتهم وطمأنينتهم في هذه الحياة التي أتعبت الكبار فضلاً عن منهم في عمر الزهور ويحتاجون منا كل ما نستطيع من عناية بهم كي يقفوا على أقدامهم ، كما أننا مطالبون بأن نهيئ لهم أرضية صلبه تعينهم على تكملة مسيرة البناء لإنسان مسلمٌ يثق في نفسه آمناً ، ومطمئن ، خاصة وأن الأبناء لا يفهمون (( لغة الأبوين )) ولا يقبلون تلك التصرفات التي هي في الحقيقة سبباً رئيسياً لتعاستهم .
لذا فإنهم لا يسامحون الأب ولا الأم عن حرمانهم من الحياة في ضل أسرة طبيعية بين أبوين تحت سقف واحد كسائر الأبناء من حولهم ممن يسعدون بالعيش بين أبوين معاً .. .

إخواني وأخواتي ... فكما قلت إن الأبناء لا يفهمون لغتنا في التعامل مع بعضنا كأزواج ولا يقبلون منا لغة إلا لغتهم وهي أن الأبوين خلقوا لأبنائهم كما أنهم أي الأبناء يحسون أيضاً أنهم خلقوا لأبويهم ، فلماذا نخطئ فهمهم وهو بكل صدق حقيقة نتجاهلها ، ونكون بهذا التجاهل قد نضعهم وأنفسنا في دوامة ملئها الشقاء والتعاسة مدى الحياة بسبب أننا نبحث عن سعادة هي في الواقع حلم غبي مليئاً بالأنانية ... ، يكون بعده الندم مؤكدٌ ، ولاة ساعة منًدم .


أعزائي .. لماذا نضع أنفسنا في مآزق عديدة ونجعل حياتنا وحياة فلذات أكبادنا موضع العبرة لغيرنا؟ .. لماذا لا نتعقل وتكون العبرة لنا لا علينا خصوصاً وأن النماذج تتكرر في مجتمعنا وضياع الأبناء جله بسبب افتراق الأبوين حتى أنه قد يكون ظاهرة يشتكي منها الوطن ونتاج يعتبر سبباً من أساسياً لتخلفنا عن سائر البلدان التي تُعتبر أنموذجاً للتقدم العلمي في شتى مجالاته التي لم تأتي أيضاً إلا بسبب حياة أسرية هادئة مستقره فتلك الحياة بالنسبة لمن تميز منهم تعتبر معبداً مقدساً لا يسمح لأي كائن كان أن يهز أركانه ، ونحن أحق بهذا ونحن من يعتنق ديناً أبغض الحلال فيه هو ذاك العمل المتهور المتبوع غالباً بالندم ، خاصة وأن الأسباب قد لا تكون كافية لاتخاذ ذاك المسلك البغيض .

أحبتي ... قد يطول الكلام في هذه القضية ولكنها تستحق منا البذل أياً كان نوعه فهي من القضايا المصيرية التي يتحدد بها مستقبل جيل جعله الله أمانة في أعناقنا ، كما أن الدين على لسان رسول الله صلوات الله وسلامه عليه أثنى على كافل اليتيم الذي قد يكون بعيداً عنا .. وقال :" أنا وكافل اليتيم كهاتين .." ثم أشار بإصبعيه السبابة والوسطى . فما بالكم أيها الآباء والأمهات تضيعون أبنائكم ..؟ بسبب نزوات أو هفوات جعلتموها هي من يحدد مصير من قد يكون في المستقبل علماً من معالم هذه الأمة ؟!! ولماذا نجعل من أبناءنا أيتام أو أنصاف أيتام ونحن أحياء ؟

أحبتي كم أردت اختصار هذا الموضوع ولكنه يأبى أن يكون كذلك فهو متشعب وشائك وفيه الجهد يقل مهما كثر ، فلا أستطيع أن أوجز كما أنني لا أستطيع الإطالة أكثر من ذلك فأنا لست ملهماً ولا نبي مرسل أتاه الله جوامع الكلم ولكنني أحمل قلباً يعتصره الألم كلما رأيت أسرة مسلمة سلّم أربابها كلاهما أو أحدهما أمره إلى شيطان من شياطين الجن أو ما شابههم من الإنس وكأنهم دمى يتلاعب بهم كيف شاء ضاربين بكل ناصح عرض الحائط ومتغافلين عن كل تجربة من تجارب الآخرين ، وكأنهم يقولون بتلك الأفعال أنتم لستم بالعبرة لنا ولا لغيرنا فدعونا نكون نحن العبرة وفلذات أكبادنا هم الضحايا في مجتمع نضنه متماسكاً نحن من سيهز أركانه بأفعالنا تلك ولهذا قدمنا أبناءنا فلذات الأكباد قرابين لذاك الشيطان بدلاً من أن نجعلهم لله وحزام يشد به دينه ويحمى من خلالهم حرمه ، فهذه هي الحقيقة الواقعة التي تؤكدها الأفعال !! ولو أن الألسن لم تنطق بها ، فالذي يقدم مصلحته على سعادة أبناءه إنما هو أناني لا يستحق من الأسوياء إلا النبذ وسوء الضن فيه فإن لم يضحي الأب وتضحي الأم لهؤلاء الأبناء فمن يضحي لهم إذاً .... . ؟

لذا أيها الأحبة فل نعالج مثل هذه القضايا بنبذ كل من يسعى إلى إشعال نارها واحتقار كل أب وأم لا يسعى كلاً منهم إلى لم شمل أبناءه متقرباً بذلك إلى الله الذي وعد المصلحين الخير الكثير كما أنه تبارك وتعالى أثنى على الصلح في كتابه الكريم .. .

أحبتي ... بودي أن اسرد لكم قصة بإيجاز كي أختم بها همس الكلام معكم ، وهي لفتاة عاشت مثل هذه القضية مع أم انفصلت عن زوجها علما ً أن الأم تعتقد أنها تضحي من أجل أبنتها برفضها كل زوج جديد يتقدم لخطبة هذه الأم والسبب أنها كرست ما تبقى من عمرها لهذه الفتاة كي تعوضها حنان الأب وتملئه بما تستطيع من تضحيات ، ومع مرور السنين كبرت الفتاة وكانت النتيجة عكسية بمعنى الكلمة فلما رأت هذه الفتاة ما فيها من اختلاف عن باقي الفتيات ، فالكل يتغنى بسفر وسياحة مع أب وأم إلا هي !!
فليس لها إلا أم وأب كلاً مشغول بغيرها من إخوة من أبيها ينعمون بين أبوين معاً ، أما هي فهي على أبواب الزواج وشبح تكرار ما جرى لأمها ينغص عليها أحلامها بزوج يسعدها فهي تترقب باباً لا يطرقه خاطباً مثلما يطرق لغيرها فالشباب يحذرون منها خوفاً من أن تكون كأمها !! حتى أن كان اللوم لتلك الأم المضحية أقرب من الشكر والعرفان ! فليس من المعقول أن يشغل الأب وظيفة الأم والعكس صحيح فلكل منا وظيفته الخاصة به اختصه الله عز وجل بها .. فالأب هو الأب لا يستطيع أي شخص أن يحل مكانه وكذلك الأم .

أخيراً أيتها الأم و يا أيها الأب كونوا لهذه الأمة ملبناً ينتج جند للدين والوطن ولا تكونوا معاول هدم تسلط أبناءها على هذه الأمة كي تشارك في توسيع دائرة الضياع والتشرد لا قدر الله .

بهذا القدر أنتهي واسأل الله لنا ولجميع المسلمين الحماية من كل سوء ومكروه وأن يجعل منا ومن أبناءنا كواكب لهذا الوطن ونصراءً لهذا الدين ومتمسكين بتعاليمه .
كما اسأله أن يهدي الجميع من آباء وأمهات .
واستميحكم العذرعن كل زلل وتقصير.
__________________
قد استبدلت بها القرطاس ، والقلم"="وبألوانها استوحيت سعدي وأسفي
يــدلــنـي إلــيــهـا وضــــاء نــورهــا"="بريدة ((ستي)) هي أجمل صحفي
بــهـا أدون ومـــن غـيـري أسـتـقي"="فـوائـدُ أقــلام فـاقـت كــل واصـفي
هــي الـقـرطاس لـحـبري وقـلـمي"="بـلـسان تـسـميت لـتـزدان أحـرفي

آخر من قام بالتعديل لسـ المواطن ـان; بتاريخ 18-12-2009 الساعة 10:08 AM.
لسـ المواطن ـان غير متصل  


 

الإشارات المرجعية

أدوات الموضوع
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 04:03 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)