[الشامخ]

الحمد لله الذي بنعمه تتم الصالحات والصلاة والسلام على خير الأنام نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه وسلم تسليماً كثيراً ثم أما بعد :

قد يستغرب القارئ من عنوانه ..
لكن واقعيته ووجوده يفرض علينا الإصغاء وإطراق الرأس إيماناً بأن هذا الأمر موجود وملموس ولا بد أن نعترف بما نجده من واقع أليم يمر على البعض أو على أقل تقدير ينفس على قلب هذا اليتيم الذي يرى أباه كل يوم ولكنه يتيم ..
نعم يتيم مشاعر ..
يتيم حب ..
يتيم كلام ونقاش وإقناع يصحبه كلمات معسولة تخرج من شفاه الأب وتستقر بالقلب ..
يتيم ضحكة ومداعبة من أبيه ..
يتيم بوح الأسرار إلى أبيه ويريد أن يخص أباه ببعض أسراره ..
يتيم بوح المشاكل إلى أبيه والتكلم عن بعض المشاكل التي تواجهه ..
يتيم مصارحة وعتاب ..
يتيم من المساندة الروحية والمالية بالأشياء التي يريدها هذا اليتيم ..

هذا اليتيم الذي يرى أباه كل يوم صورة وشكلاً لا روحاً بمشاعره ووجدانه وقلبه , بل كل هذا ميت ويستمر الضيق والحزن مخيم على هذا الابن الذي يريد معاملة حسنة , يريد ضحكة ومزحة , يريد مساندة وتشجيع
يريد كلمة حانية رقيقة ولو بالسنة مره !.

وإذا ذهب إلى صديقه ووجد معاملة أبا صديقه لابنه بالمزحة والخفة ويعامله كصديقه لا كأب متسلط لم ينجح في حسن معاملته مع أبناءه . يتذكر أباه ويحس بالألم والضيق , وهو بهذا الضيق أعتقد أنه معذور .

يريد هذا اليتيم يتيم الروح والحب الذي هو أشد من فقدان الأب في بعض الأحيان .
يريد كلمة يا حبيبي ..
يا ولدي الله يبقيك لي ..
أراك في كل يوم تكبر في عيني يا ولدي العزيز ..

يريد كلمات يحسسه بالحب , الحب موجود لكن لماذا لا نسمعها من الآباء ؟!.
لماذا لا نسمعها حينما يكون أشد الناس حاجة إليها ؟!.
لماذا الآباء بهذه القسوة ؟!.

دائماً ما يكون الأب هو المتسبب في هذا الشي فتجده منذ نمو ابنه وهو يعامله معاملة رسمية معاملة جافة معاملة الرئيس مع موظفيه , فكيف تريد الابن إذا كبر أن يعامل أبوه على المطلوب بحيث أنه يمازحه ويدخل في قلبه وهو لم يعتد على هذا منذ صغره ومنذ نعومة أظفاره .

فتجد أكثر علاقات الآباء مع أبناءهم علاقة رسمية قائمة على المجاملة والتستر على كثير من الأمور وكل واحد منهم يريد أن يخفي على الآخر الأشياء الموجودة في قلبه , وقد يقول البعض : أن السبب قد يكون من الابن

أقول : نعم قد وضع تحتها عدة خطوط ولكن الأغلبية تكون من الأب لأنه هو الذي ربى ابنه على هذا الشي , لأن الابن لو ربي على الصراحة مع أبيه وربي على الممازحة التي تسودها الحب والاحترام , ولو كوًن الأب مع ابنه صداقة حميمة منذ صغره لنشأ على ذلك , والمتسبب في كثير من الأحيان في هذه النقطة هم الآباء .

أخيراً ..

هذه همسة في أذن كل أب يريد ابناً ناجحاً ابناً ليس عنده مشاكل , ابناً يتربى تربية صحيحة أقول له : اهتم بعلاقتك وكلامك مع أبناءك ..

وأقول للأبناء : كلامي آنفاً ليس مبرراً لهجرهم وعدم البر بهم وعدم مراعاة وتلمس حاجاتهم لأنهم لم يحسنوا التعامل معك أو أنك عشت في ضيق من معاملة أبيك , بل أنت مطالب بالبر بهما والإحسان إليهما رغم ما يفعلانه ويقولانه فأقلها كلمت أف لا يجوز أن تتفوه بها , وإنما كان كلامي موجه للآباء بمراعاة مشاعر أبنائهم الذين هم على لهف وتعطش لأي كلمة أو تصرف تحسسهم بالحب والحنان إليهم . والله من وراء القصد .

لكم أوفر الحب والامتنان .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ا ل ش ا م خ







ت