[المسفهل]

كـُـنتُ ضمن من أختيروا لتنظيم فعاليات الجنادرية في سنة ماضية ومع فرقة الكشافة وكان ذلك في مرحلتي المتوسطة التي قضيتها بين جنبات متوسطة الشفاء بالرياض .


كان المعسكر في أروقة الجنادرية وذلك لمدة تفوق الأسبوع أي قـُـبيل بدء الفعاليات وأثناء إقامتها ، ولكن وبحكم تواجد بروفات الأوبريت والتي تصمّ آذاننا بقيحها ــ رغم بعدها عنـّـا ــ كان الأستاذ / [ سلطان العقيف ] مشرفاً عليّ وعلى زملائي من نفس المدرسة وكان يأتي بنا صباحاً إلى المعسكر ويعود بنا إلى بيوتنا بعد صلاة العشاء وذلك كل ليلة بينما غيرنا كان يـُـعسكر في المعسكر مدته كلها ليلاً ونهاراً .


فـِـعل الأستاذ سلطان فيما يبدو لي كان لأجل ألا نسمع تلك البروفات والتي تبدأ عشاءاً ، وقد كان مشكوراً يـُـركبني وزملائي الخمسة تقريباً ليوصلنا لبيوتنا ، وفي صباح الغد وتحديداً في الدرس الأوّل أو الثاني يستدعينا من الفصول للذهاب للمعسكر وهكذا .


تحية إجلال وإكبار للأستاذ سلطان والذي يكاد الآن لا يعرفني لمرور السنين بين تلك الأيام وأيامنا هذه .



[ حفل الإفتتاح وتشريف الأمير ــ آنذاك ــ عبد الله بن عبد العزيز ]




في يوم إفتتاح فعاليات الجنادرية وكان عملنا الممتع في أروقة تلك الفعالية على أشدّه وبعدما إنتهى كل شيء من أوبريت وعرضة وحفل خطابي وغيرها وذلك بتشريف الملك عبد الله والذي كان في ذلك الوقت ولياً للعهد وبقي التفضـّـل للعشاء ، دخل كبارية القوم من الأمير عبد الله والأمراء والوزراء وكبار الضباط من الحرس الوطني وغيرهم وبقي مكاناً كبيراً لنا ولغيرنا من العسكر وبعض المدعوين الصغار ، فدخل من دخل وبقي من بقي إلا أن محدثكم وقد كان في ذلك الوقت نحيل الجسم قصير القامة يحاول المرور من بين العسكر للظفر بالعشاء مع الأوائل وعندما وصلت لباب قاعة العشاء وقد كان مزدحماً إذا بالباب في طريقه للإغلاق بين كماشتي أيدي العسكر ولكني وبحم مساعدة جسمي ظفرت بالدخول حيثُ أنـّـي مع أواخر من دخل إن لم أكن آخرهم .


العشاء كان بطاولة معترضة في أوّل القاعة وذلك لسمو الأمير ومن معه ، وبعدها طاولات طويلة تسع لأعداد هائلة وتلك مخصصة لكبار المدعوين من ضباط ووزراء وغيرهم ، وبعد ذلك سـُـفر ــ من سفرة ــ طويلة موضوعة على الأرض وتلك لنا ولشاكلتنا .


عندما هممت بالبدء بالعشاء إذ بأحد الأصدقاء يستدعيني ليهمس بأذني أن الأمير عبد الله موجود في أوّل القاعة هنااااك ، ولكننا ومن كثرة الحضور خصوصاً من العساكر وكذلك من طول القاعة لا تكاد ترى ما قال صاحبي ، إلا أني قررت أن أذهب للأمير فقط لرؤيته لأفتخر عند أهلي بأني رأيت الأمير وجهاً لوجه ، وبينما أنا أدخل بين هذا وذاك لتخطيهم بمساعدة صغر وقصر الجسم إذ بأحد العسكر يمسكني بيدي ليسألني إلى أين أنا ذاهب ... ؟؟؟ فتلعثمت وحاولت الإجابة ولو بالكذب إذ به يطلق سراحي ويستنفر هو ومن معه لأن الأمير ــ حفظه الله ــ إنتهى من العشاء ويستعد للمغادرة .


عند ذلك لم أفلح برؤية الأمير ولكني أفلحت بالجلوس على مائدته والتي أصبحت كالمعركة بين هذا وذاك بعد مغادرة الأمير .





كثيرة هي الذكريات التي تحتفظ بها ذواكرنا ، وبحكم إقامة فعاليات الجنادرية هذه الأيام فإن تلك الذكريات خطرت بخاطري فأحببت إطلاعكم عليها وتقييدها لأن الغبار غشاها لمرور السنين عليها .



وفقكم الله للخير وبارك في أوقاتكم .