[الـصـمـصـام]

بسم الله الرحمن الرحيم

لقد تمكنت الشبكة العكنبوتية من إحداث نقلة في مسار التاريخ و قامت بإجراء تغييرات جذرية في حياة الكل ، و لا تزال تضخ الجديد من النقلات بين كل حين و حين ، حتى جاء مؤخراً موقع الـ facebook الذي عزز ما يُسمى بالمجتمع الافتراضي المبني على انتشال روح الإنسان من بيئته التي يتقلب فيها حتى وصل الأمر إلى جعل المرء بين أهله جسداً بلا روح ، و كم من مرتاد لهذا الموقع تنقلت روحه و طار عقله في مشارق الأرض و مغاربها بين عواصم العالم تاركاً جسده في غرفته الواقعة في بيت عتيق و حي شعبي عريق . حتى أضحى يعي من أخبار الأباعد أكثر من وعيه بما يدور حوله في مجتمعه الذي يأكل و يشرب و ينام فيه ..

إلا أن الجيل القادم رُبما يُطلق عليه جيل الـ facebook لأجل أن الغالبية اقتحمت هذا الموقع و تربعت على صفحة من صفحاته ، أو بالأصح أن الموقع هو من تربع على قلوب الكثيرين ، و هذا يوقع التربويين و الخبراء الاجتماعيين في تساؤلات هائلة و أمام تحديات صعبة ، إذ كيف ستتم السيطرة على الوضع الراهن بعد الانفتاح على كل بيئة و جعل كل الثقافات في متناول العقل و الفكر ..!

هل الحل هو بتر علاقة النشء الجانح إلى التقنية بهذا الموقع ، أم أن الحل في تواجدنا كمربين و آباء و أخوة كبار مع فلذات الأكباد و قطع الفؤاد ! التحديات صعبة و الفطنة في هذه النوازل محل الحاجة الملحة ، و الأخطاء وخيمة العواقب و لا مكان للمغامرة و المجازفة بعقول الجيل ، كما أن الإهمال سيء المآل .

لربما ابتعدت عن كثير من الاشياء التي في متناول يدي بعد دخولي في هذا الموقع بقوة ، ليكون جزء أساس في حياتي و برنامجي اليومي ، و ليكون لي فيه مجموعات و صداقات غطت حيزاً كبيراً من وقتي ، فظللت أتقلب بين دواعي القبول و الرفض و الاستغلال و الإهمال لهذا الموقع . و بين هذا و ذاك تهاجمني قناعات يسودها التباين و التنافر من هنا و هناكـ ، إلا أن النفس لم تطمئن إلى شيء حتى الآن و لكن البقاء إلى النفس أقرب .

أخوكم / عبدالله