[قاهر الروس]

.
.

حَنينٌ لِلرَّحِيل .. !|[ حَانَـتْ سَاعَةُ الاحْتِضَارْ

***

رُبمَا يَومَاً نَعود ..


حَلَّ على دُنيانا الغُروب ..
وَضَاعتْ بِخُطانَا الدُّروبْ ..
وَفي القلبِ رُوحٌ تَذوب ..
الحَيَاةُ أشواكٌ مِنْ وُرود . .
وَجمرَةٌ مُحْرِقَةٌ مِنْ ثُلوج ..
يَا دُنيَا مَالَكِ بِقَلبٍ قَيَّدتْهُ المَواجِعُ يرنوا للهُروب ..
لَمْ يَطلُب يَدكِ يومَاً ولا يَتمَنَّى فيكِ الخُلودْ ..!

تَرَجَّلَ مِنْ جواد حَيَاتهِ ..
عَلَّهُ يَنعَمْ بِشَيءٍ مِنْ سَعادة ..
وَيتخَطَّى كُلَّ حَرفٍ وَيتَجاوز كُل عَثرَة ..
إيهٍ يَا دُنيَا الكُبريَاءِ والعَظمَة ..
وَقُبح الوَجهِ وَروحُ الليالي المُظلِمَة ..

كَابوسَاً يعَيشُ عَلى أنْفًسٍ بَريئَة ..
وَأعينٌ بِنَظَرَاتِهَا تُحرِقُ الأفئِدَة ..
كمِنْ شِفَاهـٍ جَفَّت مِنْ ارتِشَافه ..
وَقُلوبٌ أضْحَتْ كَسيرَة ..
وَأجسَادٌ هَشَّةٌ مَتَدليَّة ..

آآهـٍ يَا روحُ الحَيَاةِ يَا وجه السَّعادة ..
يَا طَائِرُ الحُبِّ يا طُهرَ الوجوهـِ البَاسِمة ..
يا قلبَاً في الجَنَةِ مَسْكَنُهُ ..
وَهِضَاب أرواحٍ نرجسيَّة تَمْلَئُهُ ..
يَا عبيرَ شَوقٍ في دُنيَا الحُبِّ فواَّحة
وَابْتسَامَةٌ للعُمرِ تُضيئُه ..!

حَانَتْ سَاعَةُ الرَّحِيلْ ..
وَغَدَتِ الأرْواحُ تَطيرْ ..
وَ حُزْنٌ يَمْلئُ العَيْن َ..
وَدَمْعٌ عَلى الخَدِّ يَسيل ..!!

جَسَدٌ هَزيل ..
وَ قَلْبٌ رَقيقٌ عَليْل ..
بِدُنْيَا الشَّقَاءِ والأمَل الهَزيلْ ..!!

هَمٌّ ثَقيلْ ..
وَ يَوْمٌ حَزِينْ ..
وَنَفَسٌ عَميقٌ ..
بِحِضْنِ صَمْتٍ مَريرْ ..!!

يَا رَبِّ .. جِئْتُكَ بِذَنبْ ثَقيلْ ..
وَحَسْرَةً تُؤْلِمُ القَلْبَ العَليلْ ..
وَ دَمُوعٍ فِيْ خلَوَاتِ لَيْلٍ طَويل ..

فِيْ الصُّبْحِ لَذَّةٌ بِالذُّنوبْ
وَ باللَّيْلِ بُكَاءُ فِيْ سُجُودْ

يَا رَبُّ قَدْ دَنى مِنَّا الرَّحِيْل
وَ زَادُنَا فِيْ دُنيْانَا قَليلْ ..

غُرْبَةٌ فِيْ القُلوبِ كَجَبَالِ سُحُبٍ مُتَرَاكِمَة ..
وَ وُجُوهـ مِنْ فِتَنِ الدُّنيَا بَاتَتْ غَابِرَة ..
وَ قُلوبٍ ثَائِرَة ..

يَا رَبُّ أَنْتَ المُلْتَجأ وَ أَرْوَاحُنَا للُقْيَاكَ مُتَشَوِّقَةْ ..
بِلَهْفَةٌ لِرَحْمَتِكَ الوَاسِعَة ..
وُمَنَادٍ يُنَاديْ يَا أَيَّتُهَا الرُّوحُ ارْجعي لِرَبِّكِ رَاضِيَةْ ..
نَجَاةً في الدُّنيَا وَفْوزَاً في الآخِرَة ..

أَسْتَوْدِعُكُم اللهُ الذيْ لا تَضِيعُ وَدَائِعُهُ !!

***

* لا يُسْمَحُ بِنَقْلِهِ وَلو مَعَ ذِكْرِ المَصْدَر .

نَسْألَ اللهَ لَنَا وَلَكُم الهِدَايَةَ والاسْتِقَامَة ، وَلَذَّةِ المُنَاجَاةِ والطَّاعَةَ


أَخيرَاً .. إِنْ صَوَابٍ فَمِنْ اللهِ وَإنْ خَطأ فَمِنْ نَفْسي وَالشَّيْطَانِ
دُمْتُم بِحِفْظِ الرَّحْمَنِ وَرِعَايَتِهِ

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

.
.