[الـصـمـصـام]

ما أشد الحيرة و ما أقبح التخبط و ما أسوأ حال الاضطرابات الداخلية التي تكاد ترجف بروح الإنسان
حتى يصبح قلبه متزلزلاً يزلزل كل ساكنة في جسمه ..

عواصف فكرية .. عاطفية .. علمية ..
تجرّ المرء جراً إلى مصير مجهول لا يُدرى عن نهايته و مآلاته ..

و هكذا يسكن الوجع المؤلم على النفوس ،
و تمتد الحيرة .. تتبعها الحيرة .. تتبعها الوحشة و النفرة حتى من النفس ..

ثم يتلفت المرء مستغيثًا يبتغي يد النجاه ،
فيُشار عليه برموز ضربوا روائع الأمثال في الثبات و التضحية ،
و الانتصار على ضغوطٍ قاتلة داهمتهم من داخل نفوسهم و من خارجها من الناس حولهم ..







و لكن يا للأسف .. سرعان ما فاجأ الواقع المضطرب أن
( لا أمان ) .. نعم لا أمان ..
إلا بالعلي الكبير ، بالاعتصام إليه و حسن التوكل عليه ،
و النظر حين الاضطراب و الخوف على النفس إلى سيرة سيد الثابتين ،
و أرسخ الراسخين ، صلى الله عليه و سلم ، و أن يقرأ في سيرته
ليعلم أن قوة الإيمان قوة خارقة يعجز البشر أن يعرفوا مداها
و أن يدركوا ارتجاج الدنيا من رجع صداها ..

قوة الإيمان تحرق كل شهوة ، و تمحق كل شبهة ،
و تزيل كل وحشة ، و تكبت كل فتنة ..
كم نحن بحاجة في زمن الماديّات ،
إلى الانعزال للتأمل و التفكر فيما يقوي إيماننا ،
و يوطد علاقة هذا القلب بربه و سيده و خالقه و مولاهـ ..
ليوصد هذا التعلق كل بابٍ قد يكون مدخلاً إلى الكفر أو الرياء أو النفاق أو الشك..

الكفر .. هذا الشبح الذي يخافه المؤمنون ،
و يستعيذون منه صباح مساء ،
لا نأمن على أنفسنا من الوقوع في شراكه ،
و لا الانكماش في أسر شباكه ، و الارتكاس إليه ،

و لكن الحبل المتين ، و العروة الوثقى ،
أقوى من الكفر و دواعيها إن نحن استمسكنا بها
{ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ }البقرة256



فاللهم يامقلب القلوب ثبت قلوبنا و لا تزغها و لا تضلها
عن سبيلك بعد إذ هديتها ،
فيامصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعته ،
اللهم إنا نعوذ بك من الشقاق و النفاق و سيء الأخلاق ،
اللهم إنا نعوذ بك أن نشرك بك و نحن نعلم ، و نستغفرك لما لا نعلم ،
اللهم احمنا من فتن الشهوات و الشبهات يارب العالمين ..


أخوكم / عبدالله