|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
18-06-2010, 12:48 AM | #1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Oct 2004
البلد: عَ ـــابرٌ إِلَى الجَنة
المشاركات: 6,346
|
الــوَرَقَـةُ الأَخِيــرَة .!
.
. الــوَرَقَـةُ الأَخِيــرَة .! تَذْكير : قَالَ اللهُ فِي كِتَابِهِ : [اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ ] *** لَمْ تَذُقْ عَيني لَذَّةَ النَّومِ مُنْذُ أَيَّامٍ عِدَّة ، رُبَّمَا تَنَامُ الطّيورُ وَتُصْبِحُ وَأنَا أَسْنِدٌ رَأسيَ عَلى جِدَارِ غُرْفَتيْ وَ مُطِلٌّ عَلى النَّافِذَةْ ، شَيءٌ يُزَاحِمُني بَيْنَ تَفْكيرٍ وَ قَلقٍ وَتَحسُّرٌ وَطيٌّ سِجِلَّ مَاضٍ مَع سَرَحَانِ فِي زَمَنٍ مَاضٍ هَجَرْتُهُ .. سَاعَاتٌ تَمُرُّ بِلَحْظَةٍ وَاحِدَة ، وَطَرْفَةُ عَيْنٍ تَقْطَعُ مِنْ اليَوْمِ نِصْفَه ، شَيءٌ مَا يُوقِظُ الحِسَّ المَيَّتِ لَعَلَّي أَتَعَوَّذُ مِنْ الشّيْطَانِ وَأَتَوَضَأ لأَطْرُدَهُـ ..! اليَوْمَ وَغَدَاً ، وَكُلُّ حُلْمٍ بَنيْتُهُ ، بِحَرَكَاتٍ لا إرَاديَّةٍ أَلتَفِتُ لأهْدِمُه ،لَسْتُ بِحَاجَةٍ لِبِنَائِهِ فَالعُمْر قَصيرٌ وَلا وَقْتَ لأفَكِّرَ بِمُسْتَقْبَلٍ وَ أُخَطِّطُهُ ..! فَأُعَاوِدُ الكَرَّةَ أَحْلُمُ وَأحْلُمْ ، حَتَّى يَشق النَّورَ بَطْن الظَّلامِ الدَّامِسِ ، لأتَوَشَّح سِلاَحيَ وَ أقْتُلَهُ ..! مَنْ سَيَأخُذُ مِنَّا أَرْوَاحَنَا وَيُهْدِينَا الرَّاحَة ، وَيَبْني لَنَا الدُّنيَا بِقُلوبٍ حَانيَة ؟! تَغيبُ الدُّنيَا وَتَرْحَلُ أَرْوَاحُنَا فِيْ كُلِّ لَيْلَة ، وَتَطُولُ أَنْفَاسُنَا بِمَرْكَبٍ يُنْعِشُ الأفِئِدَةْ .!! في اليَوْمِ نَقْضيِ سَاعَات بِلَحْظَةٍ قَصيِرَة ، وَفي اللَّيلِ تَمُرُّ اللَّحظَاتُ عَصيبَة ..! تَغيبُ شَمْسُ حَيَاتِنَا كُلَّمَا غَابَتْ عَنَّا عُيونُ أَحْبَابِنَا ، وَنُحِسُّ بِغُرْبَةِ دُنْيَانَا وَكأنَّنَا حَمْلَنَاهَا عَلى الأكْتَافِ جثَّة هَامِدَة ..! كَثيرَاً هُم مَنْ وَدَّعنَاهُم وَالقُلوبُ حَزيَنة ، وَآخَرينَ فَقَدْنَاهُم بِطَرْفَةٍ للعَيْنِ خَاطِفَة ..! أَيْنَ سَتَضَعنَا الأَمْواجُ وَعِنْدَ أيِّ الشَّوَاطِئُ سَنَجِدُ أَرْوَاحُنَا مُتَعانِقَة ..! رُبَّما سَقَطَتْ مِنَّا أَحْلامُنَا وَ أَعْثَرَتْنَا في طَريقِنَا ، أَو ْتَوَارَتْ آمَالُنَا خَلْفَ رُكَامٍ غَابرٍ يَجْتَاحُنَا ، مَالِنَا حِينمَا نُغْمِضُ أَعْيُنَنَا تَتَوالى الكَوابيسُ عَليْنَا ، وَلو سَكَنَّا في رَحِمِ الهُدوءِ سَنَبْقَى نُحِسُّ بِالضَّجيجِ مِنْ حَوْلِنَا ..! كَأنَّ أَحَداً يُقَدِّمُ عُمرَهـُ عَلى بَاقَةِ وُرودٍ فَاتِنَةٍ ، لَكِنَّهَا في الحَقيقَةِ بِلا رَائِحَة ..! لَو الْتَفَتْنَا للأمْسِ لَرَأينَا أسْقُفَهُ مُتَهَالِكَة ، وَدُنيْا خَاويَةٌ وَحَيَاةٌ مَهْجُورَةْ مُوحِشَةْ ، وَلا كَأنَّنَا في يَوْمٍ مِنْ الأيَّامِ عِشْنَا في أَحْضَانِهَا الدَّافِئَةِ وَتَرَعرَعنَا عَلى تُرْبَتِهَا الطَّيبَة ..! تَأخُذُنَا الذِّكرَى لِنُعيدَ شَريَطَ أيَّامِنَا السَّابِقَة ، وَنَسْرَحُ عَلى شَواطِئِهَا الهَادِئَة ، فَتَمُرُّ عَليْنَا وُجوهـٌ غَائِبَة مِنْهَا الرَّاحِلَةُ والمُغْتَرِبَةُ وَأُخرى تَحْتَ الثَّرى مُتَدَثِّرَة ..! الأحْلامُ أَحْيَاناً مُزْعِجَة ، وَتَارَةً تَكُونُ كَوابيسٌ مُرْعبَة ، مَنْ تَوسَّدَ حَيَاتَهُ سَتُهَاجِمُه ، وَمَنْ اعْتَزَلَ نَفْسَهُ وَعَاشَ وحْدَتَهُ أَهْلَكَته ..! أَمْرُ اللهِ أَنْ لا تَكونَ الحَيَاةُ عَلى مَا نُريدْ ، لِتُفَاجِئُ النَّاسَ بِأمْرِهِم فَمِنْهُم صَابِرٌ وَمُحْتَسِبٌ وَآخَرُ في دُنْيَاهـُ شَريدٌ غَريقْ ..! الحَيَاةُ مَرْكَبٌ مُتَهَالِكٌ وَعَجوزٌ شَمْطَاء ، وَمَا عَلى وَجْهِهَا سِوَى مِنْ زَيْفِ المَسَاحِيقْ ..! أَيَّتَهُا الأَرْوَاحُ المُؤمِنَة ، طُولُ الأمَلِ يُلْهي عَنْ الآخِرَة ، وَالنُّفوسُ لِمَا عِندَ الله تَوَّاقَةْ ، وَاليَومَ نُولَدُ وَغَدَاً سَنُزَفُّ إلى المَقْبَرَة ، وَمَنْ حَاسَبَ نَفْسَهُ هَانَ عَليْهِ حِسَابُ الآخِرَة ، يَوْمَ تَشيبُ الرَّؤوسُ والقُلوبُ ذَاويَة ، وَكُلُّ أُمٍّ عَنْ مَولودِهَا هَارِبَة ..! سَيَأتي يَومٌ تَكُونُ فيهِ الشَّمسُ مِنْ الغَرْبِ مُشْرِقَة ، وَتُطْوى الصُّحفُ وَتُغْلَقُ أبوابُ التَّوبَة ، وَتَذْبُلُ النُّفوسُ نَدَماً وَحَسْرَة ، وَأقْوامٌ بِأعْمَالٍ كَالجِبَالِ الشَّاهِقَة ، تُؤْخَذُ حَسَناتُهم وَتُبَدَّلُ الحَسَنَةُ سَيِّئَةْ ..! يَا أيُّهَا النَّاسُ اعْمَلوا للآخِرَة ، واتَّقوا نَارَاً أَنْتُم وَقُودُهَا والحِجَارَة ، وَلْنَبني لَنَا حَيَاةً آمِنَة ، وَمُجْتمَعاتٍ مُتَرَابِطَةٍ مُتَعاوِنَة ، نَرْفَعُ الشَّرَ وُنُخْرِجُهُ والخَيْرَ نَنْشُرُهُـ ، وَنُسَاعِدُ المحْتَاجَ والحَيْرَانَ نُدِلّهُ ، وَ لا يَنْسَى كُلُّ رَاعٍ رَعيَّته ..! مَخْرَج : يُذْكَرُ أنَّ الشَّيخ الشَّنقيطي رَحِمَهُ اللهُ قَد قَرَأ قولِهِ تَعالى : [ وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا ] لِيُفَسِّرَهَا ، فَجَلَسَ يَبْكي مِنْ صَلاةِ المَغربِ حَتَّى أُذِّنَ لِصَلاةِ العِشَاء ، فَقَالْ : " لَقَدْ أَصْلَحَ اللهُ الأرْضَ فَأفْسَدَهَا النَّاسُ " أَو كَمَا قَال رَحمَهُ الله ..! *** مَعْشَرَ الأحِبَّة مِنْ زُوَّارَ وَأعْضَاءَ وَمَنسوبي الإدَارَة .. يَعْلَمُ الله أَنَّ لَكُم مَنْزِلَةً في القَلْبِ كَبيرَة ، وَ مَعْرُوفَاً قَدْ لاحَ في الأُفِقِ خَيْرُهـُ ، فَأنْتُم بَعْدَ اللهِ مَدْرَسَةً عَظيمَةً وَسَيْلاً نَافِعَاً يَنْمو لِلمُجْتمَعَاتِ المُحَافِظَةِ فَشُكْرَاً كَثيرَاً كَثيرَاً ، والشَّكْرُ في حَقِّكُم قَليل ، فَطِبْتُم وَطَابَتْ أَوقَاتُكم ..!
أَخيرَاً .. إِنْ صَوَاب فَمِنْ اللهِ وَإنْ خَطأ فَمِنْ نَفْسي وَالشَّيْطَانِ دُمْتُم بِحِفْظِ الرَّحْمَنِ وَرِعَايَتِهِ سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
__________________
إِنَّ دَمْعيْ يَحْتَضر ، وَ قَلبيْ يَنْتَظِرْ ، يَا شَاطِئَ العُمرِ اقْتَرِبْ ، فَمَا زِلْتَ بَعيدٌ بَعيدْ رُفِعتْ الأشْرِعَة ، وَبدتْ الوُجوهـُ شَاحِبَةْ ، وَدَاعَاً لِكُلِّ قَلبٍ أحببنيْ وَأحبَبْتُهُ ..!! يَقول الله سُبحَانَهُ [اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ ]!! آخر من قام بالتعديل قاهر الروس; بتاريخ 18-06-2010 الساعة 12:59 AM. |
الإشارات المرجعية |
أدوات الموضوع | |
طريقة العرض | |
|
|