بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » غربان الإرهاب في العراق يريدون العودة بالعالم إلى عصور الظلام والإنحطاط

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

 
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 11-09-2004, 11:14 AM   #1
ابن عساكر
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Oct 2003
المشاركات: 47
غربان الإرهاب في العراق يريدون العودة بالعالم إلى عصور الظلام والإنحطاط

منتدى الكتّاب> مقالات عامة > يوسف أبا الخيل

فرنسا تنال نصيبها من إرهاب العراق

التاريخ: الجمعة 2004/09/10 م


عندما احتلت قوات ألمانيا النازية فرنسا في الحرب العالمية الثانية أثار ذلك هوى في نفس وقريحة الشاعر المعروف بدوي الجبل ليذكر فرنسا بالمآسي التي كان يشكو منها أهالي دمشق إبان احتلالها من قبل الفرنسيين إذ قال فيما يرويه عنه الكاتب العراقي المعروف رشيد الخيون:-
سمعت باريس تشكو زهو فاتحها
أما تذكرت ياباريس شكوانا
وهي وإن كانت (أعني فترة الاحتلال النازي لفرنسا) مناسبة مرعبة ومكروهة على الصعيد الإنساني إلا أن بدوي الجبل رأى مناسبة استدعائها ليذكر فرنسا بأنها شربت من نفس الكأس المر الذي أذاقته لغيرها في فترة كانت تصم آذانها عن شكوى أولئك المتضررين من الاحتلال الفرنسي.
اليوم يعيد الزمن نفسه باستنساخ ظروف مشابهة لتلك التي أثارت قريحة بدوي الجبل، فمع وقع أخباراحتجاز الصحفيين الفرنسيين من قبل ظلاميي الإرهاب المجنون في العراق عاد جميع من يصطلي بنارتلك الحرب الإرهابية العبثية العدمية في أرض الرافدين وخصوصاً من هم بين فكي كماشتها من العراقيين المعدمين ونظرائهم القادمين للبحث عن لقمة عيش أبى قدرها إلا أن يجعلها على مرمى حجرمن أنياب ومخالب أولئك الذئاب البشرية ليقولوا لفرنسا أما كنت تسمعين أنيننا وصراخنا وآهاتنا وترين دموعنا مع مسلسل عبثي يومي من أشلاء متطايرة ودماء متناثرة وبقايا آدمية تنتظر إكراماً مفقوداً في الحياة لعل بقية منه تتدثر خجلاً فتواري سوءتها بعد أن عجزت عن أن تواري سوءة جوعها وعُريِّها إبان ما كانت تتلقف بقايا الحياة في أزقة بغداد وشوارع الموصل وحارات البصرة.
لم يكن يدوربخلد الساسة الفرنسيين بدءاً بالرئيس شيراك وانتهاءً بأصغرمسؤول في الحكومة إلا أن يكونوا بعيدين عن لظى ولهيب الإرهاب المحترف في العراق نسبة للمواقف الفرنسية المعروفة من سيناريو التدخل في العراق بدءاً بالحرب نفسها التي لم توافق عليها فرنسا أساساً وكانت تعد العدة لاستخدام حق النقض (الفيتو) على قرار الحرب المقررعرضه على مجلس الأمن الدولي غديَّة الحرب الأمريكية البريطانية على العراق وانتهاءً بعدم تواجد أي عناصر فرنسية في العراق يمكن أن ينظر إليها على أنها بمثابة داعم للحرب من قبيل القوات العسكرية أوحتى من قبيل البعثات الطبية التي يمكن أن تنظرلها قوى التخريب والعبث في العراق على أنها بمثابة داعم غير مباشر لقوات التحالف هناك، بالإضافة الى أن دوافع خطف الأفراد والتمترس بهم هناك باتت معروفة ومكررة وتتمثل في استخدامهم كأوراق ضغط على دولهم لسحب قواتها المتمركزة هناك أوبعثاتها التجارية أوموظفي شركاتها العاملة معها باعتبارها - نسبة لما يدَّعونه من دوافع - تشكل عمقاً عسكرياً وتموينياً لقوات التحالف، ومن ثم فطالما أن تلك الدوافع كانت مفقودة في الحالة الفرنسية فأية معرَّة يمكن أن تجترحها أيدي أولئك المتطرفين الإرهابيين لينالوا من صحفي فرنسي تشكل دولته عمقاً استراتيجياً للقوى المناهضة للتغييرفي العراق جاء لينقل على الأقل ما يعانيه بؤساء العراق جراء ظروفهم الحالية.
هذه النظر المتفائلة تجاه أمراء الإرهاب في العراق كانت تتلبس التحليل الفرنسي - الرسمي على الأقل - لما يجري في العراق من سيناريوإرهابي عدمي كما كانت ولاتزال تتلبس التحليل الساذج لمحترفي الزعيق في الفضائيات العربية الذين كانوا ولايزالون يراهنون على طردية العلاقة بين أعمال الخطف في العراق وبين تواجد ممثلين لتلك الدول في العراق فجاء هذا الحادث ليؤكد لمستهلكي تلك البضاعة الإعلامية المزجاة أن المسوقين لم ولن يتعلموا من الدروس المجانية التي تلقى على مسامعهم وشواهدهم من أحداث العراق وأن عقلية الستينات العربية التي كانت تعد مستهلكيها بإلقاء إسرائيل في البحرلاتزال حاضرة ولكن بثوب جديد شكلياً خَلِقٍ معنوياً كماهو يوم ألقاه المفجوعون القومويون على قارعة الطريق مؤقتاً بعد أن اكتشفوا سذاجته وديماغوغيته وانتهازيته ولكنهم ورَّثوه لأجيالهم لاستنساخه نسخة إسلاموية تستجدي ذات الأهداف وتتظلل بنفس الروح الساذجه وتلوك شعارات أخرى تحولت من قوموية عروبية إلى إسلاموية أممية.
إذاً فقد جاءت عملية الاختطاف هذه لتشكل ضربة تحت الحزام الفرنسي لكونها جاءت مناقضة لادعاء اطراد عمليات الخطف والتواجد المادي في العراق كما وشكلت الفدية المطلوبة من الخاطفين بمثابة ضربة أشد وأنكى لكونها توسلت إلغاء قرار داخلي وافقت عليه الأمة الفرنسية بأكملها من خلال ناخبيها المنتخبين ديمقراطياً، ولكونها تمس أساس الديمقراطية الفرنسية الحالية التي تشكلت عبرممرات مرهقة ومضنية ومرعبة من الصراع الديني عبرحروب أكلت الأخضر واليابس بين أصحاب الديانة الواحدة ولم يكن من ثم طريق لإيقافها والتغلب عليها إلابإشاعة روح التسامح عبركفالة حق الممارسة للجميع ضمن أطرعلمانية لاتسمح بإشاعة أية مظاهردينية يمكن أن تفهم على أنها تتم برعاية حكومية خاصة مما يعيد الذاكرة الفرنسية مرة أخرى لصراعات القرن السابع عشرالدينية والتي على أساسها اتخذت فرنسا قرارحظرالرموز الدينية في المصالح الحكومية فقط.
هذه الفدية أوالمطلب الذي تقدم به الخاطفون لايشكل خياراً للفرنسيين يمكن لهم أن يفاضلوا بينه وبين بديل آخر درءاً لهذه المحنة بل إنه يشكل لهم خياراً بين الموت والحياة، إذهوخياربين إدارة عقارب الساعة للوراء المتعصب دينياً المتوشح حروباً فتاكة مرعبة وحز للرقاب على الهوية فقط وبين الحرية الدينية المتكئة على العلمانية الإيجابية التي توفرسبل ممارسة الشعائر وكافة مكونات الأديان لكافة الطوائف على الأرض الفرنسية بمن فيهم المسلمون.
يجب إذاً على فرنسا وهي رائدة التنويرالغربي الحديث الذي أشاع الحرية والعدالة والديمقراطية والمساواة في مفاصل أوروبا والغرب عموماً أن تستبطن في وعيها ولاوعيها أن مصلحتها تكمن في تأطيردعائم السلم في العراق بمساعدته على أن يتبلور بلداً حراً ديمقراطياً متعدداً تعيش فيه كافة الأثنيات والطوائف على حد سواء بكفالة القانون المتحضر بدلاً من شريعة الغاب التي تتلبس الأرض العراقية حالياً بتأسيسها لعلاقية آحادية تنحرالأناسي على الهوية فقط، بدلاً من أن تترك المعبد ينهدم على الرؤوس هناك اعتقاداً منها بأنها تتفرج على مستنقع أمريكي ستظل هي براءً من تبعاته،
المشكلة أن فرنسا لازالت تقتات على وقع العقدة الأمريكية تجاهها منذ الإنزال الأمريكي على شاطئ النورماندي الفرنسي في السادس من حزيران عام 1944م والذي تمكنت من خلاله الولايات المتحدة الأمريكية من تحريرفرنسا من نير الاحتلال النازي الهتلري ومن بعده نشأ في الذاكرة الفرنسية - الرسمية على الأقل - ما يمكن تسميته بعقدة ولي النعمة الأمريكي إذ أصبحت فرنسا بعد ذلك تحاول التمظهر بمظهرالند للند للديناصور الأمريكي الذي تتخيله مزهواً بقدرته على إخراجها من القمقم النازي وبعثها للحياة مرة أخرى ومن ثم فقد كانت تنظر ربما لما يجري في العراق على أنه بمثابة نكبة أمريكية عليها أن تتفرج عليها بزهو واغتباط فجاءت عملية الاختطاف هذه لتؤكد للساسة الفرنسيين على أن غربان الإرهاب في العراق ليسوا فقط ضد أمريكا أواحتلال العراق بقدرماهم ضد الحضارة الإنسانية عموماً ولن يرف لهم جفن حتى يعيدوا العالم إلى عصور الانحطاط والظلام.
ابن عساكر غير متصل  


 

الإشارات المرجعية

أدوات الموضوع
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 07:45 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)