[أبو رقية]

هذا أوان الحصاد و في هذه الفترة بدأ خريجوا الجامعات المتفرقة حول العالم بالعودة إلى الأراضي السعودية ، و هنا يُقرر نجاح هذه التجربة من عدمها ، فبعد المخاوف التي أثارها بعض الشرعيين من مغبة الابتثعات إلى الخارج ، و بين استبشار بعض أقطاب التيار التنويري يأتي الرد من لسان الواقع . و البيان الشافي في هذه القضية ليس بالأمر الهين ، و لكن نحتاج إلى استقراء عميق و منهجية نستطيع من خلالها إلى البت في ما جناه الابتعاث .

و لكن المؤمل الأول هو أن الطلاب العائدون يُحييون الإيجابية التي رأوها في تلك البلدان التي تجعل الإنسان الحر حراً بالحال و المقال ، و إن كان الكمال مفقوداً و الخطأ و راداً إلا أن القانون و النظام و الحقوق خطوط حمراء لها مهابتها و اعتبارها القوي هناك ، و لا تُحكم تلك البلدان في سياساتها الداخلية بقانون الغاب الذي جعل من المواطن السعودي بهيمة لا يعي و لا يفكر في استرداد حقه المسلوب من قبل جهات رسمية و شركات توفير الخدمات المدنية كالكهرباء و الاتصالات و غيرها .

هاهو المجتمع السعودي الذي طالما صبر و صابر على انصباب موارده في غير صالحه ، هاهو اليوم يُعلق الآمال بهؤلاء المبتعثين و بالناشطين الحقوقيين و بالعلماء الأحرار في القضاء على هذه الجرائم المالية التي أذابت مقدرات البلد و جعلت منها موارد لبلدان أخرى معلومة عند الكل ، و لهذا فإن شعوب كل من لبنان و باكستان و بنغلادش و كازخستان و المغرب ، يمجدون و يبجلون حكام السعودية ، بينما السعوديون يندهشون من تلك الأموال التي تصب هناك وهم يعايشون الأزمات تلو الأخرى و جل هذه الأزمات اقتصادية و حلولها بتسهيل الوصول إلى هذا المال المتوفر و لكن ياحسرة العين بصيرة و اليد قصيرة .

و التضامن مع هذه الأصوات المطالبة بالحقوق واجب ، و هو هم مشترك يشترك فيه المجتمع بكافة أطيافه و مذاهبه و تياراته الفكرية ، و لسان الصمت و الخوف مر و فيه مهانة ، و لنأخذ بالطرق السلمية و لنا في قضية تحسين المستويات في قضية المعلمين الشهيرة درس و فائدة لنحذو حذو تلك الخطى في نيل الحقوق و محاسبة المجرمين و هذا إنكار منكر دون اتجاه لعنف أو حمل لسلاح بل الكلمة و الخطاب و الدعوى القضائية هي الوسيلة ، و ليت العلماء يلملمون أوراقا ملأت موائد حوارهم عن سماع الأغاني و الاختلاط و إرضاع الكبير ، و ينظروا في الكوارث التي تزاحم وطننا الغالي أدامه الله خاليا من كل شائبة .


26 / 8 / 1431 هـ