[العمود]

في بداية هذا الأسبوع .. ولأول مرة في حياتي (للأسف الشديد) .. قمت بدخول النادي الأدبي في ذاك الموقع الغامض نوعاً ما .. المهم في الموضوع ، أني كنت أحمل تصور جميل جداً عن هذا النادي قبل دخولي له ، حيث كنت أتصور أنه شيء غير عادي بحسب ما أسمع عنه ، حيث يذكر لي أن كثيراً من الكتب النادرة جداً لا يمكن تواجدها بمكان غير مكتبة النادي الأدبي الشهيرة ، وهذه تعتبر ميزة أكثر من رائعة إذا تمت مقارنتها بالمكتبات الأخرى . وكذلك من الرائع التي تتواجد في النادي هي وجود الصحف اليومية بكاملها ، وثبت لي هذا بعد دخولي البوابة الداخلية ونظرت عن يساري فإذا بتلك الغرفة الكبيرة والتي بداخلها طاولة أقرب ماتكون إلى طاولة إجتماعات ، ومن أولها إلى آرها تجد شحنة هائلة من الصحف المتنوعة ، ولكن للأسف الشديد لم أجد داخل هذا المكان إلا شخصين فقط ..!!
نسيت أن أذكر سبب مجيئي للنادي وربما يكون له بعض الأهمية في موضوعي هذا ، حيث حضرت للنادي للبحث عن ثلاثة كتب نادرة جداً ، لم أتحصل إلا على واحد منها فقط .
المهم بعد أن أكملت مسيري أبحث عن مكتبة النادي ، وبعد السؤال ذكر لي أنها في الطابق الثاني ، صعت للطابق الثاني واتجهت صوب المكتبة .. دخلت هذه المكتبة الرهيبة! الكبيرة! ، الكتب تملؤها من يمينها وحتى يسارها ، ومن أقصاها إلى أدناها ، والغرف الملحقة كذلك لاتكاد تجد مكاناً إلا وفيه كتيب أو كتاب وأو مجلد من أي صنف تريد ، فلسفة وتاريخ وجغرافيا وأدب وعلوم ومعاجم و .. و .. و .. وما أكثرها .
الحقيقة مهما تكلمت عنها فلن أوفيها حقها .. لامن ناحية تنظيمها وترتيبها وكذلك خدماتها ولا أنسى كتبها ..
كان بداخل المكتبة شخص أظنه أقرب ما يكون إلى الجنسية الأقصى آسيوية ، الحقيقة لأول مرة أجد شخصاً ، لا من ناحية خفة دمه ولا من ناحية تعاملة وابتسامته الدائمة ولا من ناحية معرفته بما يدور داخل االمكتبة وتصرفه البديهي والسريع ، فعلاً شخص غريب ..
أثناء تجوالي داخل المكتبة الخالية من أمينها! ، اضطررت للبحث عن الكتب بنفسي باسعدة يسيرة من ذاك العامل الغريب ، لكن للأسف لم تفلح محاولاتي في الحصول على أية نتيجة ، فالكتب كثيرة جداً والبحث عن كتاب أو كتابين أو ثلاثة في هذا الكم الهائل أعدة من المصاعب السبعمئة ..!! خاصة في عدم وجود أمين المكتبة .
أغذرني أخي القارئ إن قلت لك أنني لم أدخل في صلب الموضوع .. فكل ما سبق هو مجرد عرض لما يدور داخل النادي ومما اطلعت عليه ، أي أنه ليس فيه من الأهمية شيء .. وأعلم أني أطلت عليك كثيراً كثيراً .. فتحملني رعاك الله ..
الشيء المهم .. والذي لن أطيل فيه كثيراً بإذن الله ، هو ..
وأثناء تجوالي داخل المكتبة تبادر إلى ذهني أسئلة كثيرة أهمها والذي من أجله كتب هذا الموضوع الردئ ..
<< لمـــاذا .. لا أحـــــد .. ؟؟! >>
فعلاً .. لا أحد .. لا وجود لأحد من الناس .. ولو للمجاملة السواليف ..
أين أصحاب القراءة والمطالعة الثقافة .. طاولات القراءة خاوية .. لا جلوس عليها ..
بحق غرابة .. مدينة بأكملها لا يوجد بأح مكتباتها أحد ..
الحقيقة لا يمكن أن أعبر عن هذا إلا بكلمة ( طامة كبرى )..

وما مكتبة الملك سعود والراجحي عن النادي الأدبي ببعيدة ..!!

وأعانك الله يا د. حسن على تحمل الوحدة بصحبة موظفيك ..

في أمان الله يا هاجروا القراءة .. وأنا أولهم ..