[الـصـمـصـام]

بسم الله الرحمن الرحيم










كل عام و أنتم بسعادة ، و في خير و زيادة ..

كنتُ أتجول في مكتبةِ إحدى المطارات ، و أتصفح بعض الكتب ، فاستوقفني شخص ينادي عليَّ قد أحسن الظن بي ، و بدا على وجهه أثر التعب و الهم ، و بدأ يعرض لي شيئا مما يقرأه في كتاب يقلِبُهُ بين يديه ، تناقشت معه في عنوان مهم في هذا الكتاب ، و لكنه كان يستدرجني إلى موضوع الحياة الزوجية و مشاكلها .. منطلقًا من عنوان الكتاب الذي يمكن أن يكون له علاقة بموضوع الحياة الزوجية ..

و بعد تشعب في المواضيع ، و تعدد في العناوين سئمت منه لأنني لا أدري ماذا يُريد مني بالضبط ، فأمسك بيدي و أخذني بعيداً بعد أن سألني أسئلة عن شخصي ، ثم قال : ياخي شف لي حل أنا و زوجتي عجزنا نصلح لبعض ..! حقيقة أنا أصغر من هذه المواضيع ، و إن كنت قد قرأت فيها و تلقيت فيها دورات ، و لكنني لست من أهل الاختصاص ، و لم أفكر يوما أن أتصدى لمثل هذه القضايا ..

بدأ يذكر لي ما يجده من تنافر بينه و بين زوجته ، و عدم انسجام ، على الرغم من مرور العام الأول ، و مجيء المولود الأول كذلك ..! قلت له : ماهوَ أعظم بيت عاش فيه إنسان في هذه الدنيا .؟ قال بيت الرسول عليه الصلاة و السلام .. فقلت له .. ذلك البيت الشريفُ الطاهر و ربُهُ المزكى المطهر - صلى الله عليه و سلم - و ربتُهُ أمي و أمك المطهرة ، لم يخلو من شيء من المعكرات ، و لكن لم تكن هي النهاية ، و كان هناك من يتنازل ، و يحيي التسامح و تغليب حسن الظن ، و تقدير الشعور ، و مراعاة وضع الانفعالات ..

الحياة الزوجية ، جزء من الحياة التي أكد الله تعالى في كتابه أن الكَبَدَ أحَدُ عناوينها ، و هي عِشرَة قل أن تخلو من شيء من المواقف التي تستوجب حسن الإدارة ، و فقه التعامل ، و كتمان الغضب.. لماذا تكثر حالات الانفصال في السنوات الأولى ، بل في الأيام الأولى ، إلا لأن كلا الزوجين لم يتفطنا لإشارات مهمة يجب أن يُمَهَّد بها كل طريق سالكي الحياة الزوجية ..

للأسف مجتمعنا حينما يدعو الشاب إلى الزواج مقدمًا له هذا العنوان محفوفًا بحياة وردية مثالية لا يمكن أن تشوبها شائبة ولا تعتريها نقيصة ، و لا تكدرها نغيصة ، و في المقابل ، يتعامل المجتمع مع الفتاة بنفس الطريقة من باب التحضيض على الزواج ، و الترغيب فيه .. ليعيش بعد ذلك الشاب أو الفتاة في أحلام مستحيلة ، توقعهم في الشقاق و الانفصال عند أصغر تنافر قد يحدث ..! هذا سبب ، و من هنا فإنني أتمنى أن تكون الدورات التثقيفية بهذه المواضيع من قبل المختصين إلزامية أو على الأقل يُبالغ في التوعية و الإرشاد إليها ، لكي نحد من تهدم كيانات عظيمة ، قامت على ميثاق غليظ مقدس من الله .

:::: أخيراً ::::




أخوكم / عبدالله