 |
|
|
|
|
|
||
| ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
17-09-2010, 07:57 AM
|
#1 |
|
عـضـو
تاريخ التسجيل: May 2010
البلد: غريب في الحياة وفي الممات
المشاركات: 487
|
تجربتي في الدعوة إلى الله..
منذ صغري وأنا أحلم أن أكون داعية من دعاة الاسلام .. أدعو الناس إلى الخير .. وأعلمهم أمور دينهم
وآمرهم بالمعروف وأنهاهم عن المنكر .. أحيانا كنت استصعب هذا الحلم وأراه بعيد المنال .. لكن مع هذا كان لدي احساس غريب بأني سوف أكون كذلك يوما ما .. ولا أدري كيف .. كنت أشاهد الدعاة .. وأرى قوة إرادتهم وحماسهم ..كان يعجبني ثباتهم على هذا الطريق وتحملهم المشاق العظيمة في سبيل الدعوة إلى الله وتبليغ الناس رسالة الاسلام التي ما أوجدنا ربنا وماخلقنا إلا من أجلها ومن أجل عبادته ونشر دينه في الأرض.. كنت دائما أحب قراءة الكتيبات الدينية .. اقتنيها.. اتابع جديدها .. أتأثر بقصصها الواقعية الصادقة .. التي تدل على التغير الدائم في حال الدنيا وفنائها .. وتنبهني إلى عدم الاغترار بها فهي حقيرة ولا يتنافسها إلا الجاهلون والغير مدركون لحقيقة وجودهم فيها .. وإلا فالعاقل لا يغره زيفها ولاينسيه زخرفها العمل المستمر والدؤوب والبذل الدائم لدار البقاء والخلود.. فإما الخلود إلى جنات النعيم .. وإما الخلود والعياذ بالله إلى نار الجحيم.. وكان مما لفت انتباهي وشدني وأنا أقرأ في كتيب منها عنوانه الدعوة إلى الله .. أن المرأة لا يمنعها قرارها في البيت أن تكون داعية .. بل الدعوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجب على كل مسلم ومسلمة .. ولا يقتصر على الرجال فقط..ويجب على المرأة دعوة النساء في مجتمعها ومحيطها الذي تتواجد فيه..سواءا ً في المدرسة .. أو عند زيارتها لصاحباتها واجتماعها معهم ..أو في الأعراس أو أماكن انتظار النساء أو أي مكان يتواجد فيه بنات جنسها .. استوقفني هذا الكلام كثيرا وعلمت بعد قراءتي له أن الأمر مهم ويجب علي القيام به وأخذ الموضوع بجدية وحزم.. لكني كنت حائرة ولم أعرف من أين أبدأ .. وكيف أتكلم وأنصح المجتمع وأنا لا أملك من العلم الكثير وليس لدي اسلوب جميل ومؤثر في نصح الآخرين كما للدعاة حفظهم الله ورعاهم.. فتركت أُموري لله وسلمتها له ودعوته.. وبعدها يسر الله لي كل شيء بلا عناء أو تعب .. بعد أن علم صدق نيّتي وأنها خالصة لوجهه الكريم .. وجهني إلى الطريق وفتح لي أبوابا كثيرة في العلم ..فقد يسر لي دخول دورات كثيرة متنوعة في فنون التعامل مع الآخرين وفي تطوير الذات .. مع أني والله لم أبحث عنها .. هو وحده سبحانه من ساقها إلي ..ثم دخلت ميادين كثيرة تعاملت فيها مع أنواع عديده من الناس والشخصيات ..فكنت كل يوم أتطور عن اليوم الذي يسبقه والحمد لله .. إلى أن أحسست أني أريد واستطيع أن أقيم محاضرة في بيتنا أدعو فيها كل أقاربي وصديقاتي ومعارفنا وأخبرت كل من أعرفهم بأن يُحضروا معهم أكبر عدد من الفتيات والنساء وحددت لهم اليوم الذي سأقيم فيه المحاضرة .. وأخذت أستعد لذلك اليوم .. باختيار موضوع مؤثر ..وكلمات مؤثرة .. وبدأت أكتب المحاضرة في دفتر .. والحمد لله يسر الله لي إنهاء الكتابة بسرعة ..كانت 12 صفحة تقريبا .. بقي الجزء الأهم في الأمر وهو أن أحفظها وأتدرب على إلقائها .. وعندما بدأت أتدرب أحسست بخوف قليلاً من لقاء الجمهور الكبير الذي سألقي عليه هذه المحاضرة .. فهي أول مرة لي سأخاطب فيها جمهورا من الناس ..وكانت تدور في عقلي عدة تساؤلات .. ترى كيف سيكون القائي لها..؟ هل ستكون مؤثرة.. ؟ والأهم هل ستؤثر في نفوسهم ..و هل سيكون في النهاية القائي ناجحا ..؟ وبفضل الله ثم بوقوف امي واختي معي اجتزت هذه المرحلة الصعبة .. حيث اخترت ان أتدرب أمامهم على إلقائها وكانوا هم في مقام المستمعين إليها .. لقد شجعوني كثيرا وبعد نهاية كل صفحة كنت أسألهم ..كيف كان إلقائي لهذه الصفحة فكانوا يثنون كثيرا على طريقة إلقائي ويشجعونه بقولهم ســيُــعجَب كل الحاضرين باسلوبك المميز والمؤثر إن شاء الله.. فكنت أزداد ثقةً وعزماً على إكمالي للتدرب بسرعة وبثقة أكبر .. حتى أتممت بفضل الله التدرب عليها .. ثم أخذت أجهز أشياء أخرى كنت أريدها أن تكون في المحاضرة .. وهي تجهيز أطباق ومأكولات متنوعه حتى أسعد الحاضرين بها ..وتحببهم في حضور مجالس الذكر دوما .. واحتسبت الاجر في ذلك .. وبعد هذا اجتهدت في ترتيب نفسي وظهوري بالمظهر اللائق .. فللمظهر الحسن تأثير في قبول الناس للداعية .. ثم بعد ذلك ذهبت إلى المكتبة القريبة من بيتنا واشتريت مطويات كثيرة لأُوزعها على الحاضرين يوم المحاضرة ..والحمدلله كل ذلك احتسبت اجره عند الله تعالى وحده .. وجعلت غايتي في هذا العمل هي أن يرضى ربي عني فقط .. وجعلت هذا أكبر همي .. وأتى اليوم الموعود للمحاضره .. وحضر إلى بيتنا عدد كبير لا يستهان به من النساء من مختلف الأعمار حتى امتلأ بيتنا من كثرة الضيوف..وكان من بينهم نساء كثر لا أعرفهم ..وأول يوم يدخلون ويأتون إلى بيتنا..ومع أن العدد كان كبيرا .. إلّا أني وبفضل الله وتثبيته لي لم أشعر برهبة أو خوف .. وكأن هذا الأمر طبيعيا بالنسبة لي.. أو متعودة عليه .. فقط كان أكبر همي أن تصل كلماتي وتلامس قلوبهم وألّا تكون مجرد كلمات كتبتها والسلام.. وبالفعل بدأتُ المحاضرة بكل يسر وسهوله .. وألقيتها بنبرة مؤثرة نابعه من قلبي المتلهف على أمتي وأخواتي في الدين .. وبعد مدة بسيطة من بدئي للمحاضرة إذا بي أرى تأثر كبير جدا من بعض الفتيات والنساء.. وفي منتصف المحاضرة كانت كل الحاضرات دون استثناء متأثرات والبعض منهن بكى بكاءا مريرا جدا ..كنت انظر إليهن وأنا ممتنة لله سبحانه ..فكل ماحدث لي من خير هو بفضله وبتوفيقه لي وعونه الكبير.. والحمدلله أنهيت المحاضرة التي علق عليها الحضور بأنها راااائعه .. وفور انتهائي انهال الحضور على بكلمات الثناء والدعاء لي.. لدرجة أن البعض منهن اعتقدت اني محاضرة كبيرة في الجامعه أو على دراية وعلم بأمور الفتوى وأخذت تسألني في حكم من احكام الشريعه الفقهي.. ابتسمت وقلت لها: اعذريني فللإفتاء أهله وأنا لا أفتي .. وهكذا انتهت تجربتي الأولى في إلقاء المحاضرة .. وكان جميع الحضور سعداء ..والأهم أنهم أحبوا هذه المجالس أكثر .. وطلبوا مني إلقاء محاضرات أخرى .. وانا أسعى إلى الآن لعمل المزيد منها .. وأتمنى أن تكون حياتي كلها تكريس للجهد والوقت لطاعة الله والعمل الصالح ..وأن يتقبل الله مني عملي ويجعله خالصا لوجهه الكريم ..ويثبتني على هذا الطريق فوالله هذا العمل جعلني أشعر بسعادة غامرة لا ولن أستطيع وصفها لكم .. أحسست أني قدمت شيئا لربي وديني ..أحسست أني بفضل الله حققت حلمي الذي كنت اظنه صعب التحقق .. ولكن تبين لي في النهاية أنه لا يوجد صعب أو مستحيل لمن علق آماله وأحلامه بالله عز وجل .. وبالعزيمة الصلبة ..ينصهر الحديد قال تعالى : ( لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ) قدمت لكم تجربتي المتواضعه في الدعوة .. أهديها لكم أحبائي ولكل انسان رجل كان أو امرأة .. ولسان حالي يقول لكم ..لا شيء يمنعكم من تبليغ هذا الدين ونصح كل انسان مقصر.. فقط مايحتاجه الانسان هو النية الصادقة والعزيمة بأن يخطو اول خطوة وسيهل الله له البقية.. أتمنى من الله أن ينتفع بها كل من يقرؤها وتكون محفزا له للدعوة إلى الله .. وبذل مايستطيع لتقديم شيء بسيط لهذا الدين الذي يستحق منا كل اهتمام وعناية.. فليس لدينا في هذه الحياة شيء أغلى من ديننا .. هذا والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم اجمعين
__________________
[FLASH="http://dc14.arabsh.com/i/02367/fdgq1x1fhnbf.swf"]width=400 height=350 t=0[/FLASH] رمضان شهر القرآن .. اللهم بلغنا رمضان جـئـنا لنشر الخير فانصرنا يامولانا .. لانبتغي الدنيا فقد هجرنا دنيانا مادام ربي ناصري وملاذي .. فسأستعين به على الفولاذِ |
|
| الإشارات المرجعية |
| أدوات الموضوع | |
| طريقة العرض | |
|
|
النمط الأحادي