[تاج القصيم]

بسم الله الرحمن الرحيم

من وجهة نظري ...

أن الإنسان العربي الوجيهة سواء عائلة حاكمة أو مادياً أو منصب كسياسي أو إداري أو غيرها يجد التقدير حيثما حل أو ارتحل والتمييز على حساب المواطن البسيط أو قليل النفوذ, وذلك عكس مانراه في المجتمعات الأخرى خارج وطننا العربي.

كل الكلام أعلاه ربما هو معلوم ولايعني الكثيرون ممن يهمه مصلحة الوطن والمواطن إلا أن يرى التقصير والتمييز تجاه الفئات أعلاه ( فئات خمس نجوم ) التي فرضت نفسها أو فُرضت على المجتمع بسبب ما, وهذا مانراه ونشاهده في مجتمعاتنا أينما ذهبنا بل أوجدنا مصطلحاً شائع يطلق على تلك الفئة ( الواسطة ) بمعنى لديه وسيط ينفذ مايريده حتى لو كان على حساب المواطن الضعيف الذي قد يؤكل حق له بسبب عدم وجود الواسطة التي توفرت لأصحاب الفئات ( الفايف ستارز ).

بالطبع مايهمنا هنا هو مانجده في منطقتنا القصيم وعاصمتها الإدارية بريدة عندما تغير الوضع واصبحت نخوة الماضي من رجال ووجهاء بريدة وأعيانها الذين لاتشوبهم الأنانية عندما يضعون المواطن البسيط أول اهتماماتهم وراحة غيرهم على حساب راحتهم وهم من الدرجات التي تستحق أن تخدم في بيوتها بسبب حبهم واخلاصهم لأبناء المدينة وايثارهم على أنفسهم لقضاء حوائج الناس رغم أنهم في رغد العيش والمعاملة, ولكن ذلك الجيل الذي رحل منه من رحل في رحمة الله تعالى وبقى من بقي في حفظ الله ورعايته له دور كبير في تطور المدينة والإرتقاء بخدماتها لأنهم صادقون مع الله تعالى ومع انفسهم فلم يرضيهم أن تقدم أمورهم ومصالحهم على أناس آخرون يفتقدون للنفوذ الذي ينعمون به فتجدهم بأنفسم يطالبون بحوائج الناس حتى أنهم يصلون إلى أعلى سلطة في البلد ومن يراهم يظن أنهم حرموا من ذلك النعيم ولكن لديهم الحس الديني والأخوي والوطني بفئات المجتمع عامة وكانوا محل طيب الذكر والدعاء الخالص من جميع المواطنين والأهالي.

هل تعلمون لماذا تغير الجيل الجديد ممن يُعتقد أنهم أعيان و وجهاء المنطقة وقصورهم تجاه بقية الأهالي؟
ربما أن الأنانية قد تشعبت في أنفسهم ورأوا أن المكانة التي يعيشونها نعمة من الله لذا عليهم أن ينعموا بها وغيرهم حرم النعمة فعليه أن يرضى بنصيبه !!....

هل أحد من أولئك الوجهاء ذهب إلى المستشفيات وانتظر مدة طويلة في الطابور, وكشف عليه اسوأ الأطباء, وعندما قرروا تنومه لم يجدوا له سرير في أقسام التنويم, وعندما وجدوا سريراً كان في زحمة المرضى الآخرين في غرفة تمتلئ بخمسة مرضى وسط معاناة الأنين والإزعاج والجو السيء والروائح وإهمال من قبل الطاقم الطبي والتمريض ويبحث عن واسطة للسماح له بالحصول على أتفه الأشياء, أم أن مدير المستشفى يصل إلى المستشفى حتى لو كان في منتصف الليل بعد المكالمة وقبل أن يصل الوجيه ويوفر له أفضل الخدمات والأطباء وعند تنويمه فالجناح الخاص ملك له ولأصنافه !!

وهل ذهب الوجيه إلى أحد القطاعات الحكومية مثل البلدية لينجز أوراقه وسط تعنت وتعقيد من قبل الموظفين أم تنجز وهو عند الرئيس تأتيه إن لم ترسل لمنزله وسط تجاوزات لاتقدم في حال غياب عنصر الواسطة, أو حتى الجوازات أو الشرطة حينما تقدم له الحماية الأمنية لمنزله وفي حال تم فقدانه لشيء بسيط تنتشر الدوريات ونقاط التفتيش للقبض على الجاني, وعندما يجني أحد معارفه على مواطن بسيط يتقدم بكل هيبته ومكانته إلى مدير الشرطة لكي يعفو ويتنازل عن الجاني لأنه يملك الواسطة !!

وهذا ينطبق على جميع الدوائر الحكومية بالذات فالبنوك والشركات لايعنينا أمرها ولكن مايندرج تحت الدولة فهو حق لكل مواطن مهما كانت منزلته ومكانته....

لذلك الدوائر الحكومية لاتتطور ولاتعالج اخطائها لأنها بعيون المسؤلين والأعيان الذين لهم صوت مسموع لدى ولاة الأمر أنها تقدم خدمات متكاملة ورائعة كما قدمت لهم وحرم منها الكثير والكثير ممن يصنفون بفئات مواطن نصف نجمه !!

لذا أقول اللهم أكتب لنا الخير والرزق الحلال والإخلاص في العمل والقول وحمل الأمانة وآداؤها على الوجه الكامل الذي يرضي الله سبحانه وتعالى حتى تَبْيَضُّ وجوهنا أمام الخالق عز وجل وليس أمام المسؤول أو الحاكم .....