|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
![]() |
#1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Oct 2004
البلد: عَ ـــابرٌ إِلَى الجَنة
المشاركات: 6,346
|
فَقْرٌ يُزَحْزِحُ الأَمَلَ وَجَرْحٌ لَمْ يَلْتَئِمْ ..!
![]() فَقْرٌ يُزَحْزِحُ الأَمَلَ وَجَرْحٌ لَمْ يَلْتَئِمْ ..! وُجوهـٌ شَاحِبَةٌ تَحْكيَ قَسْوَةَ الألَمْ ، وَشَعْرٌ أَشْعَثٌ عَاثَتْ بِهِ غُرْبَةُ الزَّمَنْ ، وَقُلوبٌ قَاسِيَةٌ صَارَ وُجودُهَا كَالعَدَمْ ..! جِرَاحٌ فِيْ جَسَدِ الحَيَاةِ تَزيدُ لا تَطيبْ ، وَمَوْتُ ضَميرٍ قَدْ دُفِنْ ، وَمَأسَاةٌ في عُيونِ المَسَاكِين كَابُوسَاً نَهَشَ السَّعَادَةَ والْتَهَم ..! إِنَّ الأَلَمَ لَيَعْتَصِرُ القَلْبَ حِينمَا نَتَحَسّسُ مَنْ حَولْنَا ، أَوْ تَكْشِفُ الرِّيَاحُ عَنْ شَيءٍ مِنْ سُوءِ أَحْوَالِهِمْ المَعيشيَّة ، وَيَزيدُ أَوْجَاعَهم حِينمَا يَعيشُ رَبُّ الأسْرَةِ كَالطَّائِرِ مَكْسُورَ الأجْنِحَةِ لا بِيَدِهِـ حَلٌّ وَلا حِيلَة ، وَمِنْ كَثْرَةِ طَرْقِهِ لأبْوَابِ الخَيْرِ قَدْ احْدَوْدَبَ ظَهْرُ العِزَّةِ وَتَمَعَّرَ الوَجْهُ ذِلَّة ، وظُروفٌ قَاهِرِةٌ تَقْصِمُ الظَّهَرَ وَتُوجعُه ..! اليَوْم تَتَوانَى الظُّروفُ وَتَزيدُ الآلامَ حَسْرة ، وَتَجِفُّ قَوَاعِدُ الإحْسَاسِ بِالمُجْتَمَعِ حِينمَا يَعيشُ كُلُّ فَرْدٍ فيهِ مِنْ أَجْلِ نَفْسِهِ ..! مَا للمُجْتَمَعَاتِ المُسْلِمَة كَالقَطيعِ فِيْ أَرْضٍ فلاةِ مَوْتُ رَاعيهِ قَدْ شَتَّته ، وَما لِقُلوبِنَا تَزْدَادُ قَسْوَة ..! إِنَّ مَا يُصيبُ الشُّعوبَ غَالبِاً مَا يَكونُ مَسْؤوليَّةُ حُكَّامِهَا ، وَإلا فَإن كَانَتْ الحُكومَاتُ تَرَى نَفْسَهَا فَقيرَة لِمَاذا لَمْ يَمسَّها دَاءُ الفَقْرِ أَمْ أَنَّ المَنَاصِبُ تُعطْيِ المَنَاعَة ..! لَوْ كَانَتِ الأمَانَةُ تُؤدَّى إِلى أَهْلِهَا عَلى أَكْمَلِ وَجْهٍ لَمَا تَلَوَّتِ البُطونِ وَجَعَاً وَحَيَاة كَسيرَة ، وَلو شَعرَ المَسْئولُ عِظَمَ الأمَانَةِ وَذَاقَ مَرَارَةَ الفَقْرِ سَاَعة لَسَهر الليَّاليَ يَقْضي فيهَا حَاجَات النَّاسِ ، فَأنَّا لَنَا الأمَانَةَ وَزِمَامُهَا مَعْقُودٌ فِيْ عَرَبَةِ الفَسَادْ ..! أَيَّتُهَا الشُّعوبُ المُسْلِمَةْ .. إِنَّا إِنْ انْتَظَرْنَا أَحَدَاً يَفيقَ مِنْ سُبَاتِهِ لِيَنْهَضَ بِنَا لَمَا انْتَهَضَت أُمَّتُنَا أَبَدَاً ، فَدَعونَا نَنْهَضُ بِهَا بِأيْدينَا ، وَلْيُفَتِّشُ كُلٌّ مِنَّا عَنْ حَالِ جَارِهِـ ، وَيَسدَّ جُوعَ مَنْ يَعْرِفُهُ ، وَنَأخُذُ بِروحِ الإيمَانِ والأُخوَّةِ كُلُّ مَا يَنْفَعُ الأمَّة ..! لَقَدْ دَفَن الزَّمَانُ تَحْتَ رًفَاتِهِ مَعَانٍ ثَمينَة غَرَسَهَا الإسْلامُ في سِيَاسَتِه الإقْتِصَاديَّة لِسَد حَاجَةِ المِسكْينْ ، وَإطْعَامِ المَحْتَاجِين ، وَتَوْصيلِ الأمْوَالِ إلى مُسْتَحقِّيهَا تَحْتَ خَزينَةِ بَيْتِ مَالِ المُسْلمين ، غَيْرَ أنَّ الخَزيَنَةَ في زَمَنِنَا واللهُ المُسْتَعانْ مُجَرَّدُ مَجْلس سَمَرٍ يَرتَادُهـُ الأثْريَاءُ والمُغْتَنين ْ..! لَقَدْ كَانَ الفَقْرُ حَسَنَةً طَيِّبَة في حَيَاةِ بَعْضِ الأثْريَاء ، لِيَجْعَلهَا مَيْدَانٌ يُمَرِّرُ مِنْ خِلالِهَا دِعَايَةً شَخْصيَّة لَهُ تَحْتَ بِسَاطٍ مُتَرَهِّلْ .! لَيْتَ كُلُّ حُكُومَةٍ انْشَغَلَتْ بِشَعْبِهَا ، وَحَفِظَتْ ثَرَواتهَا لَهُمْ ، فَإنَّهُ خَيْرٌ وَأَوْلَى مِنْ غَيْرِهِم ، فَيَا أُمّةَ المِلْيَارِ البِدَارَ البِدَار قَبْل أَنْ نَرَى الفَقْرَ يَأخُذُ الأمَّةَ للانْهِيَار ..! يَا أَيُّهَا الفُقَرَاء .. إِنْ مَا أَنْتُم بِهِ طَريقُ صَبْرٍ إلى الجَنَّة ، وَ إِنْ أَخْرَجَكُم مِنْ دِيَارِكم الجُوع فَقَدْ أَخْرَجَ النَّبي صَلى اللهُ عَليْهِ وَسَلَّمَ وَصَحْبَيْهِ مِنْ قَبْلِكُم فَاسْتَبْشِرُوا خَيْرَاً إِنَّ الفُقَرَاء هُم أَوَّلُ مَنْ يَدْخُلُونَ الجَنَّة ..! *** ذُكِرَ عَنْ الخَليفَةُ عَلي بن أَبي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّهُ قَال : " لَوْ كَانَ الفَقْرُ رَجُلاً لَقَتَلْتُهُ " وَلَيْتَنَا نَعْلَمُ بِأنَّ الخِيَانَةَ مَخْلُوقَاً في رَحِمٍ لأَجْهَضْنَاهـُ مِنْ رَحم الأُمَّة ..!
أَخيرَاً فمَا كَانَ مِنْ صَوَابٍ فَمِنَ اللهِ وَمَا كَانَ مِنْخَطَأ فمِنْ نَفسي وَالشَّيطَانْ دُمْتُم بِحِفْظِ الرَّحمَنِ وَرِعَايتِهِ
__________________
![]() إِنَّ دَمْعيْ يَحْتَضر ، وَ قَلبيْ يَنْتَظِرْ ، يَا شَاطِئَ العُمرِ اقْتَرِبْ ، فَمَا زِلْتَ بَعيدٌ بَعيدْ رُفِعتْ الأشْرِعَة ، وَبدتْ الوُجوهـُ شَاحِبَةْ ، وَدَاعَاً لِكُلِّ قَلبٍ أحببنيْ وَأحبَبْتُهُ ..!! يَقول الله سُبحَانَهُ [اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ ]!! |
![]() |
الإشارات المرجعية |
أدوات الموضوع | |
طريقة العرض | |
|
|