|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
![]() |
#1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Aug 2002
البلد: بريدة
المشاركات: 3,316
|
إنتبه .. أمامك محطة ..
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. إن كل مخلوق في هذه الدنيا يعيش فيها برزق معلوم .. وأجل محدد .. فإذا انقضى رزقه وأجله حانت ساعة الرحيل .. قال الله تعالى (( قل لكم ميعاد يوم لاتستأخرون عنه ساعة ولاتستقدمون )) .. ماذا أعددت للموت أخيه ؟ هاهو العام قد مضى .. والموت قد دنى .. فلنقف عند محطة المحاسبة علها تلين القلوب القاسية .. محطة من محطات المحاسبة , قليل من وقف عندها !.. وأما أغلب الناس فيمرون عليها دون أن يقفوا عندها! .. الدنيا : ذلك الطيف العابر والظل الزائل ..! الدنيا : دار الغرور ومنزل الأحزان ..! الدنيا : وفاؤها غدر وحبها كاذب ..! الدنيا : جديدها بالي وصفوها كدر ..! الناس فيها ضيوف عمَّا قليل سيرحلون ..! قال حذيفة رضي الله عنه (( ما من صباح ولا مساء إلا ومنادي ينادي : أيها الناس , الرحيل الرحيل وتصديق ذلك قوله تعالى (( إنها لإحدى الكبر . نذيراً للبشر . لمن شاء منكم أن يتقدم أو يتأخر )) .. الموت : وعد صادق ولقاء حق .. الموت : قضاء نافذ وحكم نازل .. الموت : سهم لا يخطيء وطالب لا يفتر .. الموت : كأس سيتجرعه كل الخلائق .. ماذا أعددت لسكراته ؟ ماذا أعددت لفظائعه ؟ هل تذكَّرت مرارته ؟ هل تذكَّرت فجائعه ؟ وقال إبراهيم التيمي رحمه الله (( شيئان قطعا عني لذة الدنيا : ذكر الموت , والوقوف بين يدي الله عز وجل )) .. أخي المسلم : ألا ترى الناس في كل يوم يودعون حبيباً أو صديقاً ؟!.. فهل حرك ذلك منك قلباً ؟ ! وهل كان ذلك لك عبرة ؟! فسأل نفسك أيها العاقل : ماذا أعددت للموت ؟ وحاسب نفسك قبل الرحيل .. وقبل الدخول بين أطباق الثرى .. ويبدأ المشوار : بتذكر الموت واستحضار أهواله فكم من غافل عن تلك اللحظات !.. وكم من ناسِ تلك الكربات .. وإذا علمت أيها العاقل أن لك معاداً ومرجعاً إلى ربك تعالى , فأحذر تلك الساعة .. واعمل لها من قبل أن تكون من أهل الحسرات .. قال أبو الدرداء رضي الله عنه (( إذا ذكرت الموتى فعُدَّ نفسك كأحدهم )) .. فيا لحسرة عبد نزل به الموت ولم يقدم صالحاً .. فأنظر لنفسك أيها العاقل .. وتدبر أمرك بأي وجه تقدم على ربك عز وجل , إذا كنت ممن بارزه بالمعاصي ؟ بأي وجه تقدم على ملك الملوك إذا كنت من الغافلين المعرضين عن طاعة الله تعالى ؟.. فاحذر أخي ساعة السكرات فما أشدها على العصاة وما أفظعها على أهل الغفلة .. أخي المسلم : ماذا أعددت لهذه اللحظات ؟ أتظنها بعيدة !! فكم من رافل في ثياب الصحة نزلت به المنية بغتة .. وكم من ناعم في العيش دهمه الأجل بلا ميعاد .. تهيأ أيها العاقل ليوم المعاد .. واستعد لساعة السكرات فإنه يوم لا ينفعك فيه إلا صالح ما قدمته .. وميعاد لا تنجو من شدائده إلا بصدق العمل .. ولا يغرنك خفض عيش .. ولا صحة بدن .. وأنت ترى الموت لا يفرق بين صحيح وسقيم .. فإياك من هجوم الموت , وسرعة الرحيل .. قال عمر بن عبد العزيز في خطبته (( إن لكل سفر زاداً لا محالة , فتزودوا لسفركم من الدنيا إلى الآخرة التقوى , وكونوا كمن عاين ما أعد الله من ثوابه وعقابه , ترغبوا وترهبوا , ولا يطولن عليكم الأمد فتقسوا قلوبكم , وتنقادوا لعدوكم )).. وقد كان من ديدن الصالحين الاستعداد ليوم الرحيل والتزود لسفر الآخرة .. أخي المسلم : إن من عزم على سفر تزود لسفره .. وأعد العدة .. فهل أعددت زاداً لسفر الآخرة ؟ وهل أعددت عدة للموت ؟ .. فعجباً لمن أعد للسفر القريب ! ولم يعد للسفر البعيد ! عن البراء رضي الله عنه قال كنا مع رسول الله عليه الصلاة والسلام في جنازة فجلس على شفير القبر فبكى حتى بل الثرى ثم قال (( يا إخواني لمثل هذا فأعدوا )).. * قال بعض الحكماء (( إذا كنت صبياً تلعب مع الصبيان , وإذا كنت شاباً غفلت باللهو , وإذا كنت شيخاً صرت ضعيفاً , فمتى تعمل لله تعالى )) . فتذكر يا ابن آدم يوم أن تبلغ الروح الحلقوم .. فيُحبس اللسان .. و تنقطع الحركة .. ويشخص البصر .. ماذا أعددت لتلك اللحظات ؟ أشغلتك الدنيا عن جنة عرضها السماوات والأرض ؟ فلا تسكرنك الدنيا بلذاتها الكاذبة .. فإن أمامك دار النعيم الباقي والسعادة الحقيقية .. أخي المسلم : حياتك غنيمة , فلا تضيعها في غير الطاعات , وإن خير زاد تزودت به تقوى الله تعالى وطاعته فاعمل ليـــوم الرقـــــدة الكــبــرى .. وها هو العمر يسابقك فلا يسبقنك فينقضي عمرك وأنت غافل .. نسأل الله أن يغفر ذنوبنا ويستر عيوبنا ويحسن خاتمتنا في الأمور كلها وأن يجعل خير أعمارنا آخرها وخير أعمالنا خواتمها وخير أيامنا يوم أن نلقاه إنه سميع قريب مجيب .. |
![]() |
الإشارات المرجعية |
أدوات الموضوع | |
طريقة العرض | |
|
|