[albra]

بسم الله الرحمن الرحيم
ما وراء الانتخابات
رسالة صريحة إلى كل من انخداع بالمكر والكيد الصليبي

الحمد لله رب العالمين (( الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَا ، قَيِّماً لِّيُنذِرَ بَأْساً شَدِيداً مِن لَّدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً حَسَناً )) [الكهف]
والصلاة والسلام على بعثه الله رحمة للعالمين , وأرسله بالنور المبين , وترك الأمة على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك , فلا تحتاج بعده إلى شريعة أحد من البشر, الذي نالت الأمة ببعثته العز والنصر والتمكين حين استقامت على دين الله وشريعته , ونعمت بالأمن والعدل في مجالات الحياة كلها
فما أعظم هذا الدين .. وما أسعد البشر إذا حكموه في حياتهم .

وقد فطن الأعداء لهذا الدين وحاربوه وكادوا له يكل وسيلة وفي كل بلد , وحفظ الله بلاد الحرمين الشريفين من هذا الكيد الماكر الذي ظهر في العـصور الأخيرة بثوب جميل , ووقعت فريسة له أكثر بلاد الإسلام .
وفي هذه الأيام ظهر في بلاد الحرمين هذا المكر والكيد بصورة حسنة , انخدع بها كثير من الناس وغروا بها جهلة الأمة فتبعوهم , وعقدت لذلك لقاءات وندوات ومحاضرات مخزية , يزكى فيها المرشح نفسه , ويعرض سيرته الشخصية أمام الناس بلا حياء , ويسعى لطلب الإمارة , ويقترف الكبائر بالتصوير على مفارق الطرق واللوحات والصحف والمجلات والله قد حرم ذلك كله ووعد عليه اللعنة والعذاب الشديد
وأكثر الذين اغتروا بذلك , وفتنوا الأمة , وخدعوا الناس إما من نبت لحمه وشحمه في ديار الغرب الكافر ممن درسوا أو عملوا هناك وجاءوا إلينا بزبالة اليهود والنصارى يحملونها على رؤسهم وظهورهم , ويدعون الناس للعقود عليها .
أو ممن دخلت فيه كبرياء الجامعات ممن يسمون أنفسهم بالدكتور فلان أو الأستاذ أو البروفسور فلان ونحوهم ممن ينشدون الجاه والعلو والرياسة ولو كان على حساب الدين وزحزحته عن إدارة الحياة .
أو ممن جالس هؤلاء وأولئك وتأثر بفكرهم من الناشئة المغفلة التي تنشد عمارة الدنيا ولو على حساب الأخرة .
أو من المنافقين الذين برزوا لحرب الله ورسوله والمؤمنين بهذه الأصنام والانتخابات التي هي اليوم عناية بمصالح الناس وتوفير أرقى أنواع الحياة لهم , وغداً تصويت على بناء المسارح والحدائق والمطاعم والجامعات المختلطة وبعد غد تصويت على الحجاب والربا والحفلات الغنائية وبعده تصويت على الاتنخاب والترشيح للنساء كدول الكفر والدول المجاورة التي لا تحكم بشرع الله , وبعده تصويت على الديمقراطية واطلاق الحريات الشخصية للرجال والنساء والشباب والبنات
ليفعل الرجل ماشاء , وتفعل المرآة ما تشاء , ويلتقي الشباب والبنات كيف شاءوا , وكل يعيش على هواه لا على هدى ربه ومولاه .
وهذا الترشيح والانتخاب بدايته وظاهره تحقيق المصالح العامة للأمة ونهايته وباطنه تخريب أخلاق الأمة , وهدم بيت الإسلام وضرب الرأس بالفأس .
وقد مارست هذا العمل الخطر أمم من حولنا وبجوارنا فماذا جنت منه إلا الفرقة والخلاف وتمزيق الصفوف , والحكم بالقوانين ونبذ شرع رب العالمين , ولا زالت تتقلى الضربات والعقوبات في كل حين .
وكيف تكون حال الأمة إذا كان الذي يملى عليها طريقة حياتها اليهود والنصارى ممثلين في طاغوت العصر بوش ومن وراءه من اليهود والنصارى ؟
ويتلقى المغفلون هذا الفكر من أحفاد القردة و الخنازير وكأنه وحى منزل من الله عليهم لتطبيقه والدعوة إلبه في أوساط المسلمين .
لقد ضلوا ... وأضلوا ... وضلوا عن سواء السبيل .
فنربأ بأهل الأيمان والتقوى أن يقعوا فريسة لمخططات اليهود والنصارى , وندعوهم للزوم الدين والهدى , وفي ذلك غنى عن كل فكر وارد يريد أن يجتث شجرة الإسلام بغصن من أغصانها
(( وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ )) [ آل عمران الآية 85]
ونعوذ بالله من شر كل من رشح نفسه أو غيره لتنفيذ رغبات الناس وأهواءهم وشهواتهم , وتهيئة الفرصة لجمع الناس في الأسواق والملاعب والمحافل والصالات والتصوير وسماع أصواتهم وتحقيق شهواتهم .
وهل خلق الله العباد لمثل هذا اللعب والعبث والتمرغ في الشهوات ؟
إن الذي خلق الإنسان حدد عمله ووظيفته بقوله : (( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ )) [ الذاريات الآية 56]

فالواجب الذي كلف به كل مسلم ومسلمه هو تعلم الدين , والعمل بالدين , وتعليم الدين , والدعوة إلى الدين .
وما سوى ذلك قعود على موائد الشيطان , وشغل للأوقات بما يغضب الرحمان , وهجر لموائد الرحمان .
أن الأمة إذا أعرضت عن هذه الأصول الأربعة أو بعضها هانت على الله فاشغلها الشيطان بإضاعة الأوقات والتمرغ في الشهوات , وزين لها حياة البهائم تارة وحياة اليهود تارة وحياة النصارى تارة (( فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً )) [ مريم الآية 59]
أن أحكام الشريعة بينها العلماء الربانيون لا المخدوعين ولا المستاجرين ولا المنافقين , وتنفيذ الأحكام مسؤلية الأمراء الصالحين لا الفاسدين ولا الفاسقين .
فلا حاجة لآراء الناس في الدين , ولا يليق بالأمة أن تأخذ حياتها من أسفل والله شرع لها الدين كاملاً من أعلى , فلله كم جنى هؤلاء على الدين .. وكم جنوا على المسلمين .. وكم أساءوا للإسلام باسم الإصلاح .. وكم أفسدوا ومزقوا صفوف المسلمين ؟
نسأل الله أن لا يزيغ قلوبنا , ونسأله أن يرينا الحق حقاً ويرزقنا أتباعه , وأن يرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنا به كما نسأله سبحانه أن يدفع عنا الفتن ما ظهر منها وما بطن وأن يحفظنا من كيد الكافرين وشر الحاسدين .
وهذه الاتنخابات التي نعيشها فتنة سوف تجر الأمة إلى كل بلاء كما جرت غيرها ممن حولها وسيبوء باثم ذلك كله من دخلها ورشح نفسه لها , ودعا إليها وساندها , وأنفق عليها (( لِيَحْمِلُواْ أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلاَ سَاء مَا يَزِرُونَ )) [ النحل الآية 25])
وهذه بعض الآثار السئية التي ظهرت فيمن حولنا ممن انخداع بها وغر الأمة بالتصفيق لها حتى افجرت الجراحات في صميم دينها وحياتها وأخلاقها ومن ذلك
تمزيق وحدة المسلمين ... ظهور العصبية القبلية .. ظهور الفرق السياسية ... تزكية النفوس .. فشوا الغيبة والنميمة .. قتل الأوقات بالقيل والقال .. تهيئة الفرص للفساد والمنكرات .. فتح أسواق اللهو واللعب .. اختلاط الرجال بالنساء ... إنشاء المسارح للغناء والتمثيل في الأحياء ... استهانة النساء والرجال بأحكام الدين ... استهانة النساء بالحجاب ... الدعوة إلى قيادة المرآة للسيارة ... توظيف النساء مع الرجال يدًءاً بالمستشفيات والسجون والبنوك والمطارات ثم سائر القطاعات ... هجر القرآن و الحديث والانهماك في قراءة الصحف والمجلات التي تفسد أخلاق الأمة , وتخدر الأمة ببعض المقالات الإسلامية .. فشو الزنا والربا والغناء .. نقل حياة الكفار من اليهود والنصارى وغيرهم إلى بلاد الإسلام بواسطة أبناء المسلمين الذين درسوا في الغرب الكافر كأمريكا و بريطاينا وفرنسا وغيرها .. اطلاق الحريات الشخصية .. الحكم بغير ما أنزل الله .. إغلاق المحاكم الشرعية .. فتح المحاكم المدينة الكفرية .. فساء الأخلاق .. استحلال الخمور والفروج .. وفي النهاية اقصاء الدين وتحكم القوانين في بلاد الإسلام .
حقاً إن الأمة لماتركت العمل بوظيفتها وهي الدعوة إلى الله إشغلها شياطين الأنس والجن بضدها وهي الدعوة إلى الأموال والشهوات مكان الدعوة إلى الأيمان والأعمال الصالحة (( وَمَن يَكُنِ الشَّيْطَانُ لَهُ قَرِيناً فَسَاء قِرِيناً )) [ النساء الآية 38]
أن الأمة إذا سارت خلف الأنبياء والرسل والسلف الصالح سعدت في الدنيا ثم وصلت إلى الجنة , وإذا سارت خلف الكفار من اليهود والنصارى والشياطين والمنافقين شقيت في الدنيا ثم وصلت إلى النار (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوَاْ إِن تُطِيعُواْ فَرِيقاً مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ يَرُدُّوكُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ وَمَن يَعْتَصِم بِاللّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ )) [ آل عمران 101 ]
وهذه الانتخابات بداية التحول من الحق إلى الباطل .. ومن الطاعات إلى المعاصي .. ومن حكم الله ورسوله إلى حكم الجبت والطاغوت ... ومن النور إلى الظلمات .. وماذا بعد الحق إلا الضلال فاعتبروا بمن حولنا يا أولي الأبصار .
قال النبي صلى الله عليه وسلم : " لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا حجر ضب لدخلتموه "
فإلى الله المشتكى من قوم العالم منهم مغرر بعلمه ..والقوي متحكم بهواه ... والفاجر متمسك بفجوره .. والقادر متسلط بقوته , والمسلم غافل عما يراد به , والصالح مشغول بنفسه لاه عن غيره .. والكافر معرض عن ربه. إن طريق النجاة الاعتصام بالله والتمسك بكتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وعدم الالتفات إلى ما سوى ذلك هذا ما أحببت أن أقوله (( إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ )) [ هود الآية 88]
اللهم احفظ بلاد الحرمين الشريفين من كل سوء وفتنه , واحفظ له دينها وأمنها وعزها .
ومن أبى إلا الاصرار والأستكبار , وأعرض عن وحي ربه, وتبع الكفار من اليهود والنصارى وأمثالهم فهؤلاء نقول لهم كما قال الذي آمن (( فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ )) [ غافر الآية 44]

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
وصلى الله وسلم على نبينا وعلى آله وأصحابه أجمعين


المستنصر باالله