|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
![]() |
#11 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Mar 2010
البلد: السودان
المشاركات: 117
|
إلى أخي الفاضل [مهندس دايخ] وفقني الله و إياه إلى ما يحب و يرضى أقول :
لا أظن أحدا ألبتة -سواء كان مغترا بمثل هذه المظاهرات أو لا- ينكر وجود ظلم و فساد في بلاد التوحيد السعودية ، بل لا يمكن لأحد أن ينسب الكمال للدولة ما ، لكن محل الخلاف هو هل المظاهرات أولا خرجت لأجل إصلاح شرعي أم لا ؟ ثم لو كان الغاية المراد تحصيلها منها شرعية فهل هي وسيلة شرعية أم لا ؟ و لكن بشكل عام يقال : قد أفتى أئمة لأهل السنة في بلاد التوحيد السعودية و غيرها أن المظاهرات محرمة و إن كانت الغاية منها شرعية . و يكفي في بيان حرمتها أن طريقة محدثة لم تكن موجودة عند السلف الصالح الذين قال فيهم رسول الله صى الله عليه وسلم كما في الصحيحين : "خير الناس قرني ثم الذي يلونهم ثم الذين يلونهم" فلو كان خيرا لسبقونا إليه . فكيف إذا و إنه سيترتب عليها من المفاسد ما الله به عليم و قد ذكرت شيئا يسيرا منها في ردي السابق في هذا الموضوع . فإن قيل : إذن فما هي الطريقة الشرعية للإصلاح ؟ فيقال : من رأى من اميره منكرا سواء كان تعديا على حقه أو على حق غيره و أراد أن يناصحه فليناصحه بالطريقة التي بينتها الشريعة كما جاء في السنة لابن أبي عاصم و غيرها : "من أراد أن ينصح ذي سلطان فلا يبده عانية فليأخذبيده و ليخلو به فإن أخذ منه فذاك و إلا فقد أدى الذي عليه" فأما إن لم يحصل ما أراده فقد بين لنا رسو الله صى اله عيه و سلم كيف نتصرف في مثل هذه الحال : ثبت في الصحيحين من حديث ابن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إنكم ستلقون بعدي أثرة" هذا خطاب لأهل الدنيا أي ستجدون حكاما يستأثرونكم على أموالكم و أراضيكم ، "و أمورا تنكرونها" و هذا خطاب لأهل الدين ، (قالوا فماذا تأمرنا يا رسول الله ) قال : "تؤدون الحق االذي عليكم و تسألون الله الذي لكم" هذ الذي يجب أن يفعله المسلم و لا يزيد على ذلك ، و في حديث أسيد في الصحيحين قال : "فاصبروا حتى تلقوني على الحوض" كأنه جواب على سؤال (إلى متى) قال : "فاصبروا حتى تلقوني على الحوض" و لابد أن يعلم أخواني أن حكامنا من جنسنا فكما نكون يولى علينا كما قا تعالى : {كذلك نولي بعض الظالمين بعضا بما كانوا يكسبون} إذا ما إن ترى الظلم في الولاة فاعلم المحكومين قد ظلموا . يقول الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه مفتاح دار السعادة في المجلد الثاني في الصفحة السابعة و السبعين بعد المائة : و تأمل حكمته تعالى بأن جعل ملوك العباد و أمراءهم و ولاتهم من جنس أعمالهم ، بل كأن أعمالهم ظهرت في صور ولاتهم و ملوكهم ، فإن استقاموا استقامت ملوكهم و إن عدلوا عدلت عليهم و إن جاروا جارت ملوكهم و ولاتهم ، و إن ظهر فيهم المكر و خديعة فولاتهم كذلك ، و إن منعوا حقوق الله لديهم و بخلوا بها منعت ملوكهم و ولاتهم ما لهم عندهم من الحق و بخلوا بها عليهم ، و إن أخذوا ممن يستضعفونه ما لا يستحقونه في معاملتهم ، أخذت منهم الملوك ما لا يستحقونه و ضربت عليهم المكوس و الوظائف ، و كل ما يستخرجونه من الضعيف يستخرجه الملوك منهم بالقوة ، فعمالهم ظهرت في صور أعمالهم ، و ليس في الحكمة الإلهية على أن يولي على الأشرار الفجار إلا من يكن من جنسهم ، و لمَّا كان الصدر الأول خيار القرون و أبرها كانت و لاتهم كذلك ، و لما شابوا شيبت لهم الولاة ، فحكمة الله تأبى أن يوليَ علينا في مثل هذه الأزمان مثل معاوية عمر بن عبد العزيز فضلا عن مثل أبي بكر و عمر ، بل ولاتنا على قدرنا و ولاة من قبلنا على قدرهم و كل الأمرين موجب الحكمة مقتضاها ..إلى أخر كلامه رحمه الله . فظلم العباد هو سبب كل بلاءؤ يحصل لهم يقول تعالى : {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ } تعالى : {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} و يقو تعالى : { ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} و قد جاء في مسند الإمام أحمد أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : "و جعل الذل و الصغار على من خالف أمري" إلى غير ذك من الأدلة التي بينت أنه ما الذنوب و المعاصي هي أساس كل بلاء . و عليه من اراد الإصلاح فعليه أن يصلح العباد بارجوع إلى دين ربهم و الاستغفار من ذنوبهم حتى يرضى عنهم ربهم فيصلح لهم حام و يرفع عنهم الفساد و البلاء . هذا و جزاكم الله خيرا |
![]() |
الإشارات المرجعية |
أدوات الموضوع | |
طريقة العرض | |
|
|