[فيتامين]

كانت هذه الأيام في المنتدى أيام مليئة بالحوار الحي والنقاش الماتع الذي هو في الحقيقة يمتع ويؤنس .. ويغذي عقولا ويثري أنفسا ..!
فلربما طالب البعض بحذف المواضيع التي تخالف رأيه وماهكذا تورد ياسعد الإبل إن الإختلاف من طبيعة البشر ومن صادم الطبيعة صادم نفسه يوما ما..!

فمن خلال حوار الأعضاء عن (العبيكان)ظهرت بعض المغالطات والإتهامات للأسف..والسببب إختلاف وجهات النظر..!
والكل من يبحث عن الحقيقة والفلاح..
ومنذ ثلاثة أيام وأنا أتابع المنتدى بنهم وشوق علي أن أجد جوابا شافيا كافيا علميا.. إتصلت على بعض المشايخ الفضلاء شاورتهم في الموضوع فأرشدوني وأجابوني فجزاهم الله خيرا..

بدأت أبحث وأبحث حتى سقطت عيني على بعض المؤلفات الجميلة إقتطفت منها ماأظنه جوابا شافيا لحوارنا وهو:


هل ذكر مغالط (العبيكان)غيبة ؟
ومتى تكون ذكر مثالبه غيبة ؟

فلسنا نختلف على مجانبته للصواب في فتاويه الأخيرة ومخالفته لعلمائنا الأجلاء كفتاويه فـ(طاش ماطاش ـــ الجهاد في العراق ــ تقنين القضاء ) وغيرها..
ولكن الإخوة الذين وافقوا (مؤمن آل فرعون)في حرمة غيبة المسلم..؟

فهل ذكر مغالط (العبيكان)غيبة ؟
ومتى تكون ذكر مثالبه غيبة ؟
أظنه هذا مربط الفرس في حوارنا ونقطة الخلاف...!

أترككم مع بعض النقول التي أتمنى أن تكون حلا وخروجا من الخلاف ونقطة إتفاق للجميع يرجع فيها الطرفين عن ماكانوا يقولون..
فهذا والله ما نتمناه بدلا من أن تأخذنا العزة بالإثم...ونتراشق التهم واللعنات..!



قال الحافظ ابن رجب الحنبلي – رحمه الله - في كتابه[ الفرق بين النصيحة والتعيير ]

(اعلم أن ذِكر الإنسان بما يكره محرم إذا كان المقصود منه مجرد الذمِّ والعيب والنقص.

فأما إن كان فيه مصلحة لعامة المسلمين خاصة لبعضهم وكان المقصود منه تحصيل تلك المصلحة فليس بمحرم بل مندوب إليه.

وقد قرر علماء الحديث هذا في كتبهم في الجرح والتعديل وذكروا الفرق بين جرح الرواة وبين الغيبة وردُّوا على من سوَّى بينهما من المتعبدين وغيرهم ممن لا يتسع علمه.



ولا فرق بين الطعن في رواة حفَّاظ الحديث ولا التمييز بين من تقبل روايته منهم ومن لا تقبل، وبين تبيين خطأ من أخطأ في فهم معاني الكتاب والسنة وتأوَّلَ شيئاً منها على غير تأويله وتمسك بما لا يتمسك به ليُحذِّر من الاقتداء به فيما أخطأ فيه، وقد أجمع العلماء على جواز ذلك أيضاً.)
فمن هنا نقول أن الشخص إذا كان نقده للعبيكان بهذه الطريقة فلا حرج متجنبا الذمِّ والعيب والنقص والسخرية..!
بل مندوبا إليه كما قال ابن رجب رحمه الله..

ومن الأشياء المهمة قول شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله : " ومعلوم أننا إذا تكلمنا فيمن هو دون الصحابة، مثل الملوك المختلفين على الملك والعلماء والمشايخ المختلفين في العلم والدين وجب أن يكون الكلام بعلم وعدل، لا بجهل وظلم، فإن العدل واجب لكل أحد وعلى كل أحد، في كل حال، والظلم محرم مطلقا لا يباح قط بحال قال تعالى : {ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى} [سورة المائدة الآية :8 ].
فيتجنب الشخص بنقده العبيمان تقويله مالم يقل أو الكذب عليه أو رميه بصفات ليست فيه..!

وقال الشيخ عبدالله الغنيمان حفظه الله في كتابه (الهوى وأثره في الخلاف)
(وكذلك بيان غلط من غلط في رأي رآه في أمر الدين من المسائل العلمية والعملية .
فهذا إذا تكلم فيه الإنسان بعلم وعدل وقصد النصيحة، فالله تعالى يثيبه على ذلك، لا سيما إذا كان المتكلم فيه داعيا إلى بدعة فهذا يجب بيان أمره للناس، فإن دفع شره عنهم أعظم من دفع شر قاطع الطريق .)

__________

بعض الإخوة والأخوات من فرط حماسه ربما رمى الشيخ بتهم وكلمات ينزه عنها المسلم بله (طالب العلم) فأنقل كلاما للذهبي رحم الله :

قال الإمام الذهبي في ترجمة الإمام محمد بن نصر المروزي : ( و لو أنا كلما أخطأ إمام في اجتهاده في آحاد المسائل خطأً مغفوراً له قمنا عليه و بدَّعناه ، و هجرناه ، لما سلم معنا ابن نصير ، و لا ابن مندة ، و لا من هو أكبر منهما ، و الله هو هادي الخلق إلى الحق ، هو أرحم الراحمين ، فنعوذ بالله من الهوى و الفظاظة ) [ سير أعلام النبلاء : 40/14 ] .
ويقصد من هذا أنه على الناقد أن لايرمي المخالف بتهم جزاف تضره ولاتنفعه ..!

____________

ونلاحظ الشماتة من بعض الإخوة في منهج (العبيكان) وهذا مخالف لهدي السلف قال ابن رجب رحمه الله في كتابه السابق :

(وفقد أخرجه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي من وجوه متعددة .
وأخرج الترمذي من حديث واثلة بن الأسقع عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لا تُظْهِر الشماتة بأخيك فيعافيه الله ويبتليك " . وقال : حسن غريب .
وخرَّج أيضاً من حديث معاذ مرفوعاً : " من عيَّر أخاه بذنب لم يمت حت يعمله " وإسناده منقطع .
وقال الحسن : ( كان يقال : من عيَّر أخاه بذنب تاب منه لم يمت حتى يبتليه الله به "
ويُروى من حديث ابن مسعود بإسناد فيه ضعف : " البلاء موكل بالمنطق فلو أن رجلاً عيَّر رجلاً برضاع كلبة لرضعها " .
وقد رُوي هذا المعنى عن جماعة من السلف .
ولما ركب ابن سيرين الدَّيْن وحبس به قال : ( إني أعرف الذنب الذي أصابني هذا عيَّرت رجلاً منذ أربعين سنة فقلت له : يا مفلس ) .اهـ


______________________

(إضــــــــــــــــــــــــــــــــــــاءة)

و ما أبلغ و أحكم قول معاذ بن جبل فيما رواه عنه أبو داود بإسنادٍ صحيح : ( و أحذركم زيغة الحكيم ، فإن الشيطان قد يقول كلمة الضلالة على لسان الحكيم ، وقد يقول المنافق كلمة الحق ، قال الراوي : قلت لمعاذ : ما يدريني – رحمك الله – أن الحكيم قد يقول كلمة الضلالة ، و أن المنافق قد يقول كلمة الحق ؟ قال : بلى ، اجتنب من كلام الحكيم المشبهات التي يقال لها : ما هذه ، و لا يثنينك ذلك عنه فإنه لعله أن يراجع ، و تلقّ الحق إذا سمعته فإن على الحق نوراً )

_______

أتمنى أن يكون هذا البحث لملم شتاتا وحل شيئا من مسائل الخلاف بيننا
بأقوال العلماء الأجلاء..

وقد إجتهدت أن يكون جامعا شاملا لمادار بيننا في الأيام السابقة ..!

اللهم علمنا ماينفعنا وانفعنا بما علمتنا ياعليم ..,

محبكم:
فيتامين..,,