[شاكر الحصني]

بسم خالقي ورازقي وحافظي



آهات من بشر.....تشكي مابها من ألم وكدر ...... الناس نيام وهي في سقر.... تصارع الونات لعلها تجد المفر

هذه العبارات رافقت شفتاي وأنا في طريق الرجعة حيث أخذني شاب خلوق إلى المستشفى المركزي الذي

كان بمثابة بيته الثاني فكثيرا ما كان يرقد فيه بسبب مرضه المزمن , أقترح عليّ في ـ أحد الأعياد ـ أن نزور المرضى ونبارك لهم ونعيش معهم الفرحة , وافقت على اقتراحه الإنساني .

ركبت معه والفرحة تغمرني ونحن نسير بسيارته قال لي لماذا لا نخصص يوما في الأسبوع لزيارة المرضى حيث هناك الرحمن يتواجد مع كل مريض فمن عاد المريض

فكأنما عاد الله سبحاه وتعالى كما في الحديث القدسي ( يابن آدم : مرضت ولم تعدني فيقول كيف أعودك وأنت رب العالمين ,فيقول مرض عبدي فلان أما تعلم أنك لو عدته لوجدتني عنده )يوم القيامة .

وبعد الحديث عن فوائد وآداب زيارة المريض أغلقنا أبواب السيارة ودخلنا باب المستشفى وإلى الطابق الثاني مباشرة , هناك رأيت مالم أره من ذي قبل أطفال وشباب وعجائز تستغيث الرحمن طالبة إياه بالشفاء العاجل أو بقليل من التخفيف مما تشتكيه.



ومن تلك المشاهد شاب يتقلب يُمنة ويُسرا صارخا بصوته المبحوح .آه. آه . فكل جنب كان اشد ألما من الآخر ,عندما شاهد طيفنا بعينه المغطاة بغشاوة الألم خاطبنا أطلبوا من الممرضة أن تعطيني إبرة لعلي أجد الراحة أسرع صاحبي إلى الممرضة ونقل لها رسالة المريض , الممرضة الآسيوية ترفض صارخة أعطيّته وحده منذ قليل خلاص ما فيه .



وإلى الآن لا أستطيع نسيان ذاك الشاب المحروق ذو الوجه الأسود (المشوي) الذي كان لا يُرى من ملامحه شيئا ولولا عملية الشهيق والزفير لقلتُ عنه أنه من عداد الأموات.



وذاك الطفل الذي رافق السرير أكثر من ألعابه وذاق مرارة الأدوية أكثر من حلاوة الحلويات والشوكلاته وشعر بعطف الممرضات أكثر من عطف وحنان والدية فمنذ أكثر من أربع سنوات وهو لم يرى بعينه البريئتان الدنيا .



أخي العزيز / قم بزيارة المرضى فهناك

سوف تتحسس تاج الصحة والعافية وتعرف قيمتهما

وسوف تسجد لله شكرا على السلامة .

وسيبتهج كل مريض بزيارتك.



زرّني يا نظيري وقتل وحشتي ...ورُسم على شفاهي بسمتي ... فأنت أخي ودواء علتي .

رسالة من مريض