|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
27-04-2011, 02:25 AM | #1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Aug 2007
البلد: !!!
المشاركات: 2,024
|
رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة ..!
ويظل الإصلاح هاجسا لكل من يحمل هم هذا الدين ويظل هدفا ينشده كل غيور إلا أن الكثير يخطئ في سلوك الجادة الموصلة إليه .
فالمتقوقع على نفسه المغلق باب بيته مع حاجة غيره له هو تماما كالذي تجاهل محيطه وبيئته ليوصل دعوته عبر الأقمار والأفلاك البناء الذاتي هو أول لبنة في بناء المجتمع وهو الطريق الصحيح للنهوض بالأمم إذ الأمم والمجتمعات مجموعة من الأفراد تصلح بصلاحها وتفسد بفسادها . وإن الطريق لداعية الإصلاح هو الطريق الفردي بداية حتى تشب وتقوى الدعوة ثم ينطلق نحو إصلاح ودعوة الأمم ومن تأمل المنهج النبوي والدعوة المكية وجد أنها بدأت ضئيلة خافتة فردية أمضت على ذلك سنين عديدة ثم لما قويت وأمنت حصنها الداخلي بدأت بدعوة الأمم الأخرى ومن ثم مقارعتها حال عدم استجابتها بكل عزم وحزم وقوة ومن عبر التاريخ أن القوي قد يضعف والضعيف قد يقوى ولا ينكر أن الدعوة الإسلامية على مر العصور مرت بمنعطفات كثيرة وأحوال متعددة قوة وضعفا وكبتا بل ولولا تكفل الله بحفظها لما وصلت إلينا كما هي الآن إذ أنها مرت بفترات كانت تنحر فيها من الوريد إلى الوريد والمتأمل تاريخ الأمم عموما وجد أن البقاء دائما للقيم والمبادئ حتى ولو فني دعاتها فهي إن أمييت أصبحت بذرة لا تفسد مع مرور الزمن حتى يأتي من يسقيها ويخرجها من جديد وان الدين الإسلامي كله قيم ومبادئ أقرها العقل والمنطق وأكد عليها الكتاب والسنة ومن المحال أن تفنى أو تقطع من جذرها لحفظ الله لها أولا ولأنها دعوة عقلية منطقية تراعي مصالح المخلوق أيا كان حتى ولو كان غير منضوٍ تحت لوائها . إذا فطريق الإصلاح الحقيقي هو الامتثال لكل ما ثبت عن الشرع وتطبيقه واقعا ملموسا على معتنقيه يقرأه الناس فيهم قبل أن يسمعوا منهم وحتى نوائم بين أخلاق الإسلام ومعتنقي الإسلام بمعنى أن يكون كل مسلم إسلاما يمشي على الأرض بمظهره وأخلاقه وتعامله مع ربه وبني جنسه حينها ربما لن نحتاج إلى الحديث عن الإسلام وعن الدعوة إليه لأن خير دعوة وخير حديث هو امتثالنا , ولا يغيب على كثيرٍ منا أن معظم البلدان الآسيويه والأفريقية لم تدخل الإسلام لا عن طريق فتح ولا دعوة إنما دخلت تأثرا بأخلاق التجار المسلمين الذين كانوا يمتثلون الاسلام امتثالا حقيقيا بل وان نسبة أولئك أضعاف نسبة من دخلوا عن طريق الدعوة أو الفتح وهذا لا يقلل من شأن الفتوحات الإسلامية فهي ضرورة حال الحاجة إليها . الخلاصة أن الهاجس لدى كثيرٍ منا هو النهوض بالأمة ومن ضرب المحال أن يحاول المرء النهوض بالأمة وهو لم يقوم نفسه ولم ينهض بها فرحلة الألف ميل تبدأ بخطوة ..!
__________________
مَـنْ يـُعَـمّـَرْ يـَجِـدْ أَحِـبّـَاءَهُ فِـيْ الأَرْضِ أَوْفـَى مِمَّنْ عَـلَيْـهَا وَأَحْـنَـى ..!
|
الإشارات المرجعية |
أدوات الموضوع | |
طريقة العرض | |
|
|