[بندر 1430]

شباب كثر .. تمضي بهم الأيام وهم يعملون .. يجمعون المال .. يضعون الريال فوق الريال .. ويحرمون أنفسهم ما تشتهي .. فقط لكي يأمنوا مستقبلاً جميلاً مع من إمتلكن جلّ تفكيرهم .. و أحلامهم ..

هذا يصحو باكراً و الناس لا تزال نائمة يسابق أشعة الشمس في إشراقتها .. يمنح بروحه الفتية أملاً للحياة بإذن خالقه .. لا يوقفه عن سعيه سوى لحظات قليلة تختلي فيها روحه مع الرزاق ..

وذاك تشاهده و هو يبتسم و يشكر ربّه .. ربّي زدني من فضلك .. وبيده ريالات جمعهن حتى آخر ساعة من النهار .. يذهب بهن إلى بيته ليضعهن في مكان آمن .. حتى تأتي من يستطيع بهن منحها حياة آمنة مطمئنة ..

آه .. من أحلام الشباب .. كم سلبت من أعينهم النوم و من قلوبهم إنتظام النبضات ..

وهل كان حلم الشاب الفتي الصابر الواثق من توفيق ربّه له العازم على تحطيم الحواجز يوماً إلا مفتاحاً لما يصبوا إليه و أداة لإسعاد و إستقرار من يريدها ملكة لقلبه؟

آه وما أجملها من دقائق مع شريكة الحياة حينما تجمعها مع زوجها في بيت أُسّس بعرق جبينه ..

لكن .. و ما أقسى ما بعد لكن ..

حين يصطدم ذلك الشاب النادر بحواجز من صنع من كان ينتظرها زمناً طويلاً ..
حين تأتي هي و تحطّم مجاذيفه ..
حين تطلب ما لا يستطيع تقديمه ..
حين تنعته بالفقر .. و تصفه بالبخيل .. وهو لا يملك سوى ما كان يظن بأنه سيكون كافياً لستر بيته ومن يسكن فيه حتى حين ..

شباب كثر .. وقعوا ضحايا للديون .. و من بعدها رمتهم أطماع زوجاتهم في السجون ..

تُرى لما يتعرّض ذلك الشاب الذي كانت تغار أشعة الشمس منه لمثل تلك المشاكل؟

تُرى هل سيستمر ذاك الشاب في دعاء خالقه بأن يزيده من فضله بعد أن كان شاكراً له؟ أم أنّه سينحرف و يبتعد عن كل ما كان سبباً في سعادته؟

أيام قليلة تفصلنا عن إجازة الصيف .. موسم الأعراس ..
لذا .. أود نصح كل أخت عبر هذه المشاركة بأن تكون عوناً لزوجها لا عوناً لمصاعب الدنيا عليه ..

أنصحها بأن ترضى بالقليل حتى يأتيها الكثير .. ولا تطلب المستحيل منه فتنقلب حياتهما إلى جحيم لا يطاق ..
أنصحها بأن تكمل معه مشواراً بدأه .. لا أن تقطعه فتخسره و يخسر هو حياة أحبها من أجلها ..

.
.

وفق الله الجميع لما يحب ويرضى ..