|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
05-07-2005, 02:15 PM | #1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jan 2003
المشاركات: 8
|
بين الشيخ سفر و أبو فهد العلوان ...
احبتي في منتدى بريده ستي ، انقل لكم هذا المقال من اجل الوفاء المتحتم علينا تجاه من تركوا بصمات لها تأثير علينا ...... وهوللكاتب / عبد الله العياده ...
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله .... .................................................. ............................ الأشياء التي يملكها المرء كثيرة ، وهذه الأشياء تختلف من حيث الأهمية ، فتجد المرء يحافظ على الشيء المهم ، ويدافع عنه ، بل ويفني عمره في المحافظة عليه ، وذلك الشيء هو حياته ، وما يكون فيها من متغيرات مذهله ، وهناك أمر آخر ، أن المرء يبرر لنفسه فعل الشيء الذي يراه منطقيا ، في المحافظة على حياته ، بغض النظر عن الوسيلة التي يسلكها لبلوغ هدفه . وتجد أن الناس يلتفون حول المرء حسب الوسيلة التي يسلكها في الوصول إليهم ، مع المحافظة على حياته من خلالها . فكلما كانت الوسيلة مقربة إلى الله ، كان القرب أكثر ، وأنت تجد هذه الفوارق ماثلة أمام العين ، إن أمعنت النظر بكل تمعن ، مع تأمل الأمثلة الدالة على ذلك . الذي اوجد هذه المقدمة ، الأحداث المثيرة التي مرت خلال الأيام الماضية ، وارتبطت بأشخاص بأعيانهم ، تجلى فيها هذا المبدأ الذي ذكرنا ، وهو بذل المرء ما في وسعه للمحافظة على حياته ، بعد مماته ، من خلال عمله ، ولكن ، ما الحياة التي تقصد ..؟ سؤال ظريف .. الحياة تنتهي ، أليس كذلك ..؟ إذا ما الذي يبقى للمرء بعد انتهاء الحياة ..؟ في الدنيا خلود الذكر ، مع الترحم كلما مر في مجلس ذكره ، وفي الحياة الآخرة ينجومن هول القيامة ويعتق نفسه من النار ، إذا بانت لك الفكرة . فبعملك الذي تقدمه تنجو، أو به قد تهلك . سأذكر لك ثلاث نماج متباينة توضح لك هذا المعنى ، اثنان بأعيانهم ، ومثال عام . وهذه الأمثلة بينها تباين بالأخذ بالأسباب ، الموصلة إلى السعادة المنشودة ، والعجيب ، كل يرى انه هو على الحق ، والفيصل هنا ، هو تفاعل الناس مع هذا الشخص ، سلبا وإيجابا ، فأنت تستطيع أن تحكم على فعلك الظاهر للناس ، من خلال تفاعل الناس معك ، وتأثرهم بفعلك وقولك ، لان نتيجة فعلك أو قولك موجهة إليهم ، ولمصلحتهم . إذا سأذكر لك النماذج التي مرت أحداثها ، خلال الأيام الماضية ، لتحكم أنت بنفسك ، وتتأمل كيف تكون ثمار الأعمال ، إما مقربة أو مبعدة ، مع ملاحظة أن لنا الظواهر نحكم من خلالها ، أما البواطن فلها عالم السر والخفيات ، ولكن تذكر أن الظواهر تكن عناوين مترجمة لما تكن البواطن . أجمل الأعمال ، تلك الأعمال التي تستمر مع الناس ، حتى في اللحظات الأخيرة من الحياة ، وقبل أن يسدل الستار عليه ، عندما تنتهي المدة الممنوحة على مسرح الحياة . هذا العمل هو عمل صاحبنا ، النموذج الأول ، وهو أبو فهد العلوان ( رحمه الله ) قد تقول وما الغرابة في ذلك ..؟ سؤال وجيه .. هذا الرجل هل تصدق انه يعمل في هذه المهنة الشريفة الإنسانية لأكثر منذ أربعين سنه ، ياه .. أربعين سنه ..؟ نعم .. وهو يشرف على الجنائز في بريده ، تغسليا وتكفينا وتلحيدا في القبر ، أربعين سنة وهو يقلب الموتى ، وشاهد ورصد أحداثا مفزعة وأخرى سارة ، ومع الأسف الشديد طويت معه في لحده ، لم يعلم بها احد ، ولم يتجرأ احد أن يسأله عنها ، ولا ادري ماهو السبب ..؟ قد يكون التراخي من بعضنا ، كل جنازة نراه نقول غدا نسأله ، حتى مر الوقت سريعا ، وإذا به يذوق نفس الكأس ويرحل ، لتصعقنا المفاجأة برحيله . تعال معي أسوق لك مشهد جنازة هذا الرجل ــ وهي الشاهد من حديثنا عنه ــ كيف كانت ، بدأت تفاصيلها منذ اللحظات الأولى لخبر فراق روحه حسده ، فقد انهالت رسائل الجوال يمنا وشمالا ، فلم تدع جهاز في بريده وأطرافها إلا دخلته ، فانتشر خبر وفاته ، كالنار في الهشيم ، فسمع به القاص والدان ، عندها تدافع الناس ظهر يوم الاثين إلى جامع الإمام / محمد بن عبد الوهاب بمدينة بريده ، بشكل لم يسبق له مثيل ، وامتلاء المسجد لأول مرة منذ افتتاحه ، ترى لماذا فعل الناس هذا مع هذا الرجل ..؟ ماهي مؤهلاته ..؟ ومن هو ..؟ هو رجل بسيط عامي ، لكنه امتلك شيئا قد لايقدر عليه الكثيرون ، ظهرت نتائجه يوم جنازته ، وسار الناس خلفه ،وهو رجل عامي ، في لهيب الشمس ، وحرارة الصيف ، وعمله فقط انه يغسل الموتى ويكفنهم ويلحدهم ، فما الذي أتى بهم ..؟ وأين يكمن السر ياترى . ؟ أتراه ، نفس الحديث ،، ياجبريل إني أحب فلان ، فأحبه ..؟ وهو الشئ الذي لايستطيع أن يفعله الكثيرون . سألت احد المشيعين ، في المسجد ، ما الذي جاء بهولاء إلى هذا الرجل العامي ، يبدو أن هناك أمرا آخر ، تخيل أكثر من أربعين سنة ، وهو يهتم بموتى سكان مدينة بريده وما حولها ، أي قد لا يوجد بيت في بريده إلا وهذا الرجل قد غسل أو كفن أو لحد لهم ميتا ، فصار لهم ارتباط بهذا الرجل ، وأنا واحد منهم ، فقد غسل والدي وكفنه ، إذا هناك دعوات خفية مع حب لهذا الرجل البسيط ، ظهرت نتيجتها ، يوم وفاته ، حينما زحفت تلك الجموع العظيمة خلف جنازته ، أبى الله إلا أن يظهرها ، فهل تستطيع أنت أن تفعل نفس الشيء ، وتجمع الناس في جنازتك ..؟ أو أن تجعلهم يحبونك ..؟ جرب .... النموذج الآخر ، وهو لرجل لايزال على قيد الحياة ، حتى لحظة كتابة هذا المقال ، فقد تناقلت رسائل الجوال وبسرعة مذهلة ، تلتها بعض وسائل الإعلام ، خبر تعرض الشيخ الدكتور العلامة الداعية أبو عبد الرحمن / سفر بن عبد الرحمن الحوالي ، للعارض الصحي ، المفاجئ ، هذا الخبر هز كياني ووجداني ، كغيري من الناس ، والدليل ذلك السيل المنهمر ، من رسائل الجوال التي داهمت جوالي ، فلم تتسع الذاكرة لحملها ، يشعرك أن الرجل ، ليس بالرجل العادي ، ولكن الذي خفف الألم الذي خيم علينا ، هو ذلك الفيض الهائل من التعاطف من شرائح المجتمع الإسلامي ، داخل وخارج المملكة ، يعطيك تأكيدا لذلك الحب الصادق الذي يمنحه الناس لأولئك الأشخاص الذين يحملون همومهم ، ويدافعون عن قضاياهم ، وشيخنا أبو عبد الرحمن ، نحسبه والله حسيبه ، دافع عن قضايا الأمة بلسانه وقلمه ، والدليل على صدق جهاده ، هذا الزخم الهائل من المشاعر المتدفقة التي غمرت الشيخ مؤطرة بسيل مدرار من الدعاء والتضرع للعلي القدير سبحانه وتعالى ، أن يمن عليه بالشفاء العاجل . إذا السؤال الذي يفرض نفسه ، ماهو السر في تدفق هذه العواطف ، والمحبة لهذا الرجل ..؟ هل اجبروا على بث هذه المشاعر ..؟ لدرجة أن تسجل قناة المجد سابقة ، تحسب لها في نشرة الأخبار ، حيث تجعل من خبر الشيخ ، أول خبر لها في نشرتها الرئيسية ، مساء يوم الجمعة ، الموافق ، 3/5/1426هـ ، وهذا في ظني لم يحدث أبدا ، بان جعل خبر داعية إسلامي ، يتصدر النشرة الإخبارية ، وهي سابقة لم تسبق المجد إليها ، فلهم منا كل الدعاء بالتوفيق والسداد ، على هذه اللفته الرائعة . أذا قد يكون البحث عن الأسباب التي تجعل الناس يحيطونك بالحب الصادق بدون مقدمات هو ذلك الخيط الرفيع الخفي ، الذي يربطك بالله سبحانه وتعالى ، وما تقدمه أنت لدين الله ، على حسب قدرتك ، وهو بالتالي احد الأسباب التي تجعل لك الأمان ، يوم العرض الأكبر، لأنك قدمت الوقاية لنفسك ، وأحييتها ، الحياة الأبدية . وهي التي نقصد . وفي نفس الوقت ، من الجهة المقابلة ، ترى ابتعاد الناس عنك ، وقد يمطرونك بوابل من سيل الدعاء عليك ، والسبب ، ما تقدمه ، وتزعم انه صحيحا ، ولكن العكس الصحيح ، فالناس لايتفقون على شيء إلا إذا كان صحيحا ، لأنهم قد رفضوا فكرتك جملة وتفصيلا ، حتى وان اعتليت ارفع المناصب ، وكنت أغنى الأغنياء ، ولو كنت تتخذ قرارا ، هذه لاينفع ، وقد يكون في هذا العمل هلكتك ، وأنت تظن أن فيه نجاتك ، ومصداق ذلك قول الحق تبارك وتعالى : ( قل هل ننبئكم بالاخسرين أعمالا ، الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا ، وهو يحسبون أنهم يحسنون صنعا .. الكهف.) . إذا نتيجة الفعل أو القول ، تحكم عليها من خلال ردة فعل المتلقي ، سلبا أو إيجابا . هذه هو المثال الثالث ، الذي أردت أن اعرضه عليك ، فكثير من هولاء ، يقدم ما يفسد المجتمع ، ويغلفه بثوب الناصح ، ولا يدري أن فعله هذا سينعكس عليه سلبا ، بعد ذلك ، ومنهم من حصد نتيجة الفعل وهو على قيد الحياة ، إما كرها من المتلقين لما يطرح ، مع الدعاء عليه ، أو تحل به مصيبة ، أو قد يجد ذلك أمامه إذا قدم على ربه ، وهذا هو الأخطر . إذا المسألة يا اخي كيف اعتق حياتي ، وأنجو بها ، أذكرك ، بجنازة الرجل العامي البسيط ( أبو علوان ) الذي تدافع الناس في جنازته ، وهو لايملك من الدنيا ، إلا تلك الابتسامة والتحية التي يلقيها على الناس ، وهم يسألونه عن قبر معين ، وأيضا لماذا أحاط الناس ، شيخنا الفاضل أبو عبد الرحمن ، بهذا الحب الصادق ..؟ فلا تستغرب إذا رأيت الناس يتواصون بالدعاء على احدهم ، وعبر رسائل الجوال ، بنفس القوة التي تجعلهم يتواصون بالدعاء للشيخ سفر بالشفاء العاجل ، هناك خيط رفيع ، من يفطن له ..؟ إذا فتش عن عملك وقولك ، ومدى قربه من الله ..؟ وإذا أردت أن تعرف نتيجة ذلك ، انظر إلى تفاعل الناس مع ما تقول أو تفعل ،، والموعد يوم الجنائز ..... أخوكم عبد الله بن عبد الرحمن العيادة |
الإشارات المرجعية |
أدوات الموضوع | |
طريقة العرض | |
|
|