[الفارس الملثم]

في ظهيرة يوم جميل .. مرصع بلآلئ المتعة .. تزينه البسمة والهدوء .. وينعشه صوت

الأطفال .. ما بين صارخ وضاحك وباكٍ ..ويطربه أنس العائلة وبهجتها ..

انطلق صوت الهاتف .. معلنا ورود مكالمة وانتظار من متصل مِن مَن يريده ..

رُفعت السماعة ..

المتصلة : السلام عليكم ..

المـُتـصل عليه : وعليكم السلام ..

المتصلة : (( بصوت خافت ومن غير المألوف )) كيف حالكم أأنت فلان ..؟؟

المـُتـصل عليه : بخير ولله الحمد .. نعم أنا فلان ..

المتصلة : أين والدتك ..؟؟

المـُتـصل عليه : ينادي والدته : أمي خالتي على الهاتف تريدك ..

تكلم الأم أختها وتسلم عليها .. ومن غير المألوف .. تغلق الأم الهاتف بعد مدة قصيرة من

المكالمة .. تمكث الأم برهة .. بين ذهاب للمطبخ كما هي عادة الأعمال المنزلية .. ثم

تأتي .. وتنادي ابنها أين أخاك الأكبر ..؟؟ يرد : ذهب إلى أحد أصدقائه ..

تقول الأم : أعطني هاتفك لأتصل به .. (( يتصل الابن على أخيه )) ..

تفضلي يا أمي .. تخرج الأم خارج الغرفة وتكلم ابنها ثم تعود بعد برهة ..

تقول الأم بعد أن أعطت ابنها هاتفه : أين أخاك الثاني ..؟؟

يرد ابنها : لعله في غرفته يا أماه ..

تذهب الأم لغرفة أخرى ولمكان آخر ثم تعود ..!!

يقول لها ابنها : هل ستذهبون لأحد اليوم يا أمي ..؟؟ لماذا لا تذهبون

إنه أفضل لكم من المكوث في البيت ..؟؟

تسكت الأم وتقول بعد قليل .. : سنذهب إلى عمتك .. (( ويبدو على وجهها

القلق والتوتر )) .. والأطفال سيذهبون لخالتك -- المتصلة قبل قليل -- ..

تبدو على الابن علامات الاستغراب والدهشة ..!! يقول في نفسه :

أوليس عمتي لها أطفال صغار ..؟؟ لماذا لا تذهب أمي بإخوتي إليهم ..؟؟

الأم تقول لابنها : أعطني هاتفك لاتصل على أخيك الآخر .. فلعله يريد غداء ..

الابن بعد أن اتصل على أخيه : تفضلي أمي .. تذهب الأم فتكلم ابنها بنفس الطريقة

التي كلمت بها ابنها الأول ..!! تدخل الأم مرة أخرى فتعطيه هاتفه ثم تخرج ..

مرة فترة قصيرة من الزمن .. يأتي الابن الآخر المـُتـصل عليه لاحقا ..

بكل هدوء يدخل الغرفة .. بلا ملاعبة للأطفال كعادته .. يجلس ..

ينظر إليه الابن المحتار فيرى شيئا غريبا .. هل من المعقول أنه لتوه قام من نومه ..؟؟

لا .. لقد أفاق منذ فترة طويلة .. إذا فماذا وجهه يبدو وكأنه شخص ما لبث وأن قام

لتوه ..؟؟ لماذا عينيه بهذه الحمرة وكأنه لم ينم لأيام ..؟؟ تساؤلات أطلقها الابن فهل

يا ترى سيلقى لها جوابا ..؟؟

يمكث الابن المحتار برهة داخل الغرفة ثم يخرج إلى أحد الغرف .. فيطل من شرفتها

على منظر الطبيعة الخلاب .. الذي تخترقه أشعة الشمس المنسابة بين الشجيرات الجميلة

(( البرسوبس )) .. تزينها تغاريدٌ من صوت العصافير الرنانة .. وسماءها الصافية ..

التي تغطيها بعض الغيوم المتقطعة .. يطل قليلا ثم يدخل إلى الغرفة .. فتقابله أمه

بوجه غريب ..!! يبدو عليه ملامح الكآبة والهم ..قابلته بنظرات حزينة ..

تبعث في النفس أمرا غريبا .. فليست تلك عادتها .. يتساءل تر هل يخبئون عني

شيئا ..؟؟ لم أعهدهم هكذا فقد تغيروا ماذا أصابهم ..؟؟

اقتربت إليه وقالت بصوت خافت حزين .. تنطق قبله عبراتها ..

قاااااالت :: لقد ...........؟؟





(( البقية في الحلقة الثانية إن شاء الله تعالى ..))