بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » ثنائية الخطاب بين المذكر والمؤنث .

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

 
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 05-09-2011, 08:14 AM   #1
أبو سليمان الحامد
كاتب مميّز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2006
البلد: في مكتبتي
المشاركات: 1,537
ثنائية الخطاب بين المذكر والمؤنث .




انتشر في الآونة الأخيرة ازدواجية الخطاب بين المذكر والمؤنث , فيعمد الكاتب إلى وضع رمز المؤنث بجانب المذكر , لئلا يفهم منه أنه يتحيز للمذكر على حساب المؤنث , فرأينا مثل : اختار / ي , ومثل : ماذا تقول / ين , اطرح / ي , وما رأي القارئ / ة ... وهلم جرا .
وهذه الثنائية لم تكن معروفة عن العرب طوال القرون الماضية , لا في شعر ولا نثر , ولا في الكتاب ولا السنة , لأن الخطاب آنذاك إذا كان عاماً فإنه يكون مذكراً , فنجد في القرآن مثلاً : اقرأ باسم ربك الذي خلق , قد أفلح المؤمنون , إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين , أقم الصلاة لدلوك الشمس , وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة ..
وكلها خطاب لمذكر سواء أكان مفرداً أم جمعاً , ويدخل فيه المؤنث حقيقةً , ولا يحتاج إلى الثنائية في الخطاب , بل يكتفى بأسلوب التذكير تغليبا لجانب المذكر على المؤنث .
والعرب دأبَت على تغليب جانب المذكر على المؤنث في الخطاب والتعبير كما قالوا : القمران ( للشمس والقمر ) : تغليبا للقمر المذكر على الشمس المؤنثة , وقالوا : الأبَوان للأب والأم , تغليبا لجانب الأب , وقالوا : الفُراتان لنهري دجلة والفرات تغليبا للمذكر الفرات على المؤنث : دجلة .

والسبب في تغليب جانب المذكر على المؤنث في الخطاب , وعدم الثنائية , ما يلي :

أولاً : أن الرجل أصل المرأة , فناسب تغليب الأصل على الفرع , لأن أصل البشرية هو آدم عليه السلام , وحواء فرع منه .
ثانياً : أن الخطاب الذكوري أعم من الخطاب الأنثوي , ولذلك حين نقرأ : اكتبي ..
أعلم أنه موجه لأنثى فلا ألتفت إليه , ولكن حين نقرأ : اكتب .. فهو يحتمل الوجهين : أنه موجه للمذكر فقط , أو موجه لكليهما .
ثالثاً : أن الخطاب يكون بالنظر إلى الإنسان بكونه إنساناً مستقلاً , دون تحديد الجنس كما قال تعالى : " يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم " فهل السؤال موجه للذكور فقط ؟
قطعاً لا , ولكنه موجه لجنس الإنسان بشكل عام , والخطاب للجنس يكون بالتذكير .
رابعاً : أن التعبير بالمثنى يكون فيه زيادة لفظ غالباً , فكلمة : اكتبي , فيها زيادة ( ياء ) عن ( اكتب ) , وكلمة : القارئة والطالبة فيها زيادة تاء التأنيث عن المذكر , وعدم الزيادة أولى من الزيادة مع عدم الحاجة إليها .
خامساً : أن الثنائية في الخطاب بين المذكر والمؤنث فيه عِيّ وقلة فصاحة وركاكة أسلوب تأنف منه العرب وتتحاشاه .
ولهذا فمن الأجدى ترك مثل هذه الثنائيات التي لم تأتنا إلا من الضعف اللغوي المستفحل في فكرِنا وذواتنا , ولا يعيب الأنثى أن دخلت في الخطاب المذكر ما دام أن الخطاب المذكر يفيد العموم .

كتبه : علي الحامد .
__________________

وَمِنْ عَجَبٍ أنَّ الفتَى وهْوَ عاقِلٌ ,,, يُطِيعُ الهَوَى فِيما يُنافِيه رُشْدُهُ
يَفِرُّ منَ السُّلوان وهْوَ يُرِيْحُـهُ ,,, ويأوِي إلى الأشْجانِ وهي تَكُدُّهُ


[ محمود سامي البارودي ]
أبو سليمان الحامد غير متصل  


 

الإشارات المرجعية

أدوات الموضوع
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 03:19 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)