|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
![]() |
#1 |
كاتب مميّز
تاريخ التسجيل: Feb 2006
البلد: في مكتبتي
المشاركات: 1,537
|
ثنائية الخطاب بين المذكر والمؤنث .
انتشر في الآونة الأخيرة ازدواجية الخطاب بين المذكر والمؤنث , فيعمد الكاتب إلى وضع رمز المؤنث بجانب المذكر , لئلا يفهم منه أنه يتحيز للمذكر على حساب المؤنث , فرأينا مثل : اختار / ي , ومثل : ماذا تقول / ين , اطرح / ي , وما رأي القارئ / ة ... وهلم جرا . وهذه الثنائية لم تكن معروفة عن العرب طوال القرون الماضية , لا في شعر ولا نثر , ولا في الكتاب ولا السنة , لأن الخطاب آنذاك إذا كان عاماً فإنه يكون مذكراً , فنجد في القرآن مثلاً : اقرأ باسم ربك الذي خلق , قد أفلح المؤمنون , إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين , أقم الصلاة لدلوك الشمس , وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة .. وكلها خطاب لمذكر سواء أكان مفرداً أم جمعاً , ويدخل فيه المؤنث حقيقةً , ولا يحتاج إلى الثنائية في الخطاب , بل يكتفى بأسلوب التذكير تغليبا لجانب المذكر على المؤنث . والعرب دأبَت على تغليب جانب المذكر على المؤنث في الخطاب والتعبير كما قالوا : القمران ( للشمس والقمر ) : تغليبا للقمر المذكر على الشمس المؤنثة , وقالوا : الأبَوان للأب والأم , تغليبا لجانب الأب , وقالوا : الفُراتان لنهري دجلة والفرات تغليبا للمذكر الفرات على المؤنث : دجلة . والسبب في تغليب جانب المذكر على المؤنث في الخطاب , وعدم الثنائية , ما يلي : أولاً : أن الرجل أصل المرأة , فناسب تغليب الأصل على الفرع , لأن أصل البشرية هو آدم عليه السلام , وحواء فرع منه . ثانياً : أن الخطاب الذكوري أعم من الخطاب الأنثوي , ولذلك حين نقرأ : اكتبي .. أعلم أنه موجه لأنثى فلا ألتفت إليه , ولكن حين نقرأ : اكتب .. فهو يحتمل الوجهين : أنه موجه للمذكر فقط , أو موجه لكليهما . ثالثاً : أن الخطاب يكون بالنظر إلى الإنسان بكونه إنساناً مستقلاً , دون تحديد الجنس كما قال تعالى : " يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم " فهل السؤال موجه للذكور فقط ؟ قطعاً لا , ولكنه موجه لجنس الإنسان بشكل عام , والخطاب للجنس يكون بالتذكير . رابعاً : أن التعبير بالمثنى يكون فيه زيادة لفظ غالباً , فكلمة : اكتبي , فيها زيادة ( ياء ) عن ( اكتب ) , وكلمة : القارئة والطالبة فيها زيادة تاء التأنيث عن المذكر , وعدم الزيادة أولى من الزيادة مع عدم الحاجة إليها . خامساً : أن الثنائية في الخطاب بين المذكر والمؤنث فيه عِيّ وقلة فصاحة وركاكة أسلوب تأنف منه العرب وتتحاشاه . ولهذا فمن الأجدى ترك مثل هذه الثنائيات التي لم تأتنا إلا من الضعف اللغوي المستفحل في فكرِنا وذواتنا , ولا يعيب الأنثى أن دخلت في الخطاب المذكر ما دام أن الخطاب المذكر يفيد العموم . كتبه : علي الحامد .
__________________
وَمِنْ عَجَبٍ أنَّ الفتَى وهْوَ عاقِلٌ ,,, يُطِيعُ الهَوَى فِيما يُنافِيه رُشْدُهُ يَفِرُّ منَ السُّلوان وهْوَ يُرِيْحُـهُ ,,, ويأوِي إلى الأشْجانِ وهي تَكُدُّهُ [ محمود سامي البارودي ]
|
![]() |
الإشارات المرجعية |
أدوات الموضوع | |
طريقة العرض | |
|
|