[أبو سليمان الحامد]

شُغِفَ كثيرٌ من الناس بالتميُّزِ عن الآخرين في المظاهر الحياتية من ملبسٍ أو مركوب أو مُقْتَنًى كالجوال ونحوه , فأصبح الفرد يبحث عن شيء لا يكون فيه تقليدٌ للآخرين , ولا تأثُّرٌ بهم .
وهذا أمر طبَعيٌّ لا إشكال فيه ما دام أنه في حد المعقول والمقبول .

ولكن هذا الشغف تعدى إلى أمور عديدة أصبح لها ضريبة سيئة على المدى الاجتماعي والأخلاقي , فأصبحنا نرى كثيرا من الألبسة النسائية التي خرجت عن المألوف بدعوى التميز والانفراد عن الأخريات , وأصبحنا نرى ونسمع كثيرا من أسماء الأطفال وخاصة البنات ما يخرج عن نطاق كلام العرب الفصيح إلى لغة أجنبية , وأسماء أمم لا تربطنا بهم ثقافة إلا التقليد وحب الانفراد , فمن السهل جدا أن تسمع وترى وتقرأ أسماء صغيرات سُمِين بمثل : داليا , وراما , وتاليا , ويارا , نورهان , شيري , فيرجينيا , ونحوها كثير مما ليس في كلام العرب , ولا يمت لها بصلة .
ولكن طلب التميز والانفراد باسم البنت خاصة أدى إلى هذه السلبية الممجوجة , ولا أدري ما الضير في أن أسمي طفلتي باسم يوافق اسما آخر موجودا في العائلة ما دام أن الاسم قد أعجبني وأعجب أم الصغيرة ؟
أليست التسمية العربية الخالصة أولى من البحث في معاجمِ العَجَمِ , وفُنُونِهم من أسْماءَ تصلح للرَّطَانَةِ أكثر مما تصلحُ لصبية ترضع العربية كابراً عن كابر ؟

هذا مثال صريح وواضح لسلبية البحث عن التفرد والتميز بأي وسيلة كانت , ولو كان هذا على حساب بعض القيم والأخلاق !!

والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل .