|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
29-12-2011, 05:35 PM | #1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jan 2011
البلد: في حي ( الساحة المفتوحة ) من مدينة ( بريدة ستي )
المشاركات: 2,272
|
■■ فتك الفتوى ■■
أيها الأحبة في الأيام الخوالي الغابرة وفي الحقيقة هي غابرة لِقِدمها لكنها عَطِرةٌ نيرةٌ ساطعةٌ ، كانت الفتوى على أهل الإسلام لها تأثيرها البيّن ووقعها الظاهر وأثرها البالغ ، فما أن تحل بهم بلية من غزوٍ غاشم أوعدوٍ داهم إلا تسارع العلماء الراسخين بإفتاء الناس بالجهاد وأنه من أوجب الواجبات ، فأدرك ذلك العدو الماكر أن جحافل الإسلام كما أنهم يتحرّكون ضدنا بفتوى فكذلك تقعدهم فتوى بل يناصروننا بفتوى ! فلو سبرنا حال العدو في القديم ومكرهم لرأينا العجب ! فدونك أيها القارئ الفطن : " قام ليون روش الفرنسي برحلة إلى مصر والحجاز سنة 1842م متنكراً في زي حاج مسلم، من أجل الحصول على موافقة من العلماء على نص فتوى جاء بها من الجزائر تجعل الجهاد ضد الفرنسيين من باب إلقاء النفس إلى التهلكة، ومن ثم ضرورة الرضا بحكم الفرنسيين في الجزائر وعدم شرعية حركة المقاومة ( أي الجهاد ) التي كان يقودها الأمير عبد القادر الجزائري ، وقد شارك روش في هذه الرحلة وصاغ الفتوى مجموعة من شيوخ الصوفية " [1] . لكن فطنة أهل العلم الراسخين في الأزهر والحجاز في ذلك الحين لم يوافقوهم على فتواهم بل خالفوهم فيها وعارضوهم ، لقد أدرك ذلك الأمر الفرنسيين وعلموا أن الفتوى شأنها كبير على المسلمين وحاولوا بذلك جعلها من صالحهم ، ففبركوها وزوروها لإجلاس وإخناء شعبٍ أبيٍ أتعب الفرنسيين وأذنابهم بجهادهم ونضالهم ، وتأمل كيف أيدهم على ذلك الصوفيين الأذناب مطية الغزاة قبحهم الله ، ولو أغلقنا كتب الأمم الواعية على رأسهم أهل العلم ، وتأملنا حال الفتوى في عصرنا أيقنت أنها مجرد إشارة ويحصل المقصود !! ولو عرّجنا وكتبنا في حادثة واحدة لرأيت العجب بشأن الفتوى وأثرها ، * العراق أنموذجاً * فتوى ذاع صيتها من محدّث عالم بوجوب جهاد الصليبيين والرافضة في العراق وجواز دفع الزكاة لأهل الجهاد فهم الأولى والأحق لعظيم عملهم ، أرهقت تلك الفتوى وأثرها الأمريكان وأرغمت أنوف المجوس ، فأدركوا أن هناك فتوى تحرك الأبطال وتأجج النيران من تحتهم ! فصَدَرَت أوامر البيت الأسود باعتقاله وحبسه ! وفي المقابل وبئس المقابل والله !! الفتوى بأن من كان على رئاسة العراق أنه ولي أمر وأنه لاجهاد إلا مع إمام ، ففرحوا بها وحق لهم فهي في صالحهم ، وعلقمها على المستضعفين الراضين بهولاء شيوخاً وأعلام فرضوا بهوانهم ومُفتيهم تحت الهواء يتقلب ! وكما قال أحد العلماء - ثبته الله - ( البعض - يقصد علماء السوء - كأنه مفتي في الكونجرس ) لوثة الفتوى لصالح العدو سواء كانت ممن تعمد ذلك أم لم يتعمد ، أتت على طائفة ممن ينتسبون للعلم وأهله المترعرعين في جزيرة التوحيد وكتب أئمة الجهاد من أهل الدعوة المجددين وأقوالهم في ( الدرر السنية ) أوضحُ من شمسٍ بازغة في رابعة النهار، فهل يعقلون أم أن هوى المال والشرف عليهم طاغي ! "المقصود أن من الفتاوى ما يكون سلاحاً في صالح العدو المحتل، ومنها ما يكون سلاحاً موجعاً ومنكياً للعدو كما في فتاوى علماء الأندلس ضد النصارى الصليبيين، حيث أفتى ابن رشد الجد [ت 520هـ] أن الجهاد لأهل الأندلس في زمنه أفضل من حج الفريضة الذي لا يتوافر فيه - آنذاك - شرط الوجوب حسب رأيه؛ لأن الوصول إلى مكة بأمان غير حاصل في ذلك الزمان. وألّف ابن المناصف [ت 620هـ] آنذاك كتاب (الإنجاد في الجهاد)، فاستوعب أبواب الجهاد وتفصيل فرائضه وسننه، وذكر جملة من آدابه وأحكامه [2] ". واللهُ المستعان وعليه التكلان ولاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم ،،، أخوكم غربة غريب 4 - 2 - 1433هـ ــــــــــــــــــــــــ [1] انظر تاريخ الجزائر لمسعود الجزائري ص284. [2] انظر جهود علماء الأندلس في الصراع مع النصارى لمحمد أبا الخيل ص150-159. أورد ذلك الشيخ عبدالعزيز العبداللطيف
__________________
|
الإشارات المرجعية |
أدوات الموضوع | |
طريقة العرض | |
|
|