[السمو]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
---
دخلت إلى البيت حنّت عيني إلى ذلك المكان ، غرفة في آخر الممر منزوية عن باقي المنزل

ذهبت إليها اقتربت بكت عيني وحُق لها ذلك ، فلقد ذكرت غالياً وحبيب إلى نفسي

اقتربت من المكان المنشود ، أمسكت بمقبض الباب المتهشم كان ذلك الباب خشبي
لكنه كان ثقيلاً بعض الشيىء لم يكن الباب محكم الإغلاق بل هو مسنّد إلى الحائط

ثتاقلت الدخول فالمكان يُحزنني هممت بالدخول بعدما فتحت الباب جاءت في وجهي صورة

ذلك الشيخ الكبير إنه جدي بجواره مشب النار وحوله دلال القهوة ، آآآآه ماأجمل الذكرى

وما أحزنها ، تذكرت جدي حينما دخلت عليه بعد خروجه من المستشفى بيوم واحدٍ فقط

حينما دخلت تهلل وجهه فرحاً وسرورا قال لي تعال يابني فلدي الكثير من الكلام لك

اقتربت منه قبلت رأسه ، بدأ يسألني عن أحوالي وأخباري ودراستي وأنا أتمتم بحسن .

قال إني سأحدثك بحديث يابني فأرعِني سمعك قلت أي نعم :

---

يابني إن هذه الحياة تحتاج إلى صبر وطول بال وإنك ستلاقي في هذه الحياة شدائد

وستخالط الكبير والصغير والعالم والجاهل والوضيع والرفيع .

فيابني خالط الناس وعاملهم بخلق حسن ، وإياك أن تذم غداً وطيّب ذكرك عند الناس .

---

يابني اختر صديقاً صادقاً ناصحاً فإنك ستعاشر الكثير وقليلٌ هم وعليك بالأخيار فإنهم

خير معين لك في الطاعة ، وخير ناصح لك عند خطئك .

---

يابني إنك ستعايش متناقضات في عصرك فانتبه لها وكن نبيه لها فاليوم ترى هذا

فعله خطأ وغداً هذا مكروه واليوم حسن ، ودليلك عند اشتباه الأمور عليك حكم الله فيها .

---

يابني لاتتعجل في أمورك وكن لها دارساً فاهماً ولا تسوفها فإنها تنقضي في يومك خيرٌ

لك من أن تنقضي في غدك .

---

يابني لاتستغرب خيانة الأصحاب ، ولاتتعجب من ذهابهم في محنتك ، وقلة وفائهم لك

فإنك ماوصلت لهذا إلا لأنك لم تختر الصديق الوفي لك .

---

يابني أحسن ظنك بالله واعلم أنه لم يصبك بشيء إلا صرف عنك ماهو شر منه

وعسى أن تكره شيىء وهو خيرٌ لك .

---

يابني كُن خير صاحبِ لصاحبه ، وخير معين لأقرانك ، وكُن ناصحاً لهم إلى الخير

فإنك إن شاء الله لاتعدم الخير أبدا .

---

يابني لاتظلم وإياك والظلم وأحسن إلى الناس ، وقُل الحق ولو كان على ( رقبتك )

---

يابني تذكر قول الله دائماً :

{وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ }الحشر10

---

توقف مدة ليست بالقصيرة وأنا خاشع في كلامه سابح في معانيه رجعت ببصري إلى جدي

فإذا بهِ يبكي ، قلت له مابك ياجدي تنهد قليلاً فقال /

يابني كما أرعيت لكلامي أُذنيك فأرعِ لها قلبك .. قلبك .. قلبك ..

---

مازلت أقلب بصري بتلك الغرفة المليئة بالأحزان ففيها العبرة والذكرى الأليمة

فيها كان اللقاء الاخير بجدي رحمه الله علمت حينها أن تلك الدموع لم تخرج عبثاً

يوم أن كان يوصيني ، قد خرجت من حرقة السنين وأسى في قلب جدي .

رحمك الله ياجدي وقدس روحك ، وأجزل لك الأجر والمثوبة وجعلك في فردوس عالي .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته




المجاهد الصغير