[درع القصيم]

تطل علينا الواسطة بوجهها المليح فنسميها شفاعة خير ، ثم يبدأ التمادي في استخدامها حتى تظهر لنا بوجهها القبيح عندما تعطي أحد ما لا يستحق على حساب من يستحق ،،
أو كما قال الشاعر :
ول يا زمان الذل والعار والخوف == ول يا زمان الواسطة والميانة
وش يذبح الرجال غير أنه يشوف == أخس خلق الله .. يأخذ مكانه
الحقيقة لم أجد مشرطاً حاداً أفتح به الجرح المتورم في جسد المجتمع من مرض الواسطة إلا هذين البيتين للشاعر الشمالي طلال حمزة ، وذلك لأنه صورها في أبشع حالاتها ..
لا شك أن المجتمع هو الذي أوجد الواسطة ولكنه أوجدها محتالاً بها على تعقيدات البيروقراطية ليتجاوزها والتي هي بمثابة مسار يميني لسير المعاملات فجيء بالواسطة لتكون مساراً يسارياً مضاد وأصبح لدينا مسارين في الطريق الواحد أو كما يعبر عنه النظام المطاطي ..
لقد أصبحت ثقافة الواسطة تعشعش في الرؤوس حتى وصلت إلى مستوى أنك لا تستطيع أن تراجع أي إدارة حكومية إلا بعد أن تبحث في قائمة علاقاتك عمن يساعدك على إنجاز مراجعتك ..
والبيروقراطيون هم الذين يضطرونك على البحث عن واسطة أو توصية أو أمر حين التقدم إلى وظيفة أو ترقية أو نقل أو قبول والأكثر مأسوية عندما تبحث عن سرير أبيض أو إخلاء طبي لمريض لم تشفع له حالته الصحية توفير الرعاية الطبية التي يحتاجها ،، والمؤلم أن يكون هناك من هو أحوج منك لذلك السرير ولكنه لم يستطع أن يصل إليه بسبب صاحب الواسطة ..
آآآه يالواسطة كم قهرتي وقتلتي من الناس ..