|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
15-11-2005, 03:00 PM | #1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Aug 2005
البلد: في أرضِ الله...
المشاركات: 548
|
سـهام الدعـاء ...
سـهام الدعـاء
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على إمام الموحدين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين: فإن من عظيم فضل الله وعميم منته على عباده أن فتح لهم باباً واسعا,ً وشرع لهم خيراً وفيراً, به يستمطرون ما في خزائنه تعالى من عظيم الرحمات وجزيل العطايا والهبات. ولم تقف رحمته تبارك وتعالى عند ذلك بل جعله باباً لا يحول بينه وبين ولوجه أحد, فلا يصدك عنه صاد, ولا يردك عنه راد؛ فالأمر كما قال مطرّف بن عبد الله الشِّخير : "هنيئاً لك يا ابن آدم متى أردت أن تدخل على ربك وتسأله فما عليك إلا أن تتطهر وتقبل على قبلته" اهـ. فسبحان من كل جود في الدنيا من أولها إلى آخرها هو قطرة في بحر جوده تبارك وتعالى؛ بل ما جود وكرم المخلوقين إلا من عطائه تعالى؛ فمن علم كرم الله وفضله وعطائه اجتهد في أن يعرف الآلة التي يستدر بها هذا الكرم الرباني. ولما علم الموفقون أن الدعاء مفتاح عظيم بين العبد الضعيف وسيده العظيم القوي تمسكوا به وقاوموا العدو به, وصار معهم في الحل والترحال؛ لا يبغون عن طلب الله بدلاً ولا عنه حولاً. فلا إله إلا الله ما أعظمه من سلاح وما أحده من سهم! لكن عظمته وقوته لا يعرفها إلا أهل الإيمان وأهل التوحيد؛ لذا تجد المؤمن الفطن يبذل جهده ووسعه في تعلم هذا السلاح الرباني ويحرص حرصاً عظيماً أن يصيب بهذا السلاح هدفه وغايته. أما أهل الغفلات اللاهثون وراء الماديات فما لهم ولهذا الأمر الذي لا تناله إلا الهمم العالية الشريفة. أتهزأ بالدعـاء وتزدريـه ولا تـدري بما صنع الدعـاء سهام الليل لا تخطئ ولكن لـها أمـد وللأمد انقضـاء فمن ههنا يعلم علماً يقينياً أن حاجة المناضل عن دين الله المحارب لأعداء الله لهذا الأمر فوق كل حاجة, وأنه متى وضعه أو فتر عنه فقد فتح على نفسه باباً عظيماً لعدوه عليه. ثم ليعلم الموحد المجاهد بأنه وإن تفاوتت همم الخلف في الأخذ بهذا السلاح فإن المؤمن الفئة المطاردة لا يحد هممهم وهمتهم عن الأخذ بهذا السلاح حد. فترى هذا السلاح العظيم والسهم الكريم لا يفارق كنانة أحدهم لأنه علم بحق كم من شدة وكربة لم ينجل غمامها وتنقشع ظلماتها لولا سهام الحق والصدق من الدعاء والرجاء, فهو وإن استغنى عن أسلحة كثيرة فلا يغيب عنه هذا السلاح طرفة عين؛ كيف لا وهو سبب واصل عظيم بمن له الأمر كله, وإليه يرجع الأمر كله, وتعلق بمن لا يأتي بالحسنات "إلا هو" ولا يدفع السيئات "إلا هو", ولجوء إلى من له القوة كلها والملك كله والعظمة سبحانه. من نواصي العباد بين يديه وقلوبهم بين إصبعيه -تقدست أسماؤه وعز ثناؤه-: فتبارك من لا تبقى قوة مع قوته, من أباد سلطان كل ذي سلطان ودمَّر جبروته دولة كل مارد شيطان. أخى: فإذا ادلهمت الخطوب وضاقت عليك الأرض, وعز الصديق, وقل الناصر, وزمجر الباطل وأهله, وحورب الحق وأهله, ونطق الرويبضة, وغدا القرد ليثاً, وأفلتت الغنم فارفع يديك إلى من يقول (ادعوني أستجب لكم). يا من أجاب دعاء نوح فانتصر وحملته في فلكك المشـحون يا من أحال النار حول خليله روحـاً وريحاناً بقولك كوني يا من أمرت الحوت يلفظ يونساً وسـترته بشجيرة اليقطـين يا رب إنّا مثـلهم في كـربة فارحم عباداً كلهم ذا النون وقد ذكر في كتاب التعبير للرؤى أن الرمي بالسلاح في المنام يعبر عن الدعاء في اليقظة, وأنه إذا كان الرمي بالسلاح ضعيفاً في المنام فتعبيره أن الدعاء من الرائي في اليقظة ضعيف لا يصيب أو يصيب إصابة ضعيفة, وكذلك التعبير إذا كان الرمي في المنام قوياً). فالدعاء يتضمن التوحيد والتفويض لله واللجأ إليه, وتوكيل الأمور إليه, ومعرفة القلب ويقينه أن الضار النافع, والمانع المعطي, هو ربنا .. فالملائكة تنفذ مراسيم الملك جل جلاله في مملكته بإغناء فقير, وجبر كسير, وقضاء حاجات, وتفريج كربات, ونصر مظلوم, وانتقام من ظالم, وإحياء قوم وإماتة آخرين, وغيرها من مراسيم العدل والحكمة والرحمة. فاعجب يا أخي الحبيب لملك يدعوك وهو غني عنك, وعبد فقير يغفل عن مولاه وحاجته إليه فوق كل حاجة, لكن سبحان الله: ماذا حرم الغافلون عن ربهم من فضله وخيره؟! والحمد لله رب العالمين. كتبها أبو مالك نقلها لكم .. راعي بريده
__________________
::
قال الإمام عبدالله عزام ـ رحمه الله ـ : " تظنون المبادئ لعبة أو لهوا أو متاعاً، يبلغها إنسان بخطبة منمقة مرصعة بالألفاظ الجميلة، أو يكتب كتاباً يطبع في المطابع ويودع في المكتبات، لم يكن هذا أبداً طريق أصحاب الدعوات!! إن الدعوات تحسب دائماً في حسابها أن الجيل الأول الذين يبلغون؛ هؤلاء يُكبّرون عليهم أربعاً في عداد الشهداء " :: |
الإشارات المرجعية |
أدوات الموضوع | |
طريقة العرض | |
|
|