[المتجلد]

الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على خير المرسلين نبينا محمد عليه وعلى آله أفضل الصلاة وأتم التسليم أما بعد :
لا أدري كيف أتحدث أو عن من أتحدث فأنا قزم عن من أتحدث ، فأنا أتحدث عن المدرسة الأولى والجامعة الكبرى إنها الأم ، نعم الأم فهي فتاة قبل قبل كونها كذالك
أتكلم عن فتاة نشأة في بلاد الحرمين في بيئةٍ مليئةٍ بالحشمة والحياء ، أقول لكي في ظل الظروف العصيبة والأحوال المريرة التي عمت وطمت ، وأظلت كثيراً من شبابنا وفتياتنا ، أنت الأمل بعد الله سبحانه في الحفاظ على النشئ ولا أجد أحدا أنصفك حقك مثل النبي صلى الله عليه وسلم ، حيث قال لمن سأله عن من أحق الناس بحسن صحابته فقال أمك ثلاثاً .
ولو تفكرت وتأملت من أخرج المذاهب الفقهية والعلماء الجهابذة لوجدتي أنها الأم ، فهذا الإمام الشافعي وأحمد رحمهما الله نشئا يتيمين في ظل أحضان أمٍ عظيمة ، كانتا تذهبان بهما إلى العلماء وإلى حلقات العلم ، حتى أخرجن علماء سطرهم التآريخ ، وهذا من لم يحصل إلا بتوفيق من الله ، ثم بصبر أمهات راسخات كالجبال ، فبيدك سلاح عظيم وهو تربية الأبناء ، التي تغيرين بها مجرى التآريخ ، فأنت الأمل بعد الله سبحانه وتعالى في إخراج نماذج يقودون الأمة ، وأنت قادرة على ذالك بإذن الله فشمري ولاتحقري نفسك ، فأنا أقل من أتكلم عنكِ وعن قدركِ فأنت الأم الحنون ، والزوجةُ الحانية المُحبة والأخت الشفيقة ، أخطأ من سلبك حقك وقدرك .
وهنا همسة للأزواج : إياك أن تجور على أخواتنا وأمهاتنا فأنت إنما تناطح الجبال ، فاعلم قدرك ، فأنت إن عدلت وأحسنت كنت مثل النبي صلى الله عليه وأسلم مع زوجاته وإن أسأت وظلمت فأنت مثل فرعون في تعذيبه لسيدتنا آسيا رضي الله عنها ، واعلم أنك إن ظلمتها حقها فأنت تظلم الأجيال وتفسد الزمان .
وفي الأخير أشكرك وأشكركِ على قرائتكما ماكتبت فإنه والله خرج من قلبي قبل لساني
وأنا بحاجتِ لتوجيهك ونقدك برحابة صدر .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد .