[شاكر الحصني]

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد :


: فإن من مقاصد الشريعة الإسلامية ومحاسنها وفضائلها، الاجتماع على الحق ولزوم الجماعة المتمسكة به ؛ وعدم مفارقتهم ؛


لان في اجتماع المسلمين على دينهم، وائتلاف قلوبهم يصلح دينهم وتقوى هيبة الدين وتصلح دنياهم في كل أمر من الأمور، ويحصل لهم من المصالح ما لا يمكن عدها


وكما أمر الله عز وجل بالاجتماع في الدين ، فقد نهى عن التفرق فيه لما ينتج عن ذلك التفرق من كسر شوكة المسلمين وضعفهم


وكل ذلك قد بينه الله عز وجل في كتابه العزيز مؤكداً أهمية الإجتماع وعدم مفارقة الجماعة


فقال تعالى : ( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا )


وقال الله تعالى ( وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ )


وقال صلى الله عليه وسلم إن الله يرضى لكم ثلاثًا أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئًا، وأن تعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرقوا، وأن تُناصحوا من ولاه الله أمركم.)


وقال صلى الله عليه وسلم من خرج عن الجماعة ومات فميتة جاهلية (


وقال صلى الله عليه وسلم ( عَلَيْكُمْ بِالْجَمَاعَةِ، وَإِيَّاكُمْ وَالْفُرْقَةَ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ مَعَ الْوَاحِدِ، وَهُوَ مِنْ الِاثْنَيْنِ أَبْعَدُ، مَنْ أَرَادَ بُحْبُوحَةَ الْجَنَّةِ فَلْيَلْزَمْ الْجَمَاعَةَ، مَنْ سَرَّتْهُ حَسَنَتُهُ وَسَاءَتْهُ سَيِّئَتُهُ، فَذَلِكُمْ الْمُؤْمِنُ )


وقال صلى الله عليه وسلم : الجماعة رحمة، والفرقة عذاب )


يقول النووي رحمه الله وأما الاعتصام بحبل الله فهو التمسك بعهده وهو اتباع كتابه العزيز وحدوده والتأدب بأدبه وأما قوله صلى الله عليه وسلم ولا تفرقوا فهو أمر بلزوم جماعة المسلمين وتآلف بعضهم ببعض


ويقول عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه عليكم بالطاعة والجماعة، فإنها حبل الله الذي أمرَ به، وإنّ ما تكرهون في الجماعة والطاعة، هو خيرٌ مما تستحبون في الفرقة


وقد جاء في كتاب الله الحث على اجتماع الكلمة والنهي الصريح عن الافتراق والاختلاف والتنازع وبين سبحانه وتعالى نتيجة ذلك انه الفشل الذريع وذهاب الدولة وذهاب القوة كما في قوله تعالى { وَأَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَـٰزَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَٱصْبِرُواْ إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلصَّـٰبِرِينَ}


قال الطبري: معنى ذلك ان أطيعوا أيها المؤمنون ربكم ورسوله فيما أمركم به ونهاكم عنه ولا تخالفوهما في شيء، ولا تنازعوا فتفشلوا، ولا تختلفوا فتفرقوا وتختلف قلوبكم فتفشلوا، وتضعفوا وتجبنوا وتذهب ريحكم ) .


وقد سطر لنا المؤرخون في كتب التاريخ وريقات تشهد أن من أهم أسباب سقوط الدول التفرق والاختلاف في غابر الزمان ومثلها الكثير في الواقع المعاصر


فالله الله عبادالله إحرصوا على اجتماع الكلمة ولزوم جماعة المسلمين والنهي عن الفرقة والاختلاف وخصوصاً سكان ومقيمي المملكة العربية السعودية فعليكم بتوحيد الصف وإحسان الظن والوقوف يداً بيد مع الولاة والعلماء والأمراء في حدود طاعة الله تعالى والتماسك بكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم عملاً بقول الله تعالى { يَـٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ وَأُوْلِى ٱلاْمْرِ مِنْكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِى شَىْء فَرُدُّوهُ إِلَى ٱللَّهِ وَٱلرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلاْخِرِ ذٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً}


وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ( عليكم بالجماعة، وإيَّاكم والفرقة )


وقوله صلى الله عليه وسلم (فعليك بالجماعة فإنَّما يأكل الذئب من الغنم القاصية )


عباد الله : إن تربص الأعداء في الداخل والخارج بإهل هذه البلاد واهلها لم يعد خفياً بل بات واصبح وأضحى وأمسى مكشوفا للجميع


فلنكن أقوياء بديننا وتماسكنا مع من ولاه الله أمرنا وننبذ مابيننا من خلاف حتى لايستغل ذلك في تفكيك آخرمعاقل الدين ومآزرالإيمان


فلنقف سدأً منيعاً أمام كل تحديات الآخرين ممن يريدون لهذا البلاد وأهلها الشر سواء في الداخل أو الخارج


ثم اما بعد : فمع الإيمان بقضاء الله وقدره فإنه في الوقت الذي نعزي فيه انفسنا في وفاة الفقيد نايف رحمه الله رحمة واسعه فإننا نهنئ انفسنا في اختيار الأميرسلمان ولي للعهد سائلين الله له التوفيق والسداد والعون من الله على اداء هذه الرسالة والأمانة في قيادة هذه البلاد المباركة حماه الله وحرسها


فعلى كتاب الله تعالى وعلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم نبايع ونوالي ونعادي في طاعة الله تعالى


نسأل الله أن يوفق ولاة أمورنا الى مايحبه الله ويرضاه وأن يجمع كلمتهم على الحق


نسأل الله أن يديم علينا الأمن والإيمان


ونسأل الله أن يكفينا شر الأشرار وكيد الفجار وطوارق الليل والنهار إلا طارق يطرق بخير يارحمن


نسأل الله أن يجنب بلادنا ويلات الفتن ومضلات الأهواء


ونسأل الله أن يجعل ولايتنا في من يخاف الله ويتقيه


وصلى الله وسلم على نبينا محمد


الشيخ / فهد عبدالرحمن السرداح