[غيث السماء]

َََ*

بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد كله لله ، حمد لا حد له ، وشكر لا مثيل ، له نحمده على تعاقب
الزمان ، وتوالي الأيام ، وقدوم شهر الصيام والقرآن ،
فبإدراكه إدراك الرحمات وحصول خيرات وفوز بالجنات
اصطفاء واجتباء واختيار أكرمت به على من فارق الحياة
هانحن نسعد وإياكم باستقبال شهر التوبة والرحمة فمرحبا
بقبول الضيف .

يـــا رمضان !

أقبل أقبل ، وأقم طويلاً ، وألق علينا درسًا بليغا ، ولا تفارقنا
حتى تزكي أرواحنا ، وتصفي نفوسنا ، وتصلح أخلاقنا ، وتجدد
حياتنا ، ويُشفى مريضنا ، ويُعز ذليلنا ، ويُفك أسيرنا ،
وقد كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول لأصحابه
" أتاكم رمضان ، شهر مبارك ، فرض الله – عز وجل – عليكم
صيامه ، تفتح فيه أبواب السماء ، وتغلق فيه أبواب الجحيم ، وتغل
فيه مردة الشياطين ، لله فيه ليلة خير من ألف شهر من حرم خيرها
فقد حرم " أخرجه النسائي
فتسابقوا وسارعوا واستبقوا الخيرات
ومن عجائب السلف أنهم كانوا يفرحون برمضان فمنهم
من يختم كل ليلة ومنهم في ثلاث ومنهم كل خمس !
علت غاياتهم فعظمت أعمالهم !

ماهو صوم العموم وماهو صوم الخصوص ؟

يقول الإمام الغزالي : ( و للصوم ثلاث مراتب : صوم العموم ، و صوم الخصوص ،
و صوم خصوص الخصوص .
- فأما صوم العموم : فهو كف البطن و الفرج عن قضاء الشهوة .
- و أما صوم الخصوص : فهو كف النظر و اللسان و اليد و الرِّجل و السمع
و سائر الجوارح عن الآثام .
- و أما صوم خصوص الخصوص فهو صوم القلب عن الهمم الدنيئة ، و الأفكار
المبعدة عن الله تعالى ، و كفه عما سوى الله تعالى بالكلية )

اللهم أكرمنا وكل من يقرأ بصوم خصوص الخصوص
وجعلنا ممن يصومه ويقومه إيمانا واحتسابا

*

غيث السماء