مقابلتي مع ذلك الوحش

**الـعـابـر** · 28-10-2012, 06:13 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هذا نقل للقاء حدث بيني و بين الجوع عندما جائني ذات مرة
و خاطبته قائل له: من أي شيء تتكون ؟
فقال لي : ولماذا تسأل ؟
قلت له : كان الأجدر بك أن ترد على سؤال بجواب وليس سؤال
فأنت ترافقني قبل أن اعرف نفسي .
فقال لي : إني اسأل استغراب مني لطرحك هذا السؤال
فأنا إحساس أعيش مع كل إنسان على هذه الأرض
وقد جعلني الله مؤلم و مزعج أحارب الأجسام مبتدأ من البطن حتى اعم الجسم و أُهلكه
فقلت له : لكنك لم تصل لهذه الدرجة منذ أن عرفتك سواء معي أو معي غيري .
فقال لي : لو تأملت قليلاً في حياتك لعلمت السبب وتجد ذلك في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم ( لكل داء دواء ) وبما أن الله قد خلقني داء إلا وقد أوجد الدواء وهي النعمة
ولو تأملت فينا أنا و النعمة لوجدت أن تأثيرنا في أجسادكم واضح
فقلت له : كلامك معقول ومقبول لكن أريد أن توضح لي أكثر حتى استوعب الحال
فقال لي : تأمل المجاعات من حولك وانظر ماذا يفعل بهم بني جلدتي
أنظرهم في مجاعات إفريقيا مثلاً
وانظر ماذا يفعل بهم الجوع الذي هو في جسمك أيضا
لكنه لايؤثر بك أتعلم لماذا ؟
قلت له : لماذ؟
قال لي : لأن الله سبحانه قد أعطاك الدواء الفعال المقاوم لي وهي النعمة في كل شيء وخاصة بالمأكل و المشرب
ولحكمته سبحانه سمح لنا بنسبة بسيطة بالتأثير فيك لأجل أن تتذكر فضله عليك وهذا التأثير يأتيك عندما تجوع
واستمر النقاش بيننا بهذا الشأن وفي الأخير سألني سؤال أحرجني فيه
فقال لي
هل انتم تقدرون نعمة الله عليكم بالمحافظة عليها و احترامها و تشكرونها حق شكره على نعمه ؟
فقلت له : إن شاء الله ان اغلبنا كذلك
فقال لي : لايكفي أن يكون الأغلب وإنما الكل
فالنعمة شاملة لكل ذي منعم عليه ولذا يجب التعامل مع نعم الله بما يليق بحرمتها
انتهى
النعمة دواء فلا تهملوها حتى لا تصابوا بالداء وحينها لاتجدوا الدواء
اللهم لك الحمد ولك الشكر حمداً يليق بك و بأنعامك

من الجماعة 12/12/1433هـ

28-10-2012, 06:13 AM	#1
الـعـابـر وفي حياتي مشاعل تاريخ التسجيل: Dec 2008 البلد: بين حنايا ذاك القلب المشاركات: 3,916	مقابلتي مع ذلك الوحش بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته هذا نقل للقاء حدث بيني و بين الجوع عندما جائني ذات مرة و خاطبته قائل له: من أي شيء تتكون ؟ فقال لي : ولماذا تسأل ؟ قلت له : كان الأجدر بك أن ترد على سؤال بجواب وليس سؤال فأنت ترافقني قبل أن اعرف نفسي . فقال لي : إني اسأل استغراب مني لطرحك هذا السؤال فأنا إحساس أعيش مع كل إنسان على هذه الأرض وقد جعلني الله مؤلم و مزعج أحارب الأجسام مبتدأ من البطن حتى اعم الجسم و أُهلكه فقلت له : لكنك لم تصل لهذه الدرجة منذ أن عرفتك سواء معي أو معي غيري . فقال لي : لو تأملت قليلاً في حياتك لعلمت السبب وتجد ذلك في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم ( لكل داء دواء ) وبما أن الله قد خلقني داء إلا وقد أوجد الدواء وهي النعمة ولو تأملت فينا أنا و النعمة لوجدت أن تأثيرنا في أجسادكم واضح فقلت له : كلامك معقول ومقبول لكن أريد أن توضح لي أكثر حتى استوعب الحال فقال لي : تأمل المجاعات من حولك وانظر ماذا يفعل بهم بني جلدتي أنظرهم في مجاعات إفريقيا مثلاً وانظر ماذا يفعل بهم الجوع الذي هو في جسمك أيضا لكنه لايؤثر بك أتعلم لماذا ؟ قلت له : لماذ؟ قال لي : لأن الله سبحانه قد أعطاك الدواء الفعال المقاوم لي وهي النعمة في كل شيء وخاصة بالمأكل و المشرب ولحكمته سبحانه سمح لنا بنسبة بسيطة بالتأثير فيك لأجل أن تتذكر فضله عليك وهذا التأثير يأتيك عندما تجوع واستمر النقاش بيننا بهذا الشأن وفي الأخير سألني سؤال أحرجني فيه فقال لي هل انتم تقدرون نعمة الله عليكم بالمحافظة عليها و احترامها و تشكرونها حق شكره على نعمه ؟ فقلت له : إن شاء الله ان اغلبنا كذلك فقال لي : لايكفي أن يكون الأغلب وإنما الكل فالنعمة شاملة لكل ذي منعم عليه ولذا يجب التعامل مع نعم الله بما يليق بحرمتها انتهى النعمة دواء فلا تهملوها حتى لا تصابوا بالداء وحينها لاتجدوا الدواء اللهم لك الحمد ولك الشكر حمداً يليق بك و بأنعامك من الجماعة 12/12/1433هـ آخر من قام بالتعديل الـعـابـر; بتاريخ 28-10-2012 الساعة 06:37 AM. السبب: تنبيه من احد الاخوان يُشكر عليه :)

أدوات الموضوع
عرض نسخة قابلة للطّباعة ارسال هذه الصفحة لصديق
طريقة العرض
التحول إلى النمط المتتابع التحول إلى النمط المتشعب النمط الأحادي