[علي العريفي]

آية قرآنية في محكم تنزيل كتاب ربي العظيم تستوقفني كثيرا خاصة أثناء عملي في ( مركز التأهيل الشامل للمعاقين ببريدة ) ، إنها قول ربي عز وجل : ( وأما بنعمة ربك فحدث ) الضحى 11 ) .
نعم استشعر عقلي الضعيف تلك الآية من خلال الموقف التالي :
قدم عندي المريض ( خ ـــ ب ) وأدخله عامل العناية الشخصية المكلف بخدمته بكرسي مخصص لشديد الإعاقة عندي بالمكتب .
شاب أصيب بشلل سفلي وعلوي ، مدرك عقليا ، رحبت به أحبه ولن أنسى نظراته لي ، فهمت أنه يريد أن يحدثني في موضوع له ، قلت له : تفضل ما تريد ؟ الأمر حتى الآن طبيعي . فهو فقط يريد التالي : ( حساب بالبنك ) هذا كل الموضوع ( بضع كلمااااااااااااااااات ) .
أمضيت معه ( 40 دقيقة ) لأجل فقط ( 3 كلمات ) هي / أريد حساب بالبنك .
نعم بفضل الله ثم استخدام أسلوب خاص معه يقوم على التوصيف وتجميع الكلمات وتحديد الأماكن استطعت ( بفضلك مولاي ) أن أعرف مبتغاه ومراده بعد جهد وعناء استنزف مني جهدا ووقتا ، وهو أقل واجب احمد ربي أن شرفني بخدمة هؤلاء المرضى .
أيها البطل الصغير قدمت لمكتبي لأخدمك أما علمت أنك أنت من خدمني ، حيث قدمت لي درسا مدته الزمنية توازي محاضرة في جامعاتنا .
نعم أيها البطل لا المعاق درسك قاس لم اتعلمه في الأكاديميات أو الصروح التعليمية .
أنت لا تنطق . لكنك علمتني شئ لم أتعلمه من الناطقين ، علمتني ما معنى أن استطيع فقط الكلام .
آه ثم آه ثم آه ( ربي ما أحلمك على ) ، كم هوى وزل لساني ولم يشفع لي عقلي . نعم أيها اللسان إنها الحصائد اليومية من غيبة وكذب وقيل وقال ، وإن سلم اللسان كتب البنان .
أحبتي .... درس تعلمته فعرفت أن ( مجالسنا ، أجهزتنا الذكية ، تقنياتنا الحديثة ) تحتاج أن نعرف تلك الآية بدل أن نكون يوما نحن ( خ ـــ ب ) .
يا رب تعلمت فأسالك النجاح و الفلاح بعد العلم.
أحبتي من يريد أن يستفيد من الدرس ، أنتم وأنفسكم .
(( ربي أوزعني أن أشكر نعمتك التي انعمت بها على )) .
التوقيع
أخصائي نفسي
علي بن صالح العريفي