[ميمون]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

في يوم من الأيام أتى أحد الإخوة إلى الشيخ فلان وقال له : ما رأيك ياشيخنا في الاكتتاب في شركة الاتصالات السعودية ؟؟ قال : أرى أنها محرمة لأنها تقدم بعض الخدمات المحرمة (لاحظوا أنه لم يحرمها لما فيها من ربا لأن دراسة القوائم المالية ومعرفة ما في الشركة من ربا لم يكن معروفاً للأغلب) .. قال السائل : إن الشيخ فلان قال بجواز الاكتتاب . قال : إنه أخطأ خطأً كبيراً أسأل الله له الهداية فمثل هذا لا يخفى على عاقل حرمته ..

كان هذا الشيخ الكريم محاطاً بالهيبة أينما حلّ ، يحفه التكريم حيثما رحل ، وقوله الفصل في كل ما أشكل .. وعن نفسي فقد كنت لا أجرؤ على النظر في عينه إجلالاً له وإكراماً لعلمه رغم أن بعض الناس قد لايعرف مقدار ما يحمله هذا الشيخ الجليل من علم ..

ومرت شهور يسيرة فإذا بهذا الشيخ يرخي زمام الفتوى فأعجبني أول الأمر تخليه عن بعض التشدد غير المبرروتفهمه لوضع الأسهم وأن فيها ما هو نقي زلال .. ولكن ياحسرة عليه .. بدأ الشيخ العزيز شيئا فشيئاً حتى أباح جميع الأسهم ومنها أسهم البنوك الربوية (للمضاربة فقط!!!) ولم يعد يرى فيها ما هومحرم .. ثم انتهى به الأمر أن أصبح من أرباب الأسهم وعشاقها يصبح ويمسي عليها ويدير أموال هذا ومحفظة ذاك .. فهل ترون هيبته باقية ؟؟ لا والله فرغم حبي له إلا أني لا أراه إلا كأقل أصحابي فهو يلهث وراء الريال مستعدا للتضحية بما يحول بينه وبينه ولو كان ذلك علمه ودينه ..

هذا أنموذج فقط .. وإلا فإني أعرف غيره ممن شغلوا أنفسهم بالمساهمات العقارية فجاءهم الناس زرافات ووحداناً .. واثقين بهم ولكنهم للأسف استغلوا مظهرهم أبشع استغلال .. فقلت ليتهم حلقوا لحاهم وأسبلوا إزارهم فحق الخلق مبني على المشاحة ولا مجال لطلب العفو فيها من الله تعالى .. أخذوا أموال الناس التي تبلغ الملايين ووضعوها في الأسهم ثم جعلوا شاباً يتقبل طعنات المساهمين نحره دون نحورهم وأغلقوا جوالاتهم وتركوهم كأنهم يطلبونهم صدقة من الصدقات ..

تجدهم في أول الأمر يلومون التجار على عدم تصدقهم وتبرعهم ويدعون عليهم بالخسران ، وبعد أن بدؤوا بالتجارة بحجة (دلوني على سوق المدينة) لم يؤدوا للناس حقوقهم فكيف يتصدقون ..

أقول : لا شك أن ابتغاء الرزق مما حث عليه الشرع ورغب فيه ، ولكن أن ينزل الإنسان نفسه إلى هذا الحد فهذا عيب في حقه حتى ولو لم يأكل مال أحد فيكفيه عيباً أن يشتهر بين الناس بأنه اللاهث وراء الريال .. ولو أنه طلب الرزق في المساهمات أو الأسهم من غير أن يكون عبداً لها أو يشتهر بين الناس بذلك لحمدنا فعله ولم يكن لأحد عليه ملامة ..

وفي المقابل جلست مع (مشايخ) ممن يحرمون جميع الأسهم يقول أحدهم وهو متكئ مع مجموعة تقاربه في الفكر: ياخي لاتهمك هالأسهم كلها ربا×ربا !!! فيقول الآخر : لا ويجيك واحد يقاله يعرف ويطلع لنا كل يوم قائمة ، هذي نقية وهذي مختلطة !!! فيقول الثالث : الحين حاطين الكهرباء مع النقية وهي آخذة فوائد ربوية 20 مليار !!! فيقول الرابع : وحتى شركة مكة يقولون آخذة 7مليارات ربا !!! إلى هذا الحد كنت ساكتاً احتراماً لهم ولعلمهم ولكن لما رأيت أنهم هكذا بدأت في إيضاح ما أراه صواباً فتناوشوني من كل جانب فقلت قطعاً للنزاع : من أين تأخذون معلوماتكم ؟؟ أنا أعرف هل هذه نقية أو لا من قوائمها المالية .. فقالوا نحن لا نصدق القوائم المالية !! فقلت ولكنكم تصدقون (يقولون) ولم أعرف أضعف منها .. ولا أدل على ضعف أخباركم من قولكم إن شركة الكهرباء نقية فما من أحد من المشايخ قال بأنها نقية بل كلهم يقولون بأنها مختلطة فصمتوا ولو يحيروا جواباً .. وأقسم بالله لو قلت لكم أسماءهم لذهلتم ولتملككم العجب ولربما كذبتموني ومن حقكم فهذا مما يُستغرب على مثلهم ..

أرجع إلى أصل الموضوع فأقول : ما رأيكم في توجه بعض المشايخ نحو المساهمات والأسهم وانشغالهم بها ؟ هل ترون في هذا عيباً وانتقاصاً من هيبتهم ومكانتهم - دعوكم ممن لا يؤدي للناس حقوقهم فهذا معروف أمره ولو كان لي من الأمر شيء لأزلت مظاهر استقامته لأنه ليس مستقيما بل هو عار على المستقيمين ولجلدته أمام الناس تعزيرا في كل مساجد بريدة - ..
أم ترون أن هذا من حقهم ولا بأس به حتى ولو اشتهروا بذلك ؟؟

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،