[أ.محمد]

السلام عليكم

يظن معظم المبتلين بالخجل و الرهاب الإجتماعي أنه لا يمكن أن يتغير,

و هذا شيء طبيعي جدا منهم لأن الخجل و التشائم وجهان لعملة و احدة

و لكن الحقيقة أن الخجل و الرهاب الإجتماعي مشكلة ممكن التغلب عليها,

وهذه قصة واقعية لواحد استطاع بعون الله أن يتغلب عليها.



شاب متدين يحفظ كتاب الله و هو حسن الصوت بالقرآن , و بينما و هو في أحدى المساجد

حدث وأن تغيب الإمام, و الطامة الكبرى أن الناس طلبوا منه التقدم للإمامة,و هنا تسمر

الشاب مكانه و حاول مرارا التملص و لكن دون جدوى.

و فعلا تقدم الشاب و قلبه يكاد يقفظ من صدره ,ورجلاه ترجفان و هو لا يستطيع السيطرة

عليها,وعندما فتح فاه ليتكلم لم يجد به ذرة ماء واحدة ,وعندما نطق سمع صوتا غريبا يخرج

من شفتيه لم يصدق أن هذا هو صوته , و أستمرت المعاناه الى أن أكمل الصلاه و حين فرغ

من السلام نظر بطرف خفي الى المصلين فوجدهم ينظرون اليه ,

فهم واقفا و غادر المسجد مسرعا و هو ينوى عدم العوده اليه أبدا .

و بدا يصلي في مساجد أخرى , و بدأيشتغل بكيفية علاج نفسه , و فعلا قرأ في إحدى الكتب

أن العلاج الأمثل للخجل هو أن تنظر مما تخاف و تفعله تدريجيا,

و فعلا بحث في المساجد التي ليس لها إمام راتب,و التى لم يعرف فيها.

وتردد عليها هو يعلم أنه من المحتمل أن يصلي بالناس ,فذهب أول الأمر في صلاة

العصر لأنها صلاة سرية.

و تقدم للإمامة و بداخله خوف و لكنه قليل, و أستمر عدة أيام على هذا الحال حتى زال خوفه ,

وعزم على الخوض في تجربة الصلاة الجهرية , و لكنه أعد العدة هذه المرة , فأخذ يتدرب

على هذه الصلاة لمدة أسبوع و هو في البيت , يمثل أنه إمام و خلفه المصلين , و يقرأ نفس

السور كل يوم بنفس الطريقة و بصور مرتفع ,

حتى جاء اليوم الموعود,

دخل المسجد قبل الآذان بفترة ثم أخذ يتخيل المشهد مرارا ,حتى جاء وقت الصلاة, صلي

بالناس الصلاة كاملة دون خوف .

ولم يتوقف عند ذلك الحد بل ذهب إلي مسجده الذي عزم على ألا يدخله و أنتظر إلى أن تغيب

الإمام مرة و تقدم هو للإمامة و صلي بالناس .



و أنتهت مشكلته نهائيا من الخوف من الإمامة.

أهدي هذة القصة لكل المبتلين بالخجل و الرهاب الإجتماعي.

عسى الله أن يرفع عنهم و يهديهم و ايانا سواء السبيل