[محمد الشقيران]

( رسالة إلى مدير بلديتنا الغالي )
أنا الأشخاص الذين يمكن وصفهم بأنهم اجتماعيون ( والإنسان اجتماعي بطبعه ) أي يُحبون مٌخَالطة َ الناسِ ويسعون لها ويجاهدون في سبيل رد شُبَهِ من عابها أو شانها ! , فهي تكسب الأصدقاء و الأخوة وتَملأ عقلك خبرة عن طِبَاعِ الناسِ وطُرِقِ معاملتهم , كما تلقى الضوء بها على عيوبِ الناس وأخطائهم , !! لا لأنها أخطائهم بل لتتفادَى اختراقها شباك نفسك , وتَخَصُبهَا في مركبات عقلك , ولذا فقد زاد شوقي وتلهفت نفسي لرؤية أحد أصدقائي الذي كسف منذ أشهر . . . وبما أني اجتماعي بطبعي فقد عزمت و عملت كي أزوره . . وخططت وأخذت الزاد والراحلة , علماً أن صاحبي على بضع كيلو مترات فقط . . وتعليل هذا ماتجده بعد قليل !! ..



اتجهت إلى مسجد أذكر أن صاحبي كان يصلي فيه , وصليت المغرب , وقلبت عيوني في الحاضرين فلم أجده – للأسف - .



حركت سيارتي متجها إلى بيتي . . لكني تذكرت أمراً . . لقد زادتني الهموم , وأطبقت علي الغموم , وجاءني الوسواس بشراكه !! المشكلة كل المشكلة أنني سأسير في أحد طرق بريدة . بعد أن خيم الليل على العالم .



إن طريقنا ( المحترم ) يمتاز بأنك عندما تصل إليه تتذكر ــ إن تذكرت ــ ظلمات رحم أمك , وتعبر من جانب مخيلتك قصة يونس في الظلمات الثلاث . ما أشجع يونس أما أنا فلا . . .



سرت فيه حذراً فلا شجاعة عنترة تنقذني ولا فروسية عمرو بن ود تنتشلني ولا خبرة نابليون ــ المزعومة ــ تحفظني إنما الحافظ الله . . ويا ويلي من أمي إن لم ينجني الله . . وفجأة لقد حدث ما كنت أحذره ( . . . ومن المقدور لا ينجو الحَذِرْ ) غيرت مسار السيارة ولكن !! . . . مسكين . . لقد مات . صبر الله اخوته على فقده . يبدو أنه أحد ضحايا اهمال البلدية بإنارة طريق الناصرية الذي يربط أحد معالم مدينة بريدة ( المستودع الخيري ) بنفسه , فيتعلق بعد الله بهذا الطريق حتى يرى الحضارة . . . والعالم .



وبعد أن سرت قليلاً ــ ومرة أخرى ــ غيرت مسار سيارتي ولله الحمد أن العامل نجى من موت محقق ــ كما يقولون ــ وكاد يلحق بالكلب الصغير الذي دهسته والذي أصابه القدر من بيت أخوته الاثنان . .




وبعد هذه الحادثة أخذت على نفسي أن أسطر إلى مدير بلديتنا الغالي والمسؤلين فيها علَّهم ــ يجدوا لنا مخرجاً ( وينوروا طريق الناصرية ) , نور الله قلوبهم ــ ولكي يعينوا إخوانهم على زيارة إخوانهم ــ إن زرنا مرة أخرى !!