[الهمذاني]

أولاً مالمقصود بالكفر ومالمراد بالتكفير وماهو الكافروبما يكون الكفر.

هذه المسائل هي من صميم العقيدة ومن مستلزمات الإيمان ،ولكن للأسف إرتبكت الحسابات بها في هذا العصر،

وغلط الناس بها فمنهم من الغالي ومنهم من الجافي ومنهم من اتخذ بين ذلك سبيلا .

إن من المعلوم من الدين بالضرورة أن الايمان لابد له من أمرين ولا تتحقق شهادة أن لا إله إلا الله إلابهما هما:

الكفر بالطاغوت والإيمان بالله.

ولي أهمية الكفر بالطاغوت فقد قدمه الله في قوله (فمن يكفربالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى.....).

قال الإمام المجدد محمد بن عبدالوهاب معلقاً على الاية : قدم الله الكفر بالطاغوت على الإيمان بالله لأنه قد يدعي المدعي أنه يؤمن بالله وهولا يجتنب الطاغوت فتكون دعواه كاذبة.ا.هـ

وجاء في صحيح مسلم عن ابي مالك الأشجعي عن ابيه أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال (من قال لا إله إلا الله وكفر بمايعبد من دون الله فقد حرم ماله ودمه وحسابه على الله).

قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب في المسألة الاخيره من الباب السادس في كتاب التوحيد : وهذا من أعظم ما يبين معنى لا إله إلا الله فإنه لم يجعل التلفظ بها عاصماً للدم والمال، بل ولا معرفة معناها مع التلفظ بها ، بل ولا الإقرار بذلك بل ولا كونه لا يدعوا إلا الله وحده لا شريك له ، بل ولا يحرم دمه وماله حتى يضيف إلى ذلك الكفر بما يعبد من دون الله فإن شك أو تردد لم يحرم ماله ودمه فيالها من مسألة ماأجلها وياله من بيان ما أوضحه وحجة ما أقطعهاللمنازع.ا.هـ

وقال حفيده سليمان بن عبدالله معقباً على هذه المسألة : وقدأجمع العلماء على معنى ذلك فلا بد من العصمة من الإتيان بالتوحيد ولتزام أحكامه وترك الشرك.ا.هـ
المراد قوله هو أنه في هذا الوقت أناس ميعوا الدين وبلغت بهم الإنهزامية حتى أصبحوا يتوددون إلى الكفار ويطلبون رضاهم حتى ولو كان على حساب الدين وفساد العقيدة، فسموا الكافر بغير ماسماه الله واعتبروا دين النصارى واليهود صحيحاً، ولم يكتفوا عند هذا بل وصفوا علمائنا بالتكفيرين ولمزوا أئمة الدعوة بأنهم متشددون.
فالصغير يعلم قبل الكبير والعامي قبل المتعلم أن من ليس بمسلم فهو كافر وأن غير دين الإسلام باطل قال تعالى: (ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه...). ولو تأملت القرآن فإنك لن تجد فيه تسمية سوا الكافر لغير المسلم.
ومن المؤلم أن يخرج في بعض القنوات من يحسب على أهل العلم ويقول أخواننا من النصارى، ويقول آخر يجب أن نحترم دين النصارى،وما أشبه هؤلاء بأسلافهم ممن يدعي وحدة الوجود، ويذكرني هؤلاء بابن الحلاج عندما أتاه رجل يريد أن يتوب فقال له على أي الطرق تريد أن تتوب قال له الرجل ماذا تقصد قال ابن الحلاج أقصد طريقة الإسلام أو النصرانية أو اليهودية أو المجوسية كلها طرق تؤدي إلى صريق واحد. فإن من يدعي بوحدة الأديان يسير على منهج الملاحدة الذين سبقوه.
فيجب أن ندرك خطر هذه المسألة وفساد مايدعوا إليه هؤلاء من تصحيح مذهب الكفار وتسميتهم بالآخر والقول بأنهم إخواننا ، سأل الشيخ صالح الفوزان عن قول من يقول اليهود والنصارى إخواننا في الإيمان فأجاب: من قال إن اليهود والنصارى إخواننا فإ نهم يكفرون بذلك، إلا إذا كان جاهلاً فإنه يبين له ذلك.أ.هـ
وخلاصة القول فإن من لم يكفر الكافر أوشك في كفره أوصحح مذهبه فقد كفر .
لأنه يكذب القرآن قال تعالى (لقد كفر اللذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم....). ويكفي في كفرهم أنهم كفروا بالرسول-صلى الله عليه وسلم-.
فالمسألة خطيرة ويجب الحذر من الذين يحاولون إخراجنا من ديننا ويلمزون من يعتقد ذلك بأنه تكفيري ومتشدد،
وأقول هذه المسائل معلوم بالفطرة وجدتي التي لا تقرأ ولاتكتب تؤمن بهذا إيماناً جازماً.