[ارتقاء]

كان الشيخ عبدالعزيز البشري يمشي في أحد أرياف مصر فأستوقفه رجل عامي أمي وكان في يد الهذا الرجل ورقة مكتوب فيها عنوان أحد البيوت بخط رديء وصغير غير مقروء فقال للبشري : ياشيخ اقرأ لي هذا العنوان فلم يستطع البشري قراءته فصرخ الرجل في وجه الشيخ البشري قائلا بلهجه مصرية : أمال حاط عمامه فوق راسك وإنتا مابتعرفش تقرا ... ليه؟؟!!فخلع الشيخ البشري العمامه بذكاء ثم ألبسها للرجل وقال : أدي العمامة فوق راسك .. اقرأ انت بقي !!..

فالشيخ البشري ببديهته الحاضرة ونكتته اللطيفه أراد أن يعلم هذا الرجل أن العمائم لا تقرأ وأن المظاهر الرسميه والاشكال لاتعني بالضروره عمقا وقوة علمية . وما أكثر الذين تراهم فتحسب لهم ألف حساب حتى إذا خرجوا من عندك قالوا للذين اوتوا العلم : ماذا قال انفا .؟؟

جهلا منهم بما يقال . ولم يكن العلم والفهم والفقه والثقافة في أي يوم من الايام لبسا يلبس أو حقنة دوائيه تأتي إليك بالعلم قبل أن تقوم من مقامك . بل هو مرابطة ومصابرة ومراجعة ومذاكرة ومن ثبت نبت كما يقول علمائنا . وفي الادب اليوناني مثل لطيف يقول :

( الحجر المتحرك لاينبت عليه العشب ) أي : أن الذين لايصبرون على تعلم شي لن يعرف شي ( وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بأيتنا يوقنون )

واما الذين لايمتلكون الصبر والأراده ويريدون أن يلبسوا العمامه وهم لايقرؤون فسوف تضحك عليهم كل العمائم . ويكبر قدر العمامه بقدر من تحتها وليس العكس : ولذا كان أحد أدباء الشام ذا رأس كبير .. لاتصلح له أي عمامه فقيل له بأن البائع الفلاني عنده عمامه كبيره لكنها غاليه فذهب ليشتريها وأراد أن ينزل في قيمتها فقال البائع : ولن تجد غير رأسي يصلح لهذه العمامة .. . فرأسي غالي .

وسأعلق هنا بجمله أخيره وهي : أن رأس هذا الاديب غال بغلاء عقله وليس بهذه المامه التي لاتقرأ ولا تهدي العمى ولو كانوا في ضلا ل مبين ! ..

عبدالله بن سلمان بن فهد العوده .. حفظه الله ..

وانا أقول ذاك الشبل من ذاك الاسد .. لله درهم ..