[مُسعر قلم]

"

"

"

"

بسم الله الرحمن الرحيم

خمسةٌ وأربعون مليون ريـال دفعت لمجموعة لا تتجاوز الخمسة و الأربعين من اللاعبين والإداريين ،

مبلغ ضخم ومبـالغ فيه خاصةً أن نتائج مشاركة المنتخب معروفة مسبقـاً بالاستقراء والتتبع والقياس .

فالمنتخب لم يشارك ليحرز البطولة وينافس عليها حتى يدفع له هذا المبلغ ، ولم يشارك ليبلغ الدور الثالث أو حتى الثاني إنما المشاركة لأجل الحفاظ على المرمى ومحاولة الخروج بأقل الخسائر الممكنة ، وهذا معروف ولا يحتاج لتوضيحه كثير بيـان ،

شخصياً لا يهمني فوز المنتخب من عدمه وإن كنت أتمنى فوزهم على المنتخب الأوكراني خاصة بعد أن رأيت أثناء المباراة إبرازهم لعقيدة التثليث من أكثر من لاعب ، فلذلك تمنيت الفوز للسعودية ، ولم أحزن على الخسارة لأنها كرة ولا تتعدى أنها لعبـة لا تسمن ولا تغني من جـوع ، وإن كانت تعني الكثير للكثير .

نخلص إلى أن المشاركة ليس من ورائها أي مردود أو حتى فائدة وأن المبالغ الضخمة مبالغ ضائعة ،

بدون أي مخرجات .

"""

لنلقي نظرة على المراكز الصيفية ، هذه المراكز تعاني من فقر شديــد ومن مضايقات من الجهات المسؤولة ، علماً بأن أهداف المراكز الصيفية معروفة ومخرجاتها كبيرة

وفيها الفائدة العظيمة التي تعم وتشمل الآلاف بل عشرات الآلاف ،

دوراتــ في الحـاسب والحديث واللغة الإنجليزية ودورات في التفكير والإيجابية وإعمال الذاكرة وغيرها ، مسابقات لتحصيل الثقافة وأخذ العـــــــلم ، مثل مسـابقـات حفظ المتـون

والمسابقات الثقافية والبحثـيّة ، مباريات رياضية

وأنشطة مسرحية وإذاعــيّة ، تشمل جل اهتمامات الطلاب وتنميها في جو نقي بعيد عن التلوث الفكري

والفسـاد الأخلاقـي ،

برامج تثقيفية مكثفة مثل برامج قرائية لتعويد الشبـاب على مصاحبة الكتب والنيل منها

وهذا غيض من فيض وإلا البرامج كثيرة فيها الكثير من التجديد والتشويـق .

"""

مع هذا كله لا تعطـى المراكز من وزارة التربية والتعليم شيئاً أو تعطى جوائز بالية وعينيات قديمة ، وتمنع من الرحلات وإذا سمح لهـا اشترط عليها شروطاً غريبة منها رفع العلم والصدح بالنشيد الوطني الذي ذكر العلماء أن فيه الكثير من المحظورات والكلمات المحرمة الممنوعة شرعـاً ،

وللأسف أيها الأكارم أقولها لكم إن المراكز الصيفية يضيق عليها كثيراً في إلقاء المحاضرات الشرعية ويشترطون شروطاً وضوابط لو وضعـت على لاعبي المنتخب لأخذوا كأس العالم!!

مراكز صيفية تضم المئـات يضيق عليها في الإمكانيات حتى يضطر المتطوعون للدفع من أموالهم!!

شباب تركوا الراحة وعلموا في المراكز احتساباً للأجر – نحسبهم كذلك –

ألا يستحقون أبسط الدعـم ! بل لا يريدون الدعم يريدون عدم المضـايقة ! والله المستعــان

أيريد هؤلاء من الشباب التسكع في الشوارع وسرقة المنازل وتتبع الرذيلة والركض خلفهـا !

قابلت نائب مدير مركز في أحد المحافظـات فذكر لي أنهم قد ضيق عليهم فسـألته كم المبلغ الذي استلمتموه فذكر لي بأنه خمسة عشر ألف ريال ، وفي العام الذي قبله عشرين ألف ريـال

وفي كل ســنة ينقص الدعـــم ، أما مراكز الرياض فحسب علمي لم تستلم حتى هذه اللحظة شيئاً

"""

هل سيلتفت لهذا الموضوع ما دام المراكز في بدايتــها ؟

خاصة أن أبو متعـب حفظه الله ووفقه وأرشـده يعرف - فيما يبدو لي – أهمية هذه الأنشطـة.

بانتظار ما تحمل قادم الأيــام !!

.