[الفارس الملثم]

بسم الله الرحمن الرحيم


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..


لطالما سمعت ورأيت ما يعانيه إخوة لنا من جوع وعطش وأمراض وتشريد ..
فيمكثون الأيام لم تسد جوعاتهم لقمة أكل .. بل الأدهى أن يجارون وينافسون النمل على طعامها ..


قررت يوما ً أن أخوض غمار التجربة , وأبقى بلا أكل من الظهر إلى الليل ..
فما والله لم يتجاوز المغرب أوانه حتى بدأت أتضور جوعا , وما عدتا والله قادرا على الوقوف .. يالله .. هل هذا ما يعانونه يوميا وساعة تلو ساعة ..!؟



خرجت من البيت عصر الأمس لقضاء بعض الأعمال , ثم عدت قبيل المغرب بقليل لا أدري من أنا .. !
فالجوع قد داهمني من كل مكان , وسل سيفه وجيش جيوشه وبدأ الهجوم ..
أخذت أروح وأجئ هنا وهناك باحثا عن مايسد جوعي ويهدئه , حتى قالوا : إن الطعام في الطريق فانتظر قليلا ..

حاولت إلهاء نفسي وإشغالها , علها تنسى الجوع .. لكنه أبى أن يوقف هجماته ويوقع على الهدنة ..

قالوا : جاء الطعام .. كدت أطير من الفرحة , فو الله إنه كالشهد الزلال في الصحارء القاحلة ..

طعمت ُ ما سد جوعي , حمدت ربي وأثنيت عليه , ثم تنحيت جانبا أتفكر ..

أهكذا يعيش الأحبة في النيجر دائما .. !؟
أم هذا ما يعانيه الأطفال في غزة .. !؟
أم يا ترى هل وجد أهلنا في الفلوجة والرمادي والعراق نصف ما وجدته أو ربعه أو ثلثه ..!؟

آه ثم آه على قلوب أضحت كالحجارة أو أشد قسوة , فلم تـُحرك وجدانه تلك المشاعر ..

لم تحرك أحاسيسه صورة طفل يأكل بقايا الطعام المتعفن ..
لم تحركه صورة الأم التي تحفر الأرض , ساعية إلى إخراج طعام النمل لتطعم أولادها ..
لم يرققه أنين الثكالى , وصرخات اليتامى والرضع ..


إخواننا لا يجدون ما يأكلون .. !
فمن سيبادلهم الشعور .. !؟


مهما طال ظلام الليل لا بد أن يبدده نور الصباح ..

.


.






.

.



أبو الوليد ..