|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
![]() |
#1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: May 2006
المشاركات: 147
|
>>> رقية أم قرون <<<
رقيــة أم قـــرون لم يكن الحايط ( مجموعة النخل ) مكانا مستورا عن الجيران أو الطريق ، وإن كانت البيوت في الأغلب تكون هي التي على الطريق ، وكنا ونحن في ( الحايط ) سواء ( نخرف ) النخل ، أو نسقي ، أو نستظل نرى كل شيء من حولنا ، وبالتحديد مزرعة جارنا ( أبو صالح ) ، والذي كانت تجمعنا به قرابة وعلاقة حميمة ، كعادة الجيران في السابق ، وكان لأبي صالح ابن واحد وتسع بنات ، كانت البنات التسع يقمن بأعمال المزرعة و( الدبش ) على أكمل وجه ، بل يقمن بما لا يقوم به الرجال ، ولذا كانت أعين الرجال عليهن فما أن تبلغ الواحدة منهن حتى يأتي إليها الخطاب ، وفي أذهانهم أنها امرأة وعامل ، ( 2×1 ) وبالطبع كان أمثال بنات أبي صالح قلائل بحق رغم أن الجميع من بنات جيلهن يعملن مثلهن ، ولكن ليس بتفانيهن ، وكان صالح الابن الوحيد شابا يافعا يوم عرفته ، كان في السابعة عشر من عمره ، ولم يكن مقدوري التعرف عليه عن كثب ، حيث أنه سقط في ( القليب ) ولم يدركه المسعفون إلا بعد وفاته ، رغم ما فعله جماعة المسجد والقريبين و زيد ( صبي ) عبدالرحمن المحمد ، لذلك عشت صباي وبداية شبابي لا أرى في ( حايط ) الجيران سوى البنات التسع .....أذكر من هؤلاء التسع ( حصة ) وهي الكبيرة ، و ( مزنه ) وهي التي كانت تحضر لنا دائما ( المرقه والمراصيع ) و ( الهلي ) ( أخت الرجال ) كما يسمونها ، و ( رقيه ) وهي البنت الثامنة والتي أخذت كل شقاوة أخواتها لتزرعها فيها ، كما أنها ( شيفه ) وتمتاز بــ( عكاريشه ) كما كانت سمراء البشرة ، غائرة العينين ، نحيلة الجسم ، مع عظم عريض يدل على الصلابة ، غالبا ما نعلم أن لدى الجيران مناسبة ما حينما نسمع ( صياحه ولجته ) بسبب ( الحناء ) رافضة كل محاولات والدتها المسكينة التي تستنجد غالبا ( حصة ) لتمسكها بالقوة وتضع ( لطخة الحناء ) على رأسها ! ( رقية ) ليست فتاة عادية بالنسبة لي فقد كانت هي الحب الأول ! ( الله يستر من أم العيال ) وقصة حبي لها بدأت حينما كانت ( رقية ) المميزة بشقائها ذات لسان طويل سليط على من يتعدى على أبسط حقوقها ، كنا ننظر إليها دائما ونتبادل التعليقات حتى جاء ذلك اليوم السعيد بالنسبة لي والمشؤوم بالنسبة ( لقريبي ) حيث جاء مع أهله إلينا من ( منفوحه ) ومعنى ذلك أنهم سيقيمون عندنا أياما ، كان قريبي ( علي ) سليط اللسان ، حاد الطبع ، متوتر ، طاغ ٍ ، ومستبد ، وكان مع ذلك مغرور ( شايف حاله علينا ) ، في صبيحة أحد الأيام كنا ذهبنا إلى ( البركة ) وذلك ( لنفجر ) الماء على أحد الأحواض ، ورأينا كالعادة ( رقية ) فسألني قريبي : ( وش اسمه هالبسه ؟ ) قلت له : ( رقية ) ، قال لي : ( ابهوش هاللي ما تستحي ) قلت : ( خير ؟ وش سوت ؟) قال وهو يؤشر بإصبعه إلى جسده الناعم : ( تشوف الرجال ولا تهج ؟) قلت له : دعها وشأنها فهؤلاء جيراننا . ( وفي سري كنت أتمنى ذلك لسبب ستعرفونه ) ... صوت قريبي : ( يارقية وجع ! ما تستحين تشوفين الرجال ولا توخرين ؟ ) قالت بشقاوة هائلة : ( هَــوْ !! وين الرجال ؟ ) قال لها : ( وانا وش انا ؟ ) قالت : ( والله لو ماعليك ثوب رجال لا أقول مرة ولد جيراننا ! ) التفت قريبي سريعا وقال : ( يا قشره ! ) .... كانت تلك الحادثة هي اللحظة الحاسمة في حياتي حيث بدأت أُعجب في ( رقية ) ، ولذلك بدأت بالتركيز عليها ، وكانت لحظاتي جميلة وأنا أتابعها تنظف ( المشراق ) مستخدمة ( العرجد ) وقد بان سروالها ( خط البلدة ) (وكانت تلك السراويل بدأت تلبس مؤخرا وخاصة للبنات حيث كان النساء الكبار يستغنين عنه بثوب ٍ ثقيل ) ، كنت أضيق دائما بقدوم أحد من أهلها أو أهلي في هذا التوقيت بالتحديد ، ثم قررت في نفسي أن أكون لطيفا معها للغاية ، كيف لا وهي التي هزأت بقريبي الذي تمنيت أن أكون من هزء به ، شعرت بسعادة بالغة وأمي تطلب مني أن أذهب إلى الجيران ( ببادية ودكة ) فذهبت إليهم وطرقت الباب وفتحت معشوقتي ومجنونتي ( رقية ) قلت ( تسلم عليكم أمي وتقول ..) وقبل أن أكمل صرخت ( يمممماااه هذا فلان اللي قلت انه بس يناظرن ويتطنز بي ) صعقت من هول المفاجأة ! وضعت ( البادية ) وهربت لا ألوي على شيء ! وإن كنت تذكرت بعد عشرات السنين أنها كانت تحسبني أترقبها ( علشان أتطنز ) ولم تكن تعلم مافي نفسي ! في أحد الأيام وكان عمري ساعتها ست عشرة سنة قررت خطبة هذه الفتاة وذهبت إلى والدها دون علم أهلي وكان ذلك بتحريض من ( خال أبوي ) الذي هدف إلى الاستهزاء بي والتندر بتصرفي ! سلمت على أبي صالح وقلت له خاطبا ( يسلم عليك أبوي ويقول ودنا برقية ناخذه عندنا ! ) قال لي : ( وراه عسى ماشر أمك به شي ؟ ) قلت له : ( لا ، بس يبيه أبوي تقعد عندي ) كان أبو صالح بين ( مدهوش ومربوش ) قال : ( طيب وش تبي به أنت ؟ ) قلت له ( أبي أعرس عليه !) حينما نطقت بذلك سألني بجدية تامة : ( أبوك وراه ما جا ؟ ) فشرحت له قصتي مع خالي ، فعلم أنها مقلب وأجابني بهدوء يناسب سنه : ( رقية شطنية والله ما تقدر عليه وانت راعي كتابة ما تصلح لك ) ....رجعت مكسور الخاطر ، وتركت متابعتي للحبيبة ( رقية ) ، ليس نزاهة فقط !! بل لأنني تلقيت ضربا قاسيا من والدي الذي علم بأمر ذهابي لوالدها ، كما ( حرّش ) علي أحد إخوتي بأنه سمعني أتمناها ! فكانت تلك لحظاتي الأخيرة في حبها ، ولكنها لم تكن لحظاتي الأخيرة في التواصل معها ...... مضت الأيام والأسابيع والشهور ، و ( رقية أم قرون ) كما نسميها جميعا ، هي الشقية المزعجة ( الكدادة ) والمتميزة في ( المرقوق والجريش والمصابيب ) كانت كثيرا ما تلبس ثوبها الأخضر المشجر بورود صغيرة حمراء ، لم أرها تلبس حذاء في حياتي ، كما أنها لا تهتم بأنوثتها بأي شكل من الأشكال ، عكس أخواتها الثمان المتميزات بطيبهن وأنوثتهن بين قريناتهن ،..... مرت بي هذه الذكريات بالأمس وأنا أهاتف عبر الجوال ( أم علي ) وهي ( رقية ) ، حيث كنت أطمئن على صحتها وعلى صحة أولادها وبناتها وذرياتهم ، ومما يميز جيلنا عن هذه الجيل المفعم بالقطيعة ، أننا متواصلون ونسأل عن بعضنا ونسلم في المناسبات ولكن بشكل مؤدب ورسمي وبالأخص بعد أن تمضي على أحدنا السنوات ويبدأ الشيب في غزو محياه بعد رأسه .... بعد أن أغلقت الهاتف ضحكت فجأة وبلا مقدمات فسألتني ( المره ) خير إن شاء الله ! قلت لها : سبحان الله أتذكر ( رقية أم قرون ) وأخواتها ، كانت أمها تقول لها دائما عبارات متكررة ( الله يعين رجلك عليك يارقية ) و ( الله يصبر رجلك من هالحين ) و ( رجلن يبي ياخذك بالجنة ) و ( والله ياللي يخطبك اني لأمهرك له ) .... وبعد هذه السنوات أعرف الأخوات التسع معرفة جيدة ، كما أعرف أزواجهن ، ولكن ( رقية أم قرون ) كانت هي الأوفر حظا ، والأكثر سعادة ، والأحسن حالا ، ليس من بين أخواتها فقط بل بين كل بنات جيلها ، فــ(رقية أم قرون ) الآن هي ( أم علي ) متزوجة برجل عصامي بنى نفسه بنفسه ، ورزقه الله من أم علي أحد عشر ولدا وثلاث بنات ، أقل أولادها شأنا هو ( خالد ) المسافر إلى بريطانيا لدراسة الدكتوراة في الكيمياء ولا أعرف بالتحديد أي تخصص ، أم علي تنام مع أولادها على ملايين الريالات ، إنسانة صادقة ، بارة بأقاربها ، واصلة لرحمها ، معطاءة كزوجها ، وهي مع ذلك مثقفة جدا ، وأذكر أنها قبل أسبوع بالتحديد اتصلت بي لتسألني عن معنى كلمة ( البارا فسيولوجي ) ، وهي متابعة لكل ما أكتبه إذ تعتبرني كأخ لها تماما ، ولعلها اليوم فقط ستعلم بموضوعي خطبتي لها من أبيها !!!!! وربما سيكون هذا العرض سبب قطيعة بين ( حبي الحالي ) و ( حبي الأول ) !!!! نهاية : ( الأمور مقدرة ومكتوبة في اللوح المحفوظ ، فلماذا نقلق بعد أن نفعل الأسباب ؟ ! )
__________________
[flash=http://buraydahcity.org/abu-raed/aburaed-gamgad.swf]WIDTH=501 HEIGHT=201[/flash] بيض الله وجه ( أبو رائد ) على إهدائه هذا التوقيع > ولد ابوي انت هذا اللي يعرف قدر الشيبان( الشيبان هم مابين عمر 35 - 40 )
|
![]() |
الإشارات المرجعية |
أدوات الموضوع | |
طريقة العرض | |
|
|